الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مرشد المحظورة .. من "العرش" إلى"البُرش"

بديع
بديع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ نشأة جماعة الإخوان ومرشدوها يتعرضون للاعتقال، لاتباعهم الفكر التكفيري للدين والمجتمع، ودائمًا ما يحرضون أنصارهم على القيام بأعمال عنف في الشارع المصري، ضد من يخالفهم الرأي، فكان المرشد الأول، مؤسس الجماعة "حسن البنا"، ومن بعده تم اعتقال "حسن الهضيبي" المرشد الثاني للجماعة، وتم اعتقال وإعدام "سيد قطب" في عهد عبد الناصر، أما في عهد السادات فتم اعتقال "عمر التلمساني"، ولم يتم اعتقال أي مرشد للجماعة في عهد مبارك،  لكن تم اعتقال "محمد بديع" عقب قيام ثورة يونيو ليكون المرشد الرابع للجماعة الذي يتم اعتقاله وهو في منصبه التنظيمي، والمرشد الذي يحاكم منذ 60 عامًا مضت. 
حسن البنا "مؤسس الجماعة" 
هو المدرس والواعظ حسن البنا، الذي أسس "جماعة الإخوان المسلمين" عام 1928 في مدينة الإسماعيلية، وأصبح مرشدًا لجماعة تعمل تحت الأرض، ولها أكثر من تنظيم سري وعلني، لتدخل في صراعات شرسة مع جميع الأنظمة السياسية، تنتهي باعتقال مرشدها.
منذ عام 1928 مرت الجماعة وقتها بمرحلة الدعوة والتربية ، حتى حلول عام 1938، أي عقب مرور 10 أعوام على إنشائها، حيث قرر وقتها البنا إنشاء التنظيم الخاص، ليصبح هو قائد التنظيم العام، ويوكل عبد الرحمن السندي لقيادة التنظيم الخاص، وقد اعتقل البنا عام 1948 أثناء حكومة النقراشي باشا، ثم أفرج عنه، ولكن البنا  دخل من وقتها في صراع سياسي كبير، مع الملك والقصر والأحزاب الموالية للإنجليز، حتي تم اغتياله من قبل البوليس السري وقتها عام 1949 وهو خارج من دار الشبان المسلمين، وتم اعتقال جميع أنصاره.
 الهضيبي "المنقلب على ناصر" 
عقب اغتيال البنا، تولى المستشار حسن الهضيبي قيادة الجماعة، وتم تعيينه من قبل تلاميذ البنا مرشدًا عامًا للجماعة، وعقب قيام ثورة يوليو التي أيدها الإخوان وقتها، ولكن سرعان ما بدأت الخلافات بين الهضيبي والزعيم الراحل عبد الناصر، وانتقد الأخير ناصر خلال زيارة خارجية له معاهدة جلاء القوات البريطانية من مصر، تعرض الهضيبي للاعتقال عدة مرات في أواخر عام 1954، بتهمة محاولة تدبير اغتيال عبد الناصر في حادث المنشية الشهير، وحوكم وصدر ضده حكم بالإعدام ثم خفف إلي المؤبد، وقد تم نقله بعدها إلى عام من السجن إلى الإقامة الجبرية لإصابته بالذبحة نتيجة كبر سنه، وقد رفعت عنه الإقامة الجبرية عام 1961 ثم أعيد اعتقاله يوم 23 أغسطس عام 1965، بالإسكندرية بتهمة إحياء تنظيم الإخوان وصدر الحكم ضده بالسجن 3 سنوات، وكان يبلغ وقتها 70 عاما، ثم تم تمديد حبسه إلى منتصف أكتوبر عام 1971، وتم الإفراج عنه بعدها وتوفي في الحادي عشر من نوفمبر عام 1973.
