الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

فورين بوليسي: تميم ليس الحاكم الفعلي لقطر.. حمد لا يزال في الصورة.. وأمريكا تحاول إيجاد حلول للتسوية.. وإيران تراقب من بعيد.. وكره ملوك وحكام العرب وراء عزلة الدولة خليجيًا

تميم وحمد
تميم وحمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن القصر القطري، يشهد أحداثًا صاخبة وأحداثًا متتالية، ربما تنجم عن ظهور مفاجآت فى القريب العاجل، في ظل الأزمة الراهنة بين دول الخليج وقطر.

وبحسب تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أمس، فإن تميم بن حمد، أمير قطر، ليس الحاكم الفعلي الذي يدير البلاد الآن، وأن والده حمد بن خليفة الثاني ما يزال في الصورة، بل ويسيطر بشكل كبير على مجريات الدبلوماسية القطرية.
وقالت المجلة استنادًا إلى رأي دبلوماسي سابق عاش في قطر لعدة سنوات: إن ما تعاني منه قطر الآن بسبب الكره الذي يكنه الحكام القطريين للإماراتيين والبحرينيين وأيضا كرهه الشديد للحكام السعوديين. وهو ما دفع لانتشار الغضب فى المجتمع القطري تجاه الأسرة الحاكمة.
وتمتد علاقة حمد العدائية مع جيرانه العرب إلى الأيام الأولى من حكمه، بعد أن انقلب ضد والده في عام 1995، وحينها حاول السعوديون والإماراتيون، مع بعض التدخل البحريني، مساعدة والد حمد من أجل العودة مرة أخرى إلى الحكم، ولكن لم يستطيع الخليج حينها فعل أي شيء ضد حمد.

وأضافت المجلة، أن العدائية التي كان يظهرها حمد لدول الخليج ربما تكون أحد أسباب الأزمة الناشئة الآن، وأيضا ستكون السبب الرئيسي في عدم وجود مصالحة بين دول الخليج وقطر، والدليل على تلك العدائية، أن حمد كان السبب الرئيسي في إنشاء قناة الجزيرة القطرية، والتي تعتبر من أبرز أسباب الخلاف بين قطر ودول الخليج.
وأوضحت "فورين بوليسي" أن المجتمع القطري، على الأرجح لا يريدون أن يكونوا على خلاف مع المملكة العربية السعودية. كما أنهم لا يريدون الاعتماد بشكل كلي على إيران، التي هي بمثابة طريق للإمدادات الغذائية الآن لقطر، بسبب الأزمة الراهنة.
في الوقت الذي لا يلقى حمد بن خليفة ونجله أي احترام وتقدير من قبيلة آل ثاني، حيث إنها لم تحترم قيادة حمد احترامًا تامًا، وحتى لا تحترم وجود تميم الآن أيضا في الحكم.
وفي نفس الوقت، فإن الضغوط الداخلية من أجل المصالحة قد لا تكفي، لذا فإن الأزمة ستستمر خلال الأيام القادمة لا محالة، وهو الأمر الذي سيضع قطر في موقف حرج.

وأما من الناحية الدبلوماسية، لم تتضح بعد رؤية تميم وحمد، لكن حمد يمكن في حالة رجوعه أن يحل الأزمة الناشئة في قطر، على الصعيد الغذائي، فقبل عدة سنوات، تم تكليف حمد بن علي، وهو شاب من عائلة آل ثاني، بإقامة مشروع للأمن الغذائي. 
وفي ذلك الوقت، اعتقد الدبلوماسيون أن هذ المشروع جاء للتعامل مع الخطر الذي يمثله مضيق هرمز، عند مصب الخليج لقطر، لتأثيره بشكل كبير على عملية الشحن الخاصة بالبلاد.
يذكر أن "فورين بوليسي" قالت وفقًا لمحادثات مسئولين سعوديين وإماراتيين، فضلًا عن غيرهم من المقرّبين من عملية صنع القرار، فإنه يعتقد أن الصدع بين قطر ودول الخليج لا يمكن إصلاحه في هذه المرحلة، وينعكس هذا أيضًا في الهجمات اللفظية التي لم يسبق لها مثيل على الأسرة المالكة القطرية من قِبل وسائل الإعلام القريبة من الرياض وأبو ظبي، وهو أمر لم يكن ليحدث لو توقعوا تسوية للأزمة على أساس التفاوض والضغط.
وقال مسئول خليجي كبير، رفض الإفصاح عن اسمه لـ"فورين بوليسي": إن هذه الخطوة تأخرت بسبب الاعتقاد بأن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كانت ستعارض تصعيدًا ضد قطر، وأنه لم يكن من المناسب إجراء مثل هذه الخطوة قبل القمة الأمريكية الإسلامية والتي حضر فيها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، في الرياض.
ومن المتوقع أن تزداد الحالة بين قطر ودول الخليج سوءًا قبل أن تتحسن، ومن غير المرجح أن تستسلم قطر، وأن منتقصيها غير راغبين في التوصل إلى حل توفيقي.