الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المهنة.. ناشط سياسي؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فرق كبير بين الشخصيات الحية فى مسرحية تحظى بحرية التعبير وإطلاق العنان لخيالها كي تضيف إلى مجلد السيناريو والحوار، وبين عرائس الماريونيت الخشبية الممسوكة من أعلى وفي الخفاء بـ«خيوط رفيعة» على خلفية سوداء تضمن عدم ظهور محركها.
النخبة فى مصر أمرها غريب جدا لا يستطيع أحد أن يحدد ماذا تريد وأى شيء تسعى لتحقيقه للمواطن البسيط المطحون والذى لم يشعر حتى الآن بأن هناك من يفكر فيه او يسمع أناته، والنخب في دول العالم عموما، صفوة المجتمع التي تدير البلاد في جميع مناحيها، سياسية، اقتصادية، فكرية أو حتى دينية، هذه النخب التي تفكر وتخطط وتنجز، وإذا كانت النخبة في العالم المتقدم تختفي وراء مؤسسات قائمة الذات لا يصل إليها إلا من يستحق ومن يتوفر من الكفاءات الضرورية الخاصة بهذه المؤسسة أوتلك، فإن النخب عندنا في مصر وككل دول العالم الثالث يصنعها المال والانتماء الأيديولوجي، ونظرا إلى زحف القيم الديمقراطية والحداثية وانتشار نوع من الوعي الذي أصبح يهدد هذا الصرح العظيم للنخب المصرية فقد فكرت هذه النخب الجيدة التكوين في أوروبا وأمريكا، في صناعة نخبة ثانية يُخيّل للعامة أنها هي التي تسير وتخطط فيما هي في الحقيقة مجرد ماريونيت يُتحكم بها من طرف النخبة التي شكلتها، ويكمن دورها الأساسي في تكوين درع واقٍ للنخبة الحقيقية أمام الثورات والانتقادات والهبّات المختلفة، فلا يكون اللوم إلا لهم.

فمايحدث الآن فى المشهد السياسي المصرى أشبه بمسرحية على مسرح العرائس "الماريونيت"
دول فى محيطنا الإقليمى واجهزة مخابرات أجنبية تتصارع مع بعضها من أجل السيطرة والهيمنة على مقدراتنا وإعادة الإرهاب إلى الحكم وينفقون في سبيل ذلك الكثير من المال السياسي ومن هذا المنطلق نجد من يطلقون على أنفسهم نشطاء سياسيين يتحركون بخيوط تمسك بها وتحركها من خلف الستارتلك الجهات التى استقطبت الكثير من ضعاف النفوس، فنرى المواقف تتبدل وتتغيير حسب الأوامر الصادرة من الخارج وعلى حسب المدفوع مقدما. 
هؤلاء المحسوبون على القوى الثورية هم سبب مايحدث الآن فى الشارع لأنهم يسترزقون من الفوضى فليست مشكلتهم الجيش أو الشرطة حتى لو فككت الشرطة لن يعودوا عن مايدعون إليه لأنهم بصراحة شديدة يكسبون أرزاقهم من إثارة الفوضى فى مصر، والدليل واضح لا يقبل الشك كل من يدعي أنه ناشط سياسي أو ثورى تجده لا يعمل عملا أساسيا يكسب منه قوت يومه فمن أين يأتون بتلك الأموال التى تصرف على المظاهرات والحرق.

فلابد من وضع إطار وقواعد للسيطرة على المال السياسي الموجود بكثرة الآن من أجل إفشال خارطة المستقبل والسؤال الملح الآن فى عقل المواطن البسيط من أين تصرف تلك الحركات ومدعو الثورية على نشاطهم؟.. مجرد سؤال.