حالة من الثورة يعيشها البيت الصوفي في هذه الأيام بعد مناقشة شباب الطرق الصوفية للعديد من القضايا المحورية والمهمة والتي تؤثر سلبا وإيجابا على الدور الذى تقوم به المشيخة العامة للطرق الصوفية حاليا ومن ضمن هذه القضايا مشكلة انتشار البدع والخزعبلات في العديد من الطرق الصوفية مما أثر سلبا على الصورة الذهنية للطرق الصوفية لدى المواطنين فى الشارع المصري مما جعل شباب الطرق الصوفية الذين يسعون منذ فترة كبيرة لتحسين الصورة المنطبعة عن المتصوفة لدى الجميع فى اتخاذ خطوات إيجابية ضد الطرق الصوفية التى تحتوى مناهجها على أفكار مغلوطة منها ما هو خاص بالعقيدة ومنها ما هو خاص بالمنهج الصوفى الخاص بالطريقة ذاتها.
من جانبه قال أحمد فتحى، عضو شباب الطرق الصوفية، في تصريحات خاصة لـ"البوابة": إن هناك العديد من الطرق الصوفية تحتوى مناهجها على أفكار مغلوطة جعلت الجميع يتهم التصوف الإسلامي بمخالفة منهج أهل السنة والجماعة حيث إن السبب في ذلك هو انحراف الأتباع والمريدين عن تعاليم السادة مشايخ الطرق الكبار بالإضافة إلى أن بعض مشايخ الطرق الجدد ألفوا العديد من الكتب الخاصة بالتوسل بالأولياء والمشايخ مما جعل المريد يسلك مسلكًا مخالفًا لأهل السنة والجماعة وهذا الأمر الحق الضرر بالطرق الصوفية وأساء لصورتها فى المجتمع.
وأضاف "فتحي" أن شباب الطرق الصوفية طالبوا أعضاء المجلس الأعلى للطرق بضرورة تنقية مناهج عدة طرق صوفية من الخزعبلات والافكار المغلوطة مثل الطريقة الرفاعية والطريقة الخليلية والطريقة البيومية والطريقة الإمبابية والطريقة السعدية حتى لا ينتقل ما يحدث فى هذه الطرق إلى الطرق الصوفية الأخرى.
فى الوقت ذاته أكد أحمد الشاذلى، عضو شباب الطرق الصوفية، فى تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن البيت الصوفي يحتاج إلى ثورة تصحيح من الفكر المغلوط الذى انتشر فيه بصورة كبيرة وجعل الجميع يتهم المتصوفة ومشايخهم بنشر البدع والخزعبلات في المجتمع المصري مما تسبب فى انتكاسة للتصوف الإسلامى.
وأوضح "الشاذلى" أن شباب الطرق يطالبون بتشكيل لجان دعوية تجوب المحافظات لتنقية المناهج الصوفية من الأفكار المغلوطة التي لحقت بها وتسببت فى إتهام التصوف بالخروج من دائرة أهل السنة والجماعة في أوقات كثيرة وعلى ذلك يجب أن تبدء المؤسسة الصوفية بقيادة مجلس الأعلى فى تصحيح الصورة المغلوطة عن المتصوفة فى مصر.
من جانبه قال الشيخ طارق الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية فى تصريحات خاصة لـ"البوابة": إن الطرق الصوفية لا توجد بها أى بدع أو خزعبلات وهؤلاء الشباب الذين يتحدثون بإسم شباب الصوفية يسيئون للمنهج الصوفي وليس من حقهم التدخل فى شئون المؤسسة الصوفية أو المناهج الخاصة بالطرق الصوفية وعلى ذلك نحن لا نقر فى الاساس ان هناك بدعًا أو خزعبلات لأن المنهج الصوفى معروف عنه منذ القدم أنه منهج دعوى وسطى يحارب التطرف.
وتابع "الرفاعى" أن المؤسسة الصوفية ستتخذ إجراءات صارمة ضد أى شاب ينتمى للصوفية يحاول التشهير بالصوفية في الرأي العام المصري حيث إن هؤلاء الشباب بما يفعلونه يسيئون للتصوف كما ان الطرق الصوفية تقوم بدورها على أكمل وجه وبالنسبة للجان التى يطالب بها هؤلاء الشباب فهناك القوافل الدعوية التى تجوب المحافظات بشكل دائم ولا نحتاج لتكوين لجان لتنقية الافكار المغلوطة.
وقال الشيخ محمد على عاشور البرهامى عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية فى تصريحات خاصة لـ"البوابة" إن الطرق الصوفية بريئة من هذه التهم الباطلة وأن المنهج الصوفي منهج سنى معتدل يرفض الخروج عن الطريقة السنية التى يتبعها المسلمين فى مصر كما أن ما يحدث فى الموالد من بعض الأمور الغير حميدة ليس للصوفية علاقة به لأن من يقومون بذلك غير تابعين للصوفية فلايجب أن يحسب أى أحد يقوم بفعل امر يسىء لأهل السنة والجماعة بالتبعية للصوفية.
وتابع "البرهامى" أن المؤسسة الصوفية اتخذت العديد من الإجراءات لنشر منهجها المعتدل والقضاء على أى أمور غير سوية تحدث فى الطرق الصوفية من شأنها تشويه المنهج.