" قطب" من أديب لتكفيري 
هو الكاتب والأديب، الذي تحول إلي أحد مؤسسي الفكر التكفيري في مصر، فهو عضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة، ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين، وكانت بداية علاقته بالجماعة عندما ألف أول كتبه للإخوان "العدالة الاجتماعية في الاسلام".
وفي 26 أكتوبر عام 1954 اتهم الاخوان بتدبير محاولة اغتيال عبد الناصر وقال قطب للقاضي: "إنني نصحت الأستاذ المرشد  أن نقضي على حركة الجيش قبل أن تقضي علينا"، وقد أصدرت محكمة الشعب وقتها حكما في 7 ديسمبر عام 1954، بالإعدام على سبعة من قيادات الجماعة بينهم المرشد العام الذي خفف الحكم عليه لاحقا إلي الأشغال الشاقة، وأثناء السجن كتب للإخوان "هذا الدين والمستقبل لهذا الدين"، وكتاب "في ظلال القرآن" وتم الإفراج عنه بعفو صحي عام 1964.
وفي 9 أغسطس عام 1965، أعلن ناصر عن تنظيم جديد للإخوان بزعامة سيد قطب ليصدر قرار باعتقاله واعتقال كل من سبق اعتقالهم قبل ذلك، حيث تم اعتقال 34 ألف إخواني، منهم 450 امرأة وتم إعدام سيد قطب ومحمد يوسف هواش وعبد الفتاح إسماعيل مؤسسي إحياء التنظيم، وتم إعدامه عام 1966.
التلمساني "صمام أمان الجماعة"
هو أول محامٍ ينضم لجماعة الإخوان، حيث انضم للجماعة عام 1933، والتقى خلالها بحسن البنا في منزله وبايعه، وأصبح من الإخوان المسلمين.
وتم اعتقاله أكثر من مرة وهو عضو بالتنظيم، حتى وفاة المستشار الهضيبي وإعدام سيد قطب، تم اختياره مرشدًا عامًا للجماعة، وكان أول مرشد يعمل علي رأب الصدع داخل التنظيم، ويحاول إبعاد القطبيين عن المشهد السياسي، حيث كان يطلق عليه "حكيم الجماعة" أو "صمام أمانها". 
يعتبر التلمساني من أهم مرشدي الجماعة، حيث كان صاحب قضية التوافق الشهيرة بين النظام والتنظيم، بعدما اتفق الرئيس الراحل أنور السادات، مع الجماعة على الإفراج عن أنصارهم وشبابهم من السجون، مقابل ضرب قوى اليسار والشيوعيين في الشارع والجامعات.
وقد بدأ الصدام بينه وبين السادات عقب "انتفاضة الخبز" في يناير 1977، التي اتهمها السادات بأنها "مظاهرات الحرامية"، التي حركها الشيوعيون والإسلاميون، ولكن الصدام احتدم عقب زيارة السادات للقدس وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، وتم اعتقاله في اعتقالات سبتمبر الشهيرة وتم الإفراج عنه عام 1982.
بديع "تلميذ قطب" 
هو الطبيب البيطري الذي أعاد إحياء تنظيم الإخوان عام 1965، حيث كان من شباب الجماعة المعتقلين، ولكنه أعاد إحياء التنظيم، فكان من مجموعة "سيد قطب" التكفيرية.
وفي يناير عام 2010 انتخب بديع، مرشدا عاما للجماعة قبل قيام ثورة يناير2011، وكان هو الذي يحكم البلاد من خلال محمد مرسي، وعقب ثورة 30 يونيو، اعتصم الإخوان في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وكثيرًاً ما ظهر بديع في الاعتصام يحرض ضد قوات الجيش والشرطة، وعقب فض الاعتصامين في أغسطس الماضي، هرب بديع ولكن  قوات الأمن تعقبته حتي تم القبض عليه، في 20 أغسطس الماضي بتهمة التحريض على التعذيب والقتل في أحداث رابعة العدوية والحرس الجمهوري والمنصة وغيرها.