الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

هيرمان هسه.. "الوحدة استقلال"

هيرمان هسه
هيرمان هسه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ عمله ساعيًا، ثم بائع كتب في مكتبة، بعدها اتخذ التأليف والكتابة منهجا في حياته وعمله، وتزوج ثلاث مرات؛ كاتب سويسري من أصل ألماني، عاش بداية شبابه مع عائلته المحافظة وجوها المدافع عن البروتستانتية بشكل مفرط؛ وكان هذا السبب الذي دفعه للهرب والاستقلال عن السلطة العائلية والاعتماد على نفسه والانخراط في مجال العمل وبشكل قاسي، إنه الكاتب هيرمان هسه الذي ولد في ألمانيا في 2 يوليو 1877 وتوفي في مونتانيولا تيسن 9 أغسطس 1962. 
رغم أن توجهه الأدبي في بادئ الأمر كان صوب الشعر إلا أنه في ما بعد ألف روايات فلسفية عديدة ومتنوعة؛ وكان يغلب على بعض الروايات طابع التفكر العقائدي المتشكك مثل رواية دميان؛ وحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1946.
في مجموعته (Gerbersau) يصف هرمان هسه بعض التجارب من طفولته وشبابه في كالف، في تلك المدينة كان جسر سانت نيكولاس المكان المفضل لهسه في كالف، ولهذا اختار النحات كورت تاسوتي ذلك المكان ليضع فيه نصب تذكاري لهسه.
في عام 1881 انتقلت عائلة هسه إلى بازل في سويسرا وكان يبلغ من العمر آنذاك أربعة أعوام، واستقرت العائلة هناك لمدة ست سنوات ثم عادت إلى كالف. 
بعد الالتحاق الناجح لهسه في المدرسة اللاتينية في مدينة جوبنجن، انضم إلى المدرسة الإنجيلية اللاهوتية في دير ماولبرون في خريف عام 1891. 
بعد ذلك بدأ هسه العمل في مكتبة في إسلينجن ام نيكار، لكنه استقال بعد ثلاثة أيام، ومن ثم في بدايات صيف عام 1894 امتهن هسه لمد أربعة عشر شهرًا العمل الميكانيكي في مصنع ساعات في مدينة كالف. ومن ثم في أكتوبر من العام 1895 بدأ العمل مع بائع كتب من توبنجن. هذه التجربة من شبابه، وخصوصًا الوقت الذي قضاه ماولبرن، استلهم منها هسه لاحقًا في كتابته لرواية "تحت الدولاب" (1906).
اسم هيسه منحوت بين أسماء أدباء ألمان متميزين على مدى تاريخ الأدب الألماني في برلين، وفي 17 أكتوبر من العام 1895 بدأ هسه العمل في مكتبة في توبنجن، احتوت على كتب متخصصة في اللاهوت وفقه اللغة والقانون.
كانت مهام هسه في المكتبة تنظيم وأرشفة الكتب، وحتى مع انتهاء فترة عمله المتكونه من 12 ساعة، فإن هسه لم يترك المكتبة وكان يقضي فترات طويلة بين الكتب. 
درس الكتب اللاهوتية الموجودة في المكتبة ومن ثم لاحقًا قرأ لكتاب ألمانيون كبار مثل غوته وشيلر وليسنج ودرس كذلك الميثولوجيا الإغريقية. 
في عام 1896 ظهرت قصيدته "مادونا" (Madonna) في مجلة فيينا. وفي الخريف أصدر مجلد صغير من الأشعار والأغاني الرومانسية تحت عنوان "قصائد رومانسية"، وكان ذلك أول مجلد يُنشر له. 
وفي 8 مارس 1916 أصاب هيسه حزن عميق بوفاة والده، وضاعف ذلك إصابة ابنه مارتن بمرض خطير، وأيضًا تعرض زوجته لإنفصام في الشخصية. كل ذلك اضطر هيسه إلى ترك الخدمة العسكرية والعودة إلى تلقي العلاج النفسي والذي كان سبب لقائه بكارل يونغ شخصيًا. خلال ثلاثة أسابيع في شهري سبتمبر وأكتوبر من العام 1917 كتب هيسه روايته الشهيرة "دميان" والتي ستنشر في عام 1919 بعد الهدنة وانتهاء الحرب تحت الاسم المستعار "إميل زنكلير".
وفي الوقت الذي بلغ فيه هيسه الخمسين عامًا ظهرت أول سيرة ذاتية عنه كتبها صديقه هوغو بال، بعد نجاح روايته الأخيرة تزوج هيسه نينو دولبن وهي مختصة في تاريخ الفن وكانت زوجته الثالثة، وقد انعكس تأثير زواجه هذا في روايته القادمة "نرجس وفم الذهب" التي نُشرت في عام 1930. 
شاهد هيسه صعود النازية إلى الحكم باهتمام وقلق وفي عام 1933 ساعد كل من توماس مان وبرتولت برشت في رحلتاهما إلى المنفى. 
من أقواله:
العالم بما هو عليه الآن، يريد أن يموت، يريد أن يهلك وسوف يفعل العاطفة التي تدعو إليها ليست قوة روحانية لكنها احتكاك بين الروح والعالم الخارجي "اللعب على الكريات الزجاجية".
كم كانت غامضة الحياة وكم هي عميقة وموحلة مياهها الجارية وكم هو واضح ونبيل ما يتولد منهما الوحدة استقلال.