الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عندما سقطت "الجارديان".. وانتصرت "30 يونيو"

دراسة: الصحيفة تخلت عن المهنية وتعاطفت مع جماعة إرهابية

الدكتور شريف درويش
الدكتور شريف درويش اللبان و الدكتور حمزة السيد خليل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد- د. شريف درويش اللبان.. وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة 
إعداد- د. حمزة السيد خليل.. مدرس الإعلام بكلية التربية النوعية بجامعة طنطا

«شيطنت» المعارضين للإخوان ونشرت صورًا وفيديوهات زعمت أنها لعنف قوات الأمن
ركزت على ردود الفعل الدولية المعارضة للثورة ودعت للتدخل فى الشئون الداخلية لمصر

رغم أن الصحافة الغربية عامةً والصحافة البريطانية خاصةً تتعامل دائمًا مع الأمور بعقلانية ومنطقية، وتنحى العواطف والمشاعر الإنسانية جانبًا عند التعامل مع الأمور السياسية، إلا أنه تبين أن صحيفة «الجارديان» البريطانية كانت تقطر تعاطفًا وإنسانية فى تغطية متحيزة لجماعة الإخوان الإرهابية فى أثناء ثورة 30 يونيو؛ فقد جاءت مجموعة الأطر المتعاطفة أو الإنسانية فى المرتبة الثانية من بين مجموعات الأطر التى وظفها موقع «الجارديان» فى تغطيته لأحداث ثورة 30 يونيو، وذلك بنسبة (23.2%)، وتتكون هذه المجموعة من إطار التعاطف مع القوى المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، وإطار التعاطف مع القوى المعارضة لنظام حكم جماعة الإخوان. 
تتعامل هذه المجموعة مع الصراع القائم بين المؤيدين والمعارضين للثورة من المنظور الذى يؤكد الجانب الإنساني، بما فى ذلك التضحيات التى قدمها الأفراد خلال فترة الصراع فى أحداث ثورة ٣٠ يونيو، وذلك من خلال التركيز على الصور والفيديوهات التى تتضمن المواقف والأحداث والجوانب الإنسانية فى أحداث الثورة، والتى تبرز الضحايا من القتلى والجرحى، جراء الاشتباكات بين مجموعات المحتجين المؤيدين والمعارضين، أو الاشتباكات مع قوات الأمن والجيش، وقنابلهم المسيلة للدموع وإطلاق النار عليهم، بالإضافة إلى أعمال الإغاثة، وأسر الشهداء والجنازات والاعتقالات.

