الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فنان الشعب

إمام يرد على طارق الملا: سيبونا نموت باللحمة وانتوا تعيشوا وتاكلوا الفول

الشيخ امام وشاعر
الشيخ امام وشاعر الفقراء أحمد فؤاد نجم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى كل نائبة تلم بالشعب المصري؛ تستعيد الجماهير العديد من أغانى الشيخ إمام الساخرة حينًا، والغاضبة حينًا آخر.. هذه الأغانى التى سطعت طوال أربعة عقود منذ أن بزغ نجم الشيخ الضرير بعد انضمام شاعر الفقراء أحمد فؤاد نجم إليه؛ ليصبحا وأغانيهما الثائرة لسان حال المطحونين والمهمشين.
تصدى الثنائى الشهير نجم وإمام، لقضايا كثيرة على رأسها الفساد والغلاء، الذى تعصف حاليًا إحدى موجاته بفئات عديدة فى المجتمع، ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعى إلى أن يستلهموا أغانيه فى الكثير من المواقف الفكاهية والكوميدية والغاضبة، خاصة بعد تصريحات المهندس طارق الملا وزير البترول، الذى أكد فيه أن قرار رفع أسعار الوقود، يصب فى مصلحة المواطن ويهدف لتحسين مستوى المعيشة، وبين الأغنية الشهيرة للشيخ إمام التى قدمها بعنوان «عن موضوع الفول واللحمة» وبها يسخر من مثل هذه النوعية من التصريحات، حيث تبدأ الأغنية بـ«عن موضوع الفول واللحمة صرح مصدر قال مسئول: إن الطب اتقدم جدًا والدكتور محسن بيقول: إن الشعب المصرى خصوصًا من مصلحته يقرقش فول»، وتنتهى «يا دكتور محسن يا مزقلط يا مصدر يا غير مسئول، حيث إن انتوا عقول العالم والعالم محتاج لعقول، ما رأى جنابك وجنابهم فيه واحد مجنون بيقول: احنا سيبونا نموت باللحمة، وانتوا تعيشوا وتاكلوا الفول».
أصيب الشيخ إمام بالعمى فى طفولته، ولكنه كان يهوى أن يندس فى مواسم الأفراح والحج، وسط الحريم؛ ليسمع غناءهن وأهازيجهن ومن هنا نشأ صاحب أذن موسيقية، وكانت والدته نبع الحنان الذى ارتوى منه فى طفولته، وعوضه فقد بصره، وفى عام 1962، التقى الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم رفيق دربه، وكونا ثنائيًا غير مسبوق فى تاريخ الموسيقى والغناء العربي، نجحا فى أن يكونا بمثابة إعلام وفن موازٍ لإعلام الصوت الواحد الذى ساد فى فترة الستينيات من القرن الماضي.
واستمرت حالة الكر والفر بين ثنائى «إمام/ نجم»، وبين دولة الستينيات، بعد أن انتشرت قصائدهما كالنار فى الهشيم داخل وخارج مصر، وفى البداية استوعبت الدولة الشيخ وفرقته وسمحت بتنظيم حفل فى نقابة الصحفيين، وفتحت لهما أبواب الإذاعة والتليفزيون، لكن سرعان ما انقلب الحال بعد هجوم الشيخ إمام فى أغانيه على الأحكام التى برأت المسئولين عن هزيمة 1967، فتم القبض عليه هو ونجم؛ ليحاكما بتهمة تعاطى الحشيش سنة 1969، ولكن القاضى أطلق سراحهما، لكن الأمن ظل يلاحقهما ويسجل أغانيهما حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد؛ ليكون الشيخ أول سجين بسبب الغناء فى تاريخ الثقافة العربية.