الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد 75عامًا من الحرب.. العلمين على أعتاب نهضة تنموية.. إنشاء منطقة صناعية وجامعات ومدارس.. تحويل مقابر الحرب العالمية إلى 25 ألف غرفة فندقية.. ومركز طبي عالمي للاستشفاء والعلاج الطبيعي

العلميين
العلميين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
75 عاما بالتمام والكمال مرت على حرب العلمين، تلك المعركة التي صنفت كواحدة من أعنف المعارك التي وقعت على الأراضي المصرية في التاريخ الحديث، وأسفرت عن مقتل 80 ألفا من جنود دول الحلفاء والمحور، خلال المعركة التي اندلعت في الفترة 1 يوليو إلى 26 يوليو 1942، قرب قرية العلمين في مصر بين الجيش الثامن البريطاني وبين قوات المحور، وانتهت بانتصار الجيش الثامن.
والعلمين اليوم على أعتاب خطة قومية تنموية شاملة من أجل الرقي بالبقعة المفعمة بالتاريخ الروماني الذي يسيطر على جنباتها، وتشكل المظهر الرئيسي لملامح العلمين أصبحت الآن المدينة المفضلة لدى أثرياء مصر بفضل شواطئها البيضاء ومنتجعاتها المليئة بحمامات السباحة. 



التاريخ يتحدث
بمجرد تجولك بين شوارع العلمين تظهر ملامح التاريخ الروماني، الأمر الذي أهلها لتتصدر قائمة أول المدن السياحية والبيئية عالميًا، بما تحمله من تفاصيل وأثريات وهبات منحتها لها الطبيعة، والتي تعبر حقبة زمنية عاشها أجدادنا في العلمين إحدى مدن محافظة مطروح وتقع شرق مدينة مرسى مطروح وغرب مدينة الإسكندرية، ويبلغ عدد سكانها قرابة 10922 نسمة، وتنقسم إلى ثلاث مناطق رئيسية هي العلمين وقرية سيدي عبد الرحمن وقرية تل العيس.



وكل بقعة من بقاع المدينة يحكي قصة من قصص تاريخ المدينة القديمة للعلمين، التي يعود تاريخها إلى العصر الروماني حيث كان يقع على أرضها قديمًا مدينة ليوكاسبيس، وهي مدينة ساحلية رومانية قديمة، وصل عدد سكانها إلى 15000 نسمة آنذاك، ويتميز وسط المدينة بوجود كاتدرائية رومانية وقاعة كبيرة تم تحويلها إلى كنيسة، مثلت القرية قديمًا مركزًا تجاريًا بين مصر وليبيا والواردات الكريتية، وقد تم تدمير المستعمرة القديمة عام 365 بموجة تسونامي ناتجة عن زلزال وقع خارج ساحل كريت، ولم تتم إعادة بناء البلدة، بسبب حالة الاضطراب التي كانت عليها الإمبراطورية الرومانية آنذاك، وتم فقد أثر ليوكاسبيس حتى عام 1986، حين قامت مجموعة من المهندسين الذين كانوا يعملون على بناء الطرق في مارينا العلمين، بالكشف عن منازل ومقابر قديمة. ولقد تم تصنيف 200 فدان من الأرض المحيطة كمنطقة أثرية، وبدأت عمليات التنقيب عن الآثار في فترة التسعينيات من القرن الماضي.



وبين هزيز الرياح تحكي لك مقابر العلمين أيضًا تفاصيل المعارك، التي دارت على أرضها وأهمها معركة العلمين، التي تعد أحد أشهر معارك الحرب العالمية الثانية بين دول الحلفاء ودول المحور، والتي منيت فيها قوات الفيلق الإفريقي الألماني بالهزيمة، وتضم مدافن ونصب تذكارية ومتحفًا تخليدًا لذكرى ضحايا تلك المعركة من مختلف الجنسيات.



