الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ثورة يونيو وسايكس بيكو 2!.. «1»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرت أربع سنوات على ثورة الثلاثين من يونيو فى مصر عام ٢٠١٣ ونظرة تحليلية بنظام «الفلاش باك» نطرح سؤالا افتراضيا ماذا لو لم تقم ثورة الثلاثين من يونيو؟ ماذا كان سيحدث لأرض الكنانة؟ 
فى بدايات هذا العام المشار إليه كان نظام الإخوان قد أخذ يتداعى بشكل كبير ساهم فيه عدد من العوامل منها تنامى الحركة الوطنية المعادية للإخوان بعد أن ثبتت هشاشة حكمهم بعد حل البرلمان نتيجة عدم دستوريته وقد ألقى هذا على عاتق الحكم مسئوليات تشريعية جعلت القرارات الرئاسية تصدر بلا دراسة بل وتتخذ قرارات ويتم الرجوع فيها!. 
عامل آخر فشل ما وعد به الإخوان تمثل فيما كان يسمى «مشروع النهضة» وثبت أنه مجرد دعاية أو بعبارة أخرى تصورات خالية من المضمون وأكبر دليل على ذلك فشل خطة المائة يوم التى طرحها محمد مرسى لحلحلة الأوضاع الداخلية. 
وفى ظل هذا المشهد أخذ نظام الإخوان يقوى علاقاته بأطراف خارجية مثل تركيا وقطر ويفتح قناة اتصال مباشرة مع حركة حماس فى غزة ما يؤكد أن هذا النظام انزلق إلى مستنقع الإرهاب وتواطأ مع منابعه خارج مصر ولا يمكن أن ننسى زلة اللسان التى وقع فيها مرسى عقب مذبحة رفح عندما قال إنه يجب أن (نحافظ على حياة الخاطفين والمخطفوين) ما يعد دليلا قاطعا على أن الإخوان على علاقة مباشرة بأنشطة المنظمات الإرهابية التى تعيث فسادا فى سيناء وتجعل منها منطلقا لعملياتها فى مصر وغير مصر! 
وزاد الطين بلة ما حدث خلال الاحتفال بانتصارات أكتوبر فى عام ٢٠١٢ باستاد القاهرة الذى تحولت مدرجاته إلى مأوى لكل الرموز والعناصر الإرهابية أمثال قتلة السادات وأعضاء مكتب الإرشاد وبعض ممثلى حماس وغيرهم وفى هذا اليوم كشف مرسى عن وجهه المتعاون مع الإرهاب الإقليمى والدولي.
وفى مايو ٢٠١٣ ضرب حكم الإخوان مثلا فيما يمكن تسميته الغباء السياسى عندما أذاعوا على الهواء مؤتمرا «سريا» حول سد النهضة الإثيوبى لكن تطورات الأحداث المتلاحقة بعد ذلك أثبتت أن الإخوان ربما تعمدوا بث محتوى المؤتمر لتشويه صورة مصر أمام العالم ولما لا؟ فقد سبها مرشد الإخوان بقوله «طظ فى مصر» وهو لفظ يعنى فى العامية المصرية اللامبالاة أو الاستخفاف بمن ينعت به، ولم يكن هذا جديدا على توجهات الإخوان التى كرست منابعهم الفكرية فكرة أن الوطن ليس سوى وثن وأن علم الدولة ليس سوى صنم! 
وهكذا أثبت هذا المشهد أن مصر فعلا قد دخلت نفقا مظلما سياسيا واقتصاديا خاصة حيث تراجع معدل النمو إلى أدنى مستوياته وبات الاقتصاد المصرى يقف على حافة الهاوية واقتربت الخزينة المصرية من الإفلاس بعد تدنى رصيد الاحتياطى من العملات الأجنبية إلى حد الخطر، فيما لجأ نظام الإخوان لمعالجة الموقف بطباعة مزيد من أوراق البنكنوت من العملة المصرية بلا أى غطاء نقدى، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع نسبة التضخم بشكل حاد مع انتشار الأزمات فى الوقود والكهرباء والخبز بما أثر بالسلب على حياة المواطن المصرى!
ولكن كيف يمكننا تفسير موقف بعض الدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة من نظام حكم الإخوان فى مصر؟ إجابة هذا السؤال فى المقال المقبل!