النهضة على الأبواب
الكيلو 106 من طريق الإسكندرية – مطروح حيث تقع العلمين كان على موعد مع التاريخ، ولكن هذا التاريخ سيكون محوريا في مستقبل المدينة، بعد إنشاء طريق القاهرة مطروح، تمهيدًا لبناء سرح حضاري جديد يحمل اسم "العلمين الجديدة"، فبعدما اعتمدت المدينة طوال الفترات الماضية على ثرواتها الطبيعية من البترول الذي تقوم على استكشافه عدة شركات مصرية والمناطق السياحية، ستشهد المدينة في الفترة المقبلة طفرة سياحية وتنموية، فبالإضافة إلى المزارات الرئيسية للبلد التى يقصدها السياح من كل بلاد العالم مثل مقابر الكومنولث والمقابر الإيطالية والمقابر الألمانية ومتحف العلمين العسكري، ومتحف مارينا العلمين، ومرسى اليخوت ببورتو مارينا ومنتجع مارينا العلمين وواحة المغرة ونصب التذكاري لنافورة العلمين وال مقام بمدينة سيدني الأسترالية تخليدًا لذكرى الجنود الذين لقوا حتفهم في عام 1942 خلال معارك الحرب العالمية الثانية بمدينة العلمين المصرية وصممه المهندس المعماري الأسترالي فيل تارانتو، ستسعى الدولة خلال الفترة المقبلة على تطير هذه المقومات الطبيعية واستحداث نموذج يضاهي كبرى المدن السياحية حول العالم.



وتتمركز الخطة التنموية للعلمين الجديدة على مساحة تقترب من 50 ألف فدان، ولديها واجهة شاطئية مميزة جدًا، أكثر من 14 كم، فى موقع متميز غير متكرر، وطول هذه الواجهة يعادل طول كورنيش الإسكندرية مرة ونصف، يضم مشروع مدينة العلمين الجديدة مجموعة من الأبراج والمباني الفندقية والسكنية التي سيتم إنشاؤها، فى سباق مع الزمن ليرى المواطنون حلم العلمين الجديدة خلال فترة زمنية قليلة، كما تم البدء في بناء وحدات إسكان لكل المستويات، منها الإسكان الاجتماعي المتميز، حيث هناك نحو 5 آلاف وحدة، كمرحلة أولى، وسيكون هناك إسكان متوسط وفاخر، فالمرحلة الأولى للمدينة بمساحة 2 مليون م2، وتصل التكلفة الاستثمارية بها من 8 – 10 مليارات جنيه مبدئيًا.


ومن المقرر أن يشمل المشروع التنموي منطقة صناعية، وجامعات ومدارس، وغيرها من مقومات التنمية كما سيتم تطوير منطقة مقابر العلمين، التى تعود للحرب العالمية الثانية، لتكون منطقة سياحية عالمية، ستوفر 25 ألف غرفة فندقية، تعمل طول العام مثل شرم الشيخ، ولم يكتف المشروع بذلك فقط بل امتد لتطوير الطبيعة والبدء فى تكريك بحيرات المدينة حيث يتكون القطاع الساحلى من منطقة بحيرة العلمين (حى الفنادق)، ومركز المدينة، والحى السكنى المتميز، وحى حدائق العلمين، ومرسى الفنارة ومركز المؤتمرات، و(منتجع خاص)، والمنطقة الترفيهية، والمركز الثقافى، والإسكان السياحي، وحى مساكن البحيرة، وأرض المعارض، أما المنطقة الأثرية، فمن المتوقع أن يكون بها متحف مفتوح ومتنزه دولى، إضافة إلى منطقة ترفيهية وفنادق وخدمات الميناء، بينما يشتمل القطاع الحضري على الجامعة، ومركز الخدمات الإقليمية، وتبلغ نسبة البناء فى مركز السياحة العالمي نحو 20%.



ومن المتوقع أن تتوافر فرص استثمارية في المرحلة الأولى، التي تشمل أرض المعارض، والمنطقة الترفيهية، ومركز الاستشفاء العالمى، والفنادق، والجامعة، ومركز الخدمات الإقليمية، ويصل إجمالى مساحة الفنادق إلى نحو 296 فدانًا، ويبلغ عدد الغرف الفندقية 15500 غرفة، وفى نهاية المرحلة الأولى من المقرر أن يتم طرح أراضى 12 فندقًا، بينما تبلغ المساحة المخصصة لإنشاء المركز الطبي العالمي للاستشفاء والعلاج الطبيعي 44 فدانًا، والذي تعاظمت أهميته فى ظل تزايد الطلب على الخدمات الطبية على المستويين الوطنى والإقليمي، أما مركز الخدمات الإقليمية فقد تم تخصيص 400 فدان له كأسبقية أولى، ويشتمل على مراكز تجارية، ومنافذ بيع، ومعارض، وملاهى، ومجمع سينمات ومسارح، ونوادي رياضية، وخدمات إدارية.