وقد برز هذا الإطار بشكل كبير فى موقع «الجارديان» خلال الأحداث التالية: أحداث الحرس الجمهورى مع قوات الجيش، وأحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة مع قوات الأمن المصرية، وأحداث مسجد الفتح بميدان رمسيس.
ويرجع اهتمام موقع «الجارديان» بالأطر الإنسانية فى التغطية المصورة لأحداث الثورة؛ إلى إثارة الاستجابات العاطفية والانفعالية لدى المشاهدين لهذه الأحداث، ومن ثم تشكيل الرأى العام الدولى حول أحداث الثورة، كما أن الصور العاطفية ذات الطابع الإنساني، يمكن أن تترك انطباعات أو تأثيرات دائمة على المشاهدين، والتى تؤدى فى نهاية الأمر إلى تشكيل الرأى العام.
وبرز هذا الإطار منذ بداية الاحتجاجات المؤيدة والمعارضة للرئيس المعزول، نتيجة الاشتباكات بين جماعات الاحتجاج، والإصابات الناتجة عنها، ولكن ظهر هذا الإطار بشكل أكبر بعد عزل محمد مرسى من الحكم، وذلك أثناء أحداث الحرس الجمهوري، وأحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، بالإضافة إلى الاشتباكات بين مؤيدى ومعارضى الرئيس المعزول.
لقد جاءت أطر التعاطف مع أنصار الرئيس المخلوع فى المرتبة الأولى من بين مجموع الأطر الإنسانية فى موقع «الجارديان»، حيث جاءت بنسبة (٢٣.٢٪)، وقد تضمن هذا الإطار مجموعة من الأطر الفرعية، وهى -بالترتيب حسب بروزها فى التغطية المصورة لأحداث الثورة فى موقع «الجارديان»- إطار الضحايا من القتلى والجرحى، وإطار أعمال الإغاثة، ثم إطار أسر الشهداء والجنازات والاعتقالات لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى.
إن أهم الأطر المصورة البارزة فى موقع «الجارديان» لأحداث الثورة أن الأطر الإنسانية المتعاطفة مع القوى المعارضة لم تسجل أى مؤشر إحصائي، وهذا يعد مؤشرًا على تحيز موقع «الجارديان» للقوى المؤيدة لأنصار الرئيس المعزول، حيث أبدى الموقع تعاطفه معهم بشكل أكبر من القوى المعارضة، ويرجع ذلك إلى تركيز موقع «الجارديان» على الأطر السلبية (التى تشتمل على أعمال العنف والقتل والاشتباكات والضحايا والاحتجاجات العنيفة) بشكل أكبر من الأطر الإيجابية فى الثورة (والتى تشتمل على الاحتجاجات السلمية – والتركيز على مطالب وأهداف المحتجين سواء المؤيدين أو المعارضين)، كما ركزت على ردود الفعل الدولية المعارضة للثورة أو حتى المتحفظة على بعض الأعمال والتدخل فى الشئون الداخلية لمصر.. وفيما يلى نستعرض أهم الأطر الخبرية والمصورة لأحداث ثورة ٣٠ يونيو فى صحيفة «الجاريان» البريطانية:
مجموعة أطر الوضع القائم لجماعة الإخوان:
إن أطر الوضع القائم هى مجموعة الأطر المصورة الغالبة والمهيمنة والمسيطرة التى وظفها موقع «الجارديان» فى تغطيته المصورة لأحداث ثورة ٣٠ يونيو، حيث جاءت فى المرتبة الأولى بنسبة (٣٢٪)، من إجمالى مجموع الأطر المصورة التى قدمت بها الثورة، والتى تميل إلى تدعيم بقاء واستقرار النظام السياسى لجماعة الإخوان، كما تسعى إلى رفض الأنشطة الاحتجاجية الساعية إلى التغيير، وتضمنت هذه المجموعة أطرًا رئيسية، تمثلت فى: أطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة وجاءت بنسبة (١٨٪)، وأطر دعم وحماية الشرعية للنظام القائم وجاءت بنسبة (١٤٪)، وفيما يلى الشرح والتفصيل:
أ- أطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة للنظام السياسى لجماعة الإخوان:
جاءت «أطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة والمتصارعة مع نظام حكم جماعة الإخوان» فى المرتبة الأولى بنسبة (١٨٪) من مجموع أطر الوضع القائم لجماعة الإخوان، وهو ما برز من خلال التوظيف المستمر والمنتظم لعدد محدد من الأطر المصورة السلبية النقدية والإقصائية التى تصور المعارضة بطريقة سلبية، والتى تهمش وتشيطن الأنشطة الاحتجاجية والقوى المعارضة للنظام السياسى لجماعة الإخوان، وقد تضمنت هذه الأطر عددًا من الأطر الفرعية، وهى كما يلى بالترتيب حسب نسبة بروزها فى التغطية المصورة بموقع «الجارديان» لأحداث ثورة ٣٠ يونيو: إطار جرائم العنف وذلك بنسبة (١١.٥٪)، وإطار التدمير والتخريب وجرائم الملكية (٣.٤٪)، إطار الانحلال الأخلاقى والاجتماعى وذلك بنسبة (٢.٧٪)، وإطار التحذير والترهيب والتهديد وذلك بنسبة (٠.٤٪)، 
١- إطار جرائم العنف ضد القوى المؤيدة والمعبرة عن النظام: 
جاء إطار جرائم العنف ضد القوى المؤيدة والمعبرة عن النظام فى المرتبة الأولى، وذلك بنسبة (١١.٥٪) من إجمالى أطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة، وقد تشكل هذا الإطار قبل عزل محمد مرسى من الحكم، ولكنه برز بشكل أكبر بعد عزله من الحكم، وذلك من خلال تركيز موقع «الجارديان» على الصور والفيديوهات التى تبرز الاحتجاجات العنيفة المناهضة للرئيس محمد مرسى، وكذلك الصور والفيديوهات التى تبرز عنف قوات الجيش والشرطة فى التعامل مع المحتجين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسى، ولكن هذا الإطار وصل لقمة ذروته فى أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، وقد تجلى هذا الإطار فى:
عنف قوات الجيش والشرطة ضد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى:
كما ركز إطار جرائم العنف على الصور والفيديوهات التى تبرز عنف الجيش ضد أنصار مرسى، وقد برز هذا الإطار بعد إعلان عزل مرسى مباشرة، حيث نشر موقع «الجارديان» العديد من الصور والفيديوهات التى تبرز مدى عنف قوات الجيش ضد المؤيدين للرئيس المخلوع محمد مرسى، بإطلاق النار عليهم، وذلك خلال أحداث الحرس الجمهوري، وفض اعتصامى رابعة والنهضة، وأحداث مسجد الفتح، فعلى سبيل المثال حرص موقع «الجارديان» بعد عزل محمد مرسى مباشرة من الحكم على نشر صورة قديمة لانتهاكات الجيش من قبل مع إحدى المحتجات، وذلك بعد ثورة ٢٥ يناير، بهدف تشويه وشيطنة صورة الجيش، من خلال وصفه بالعدوانية والعنف وغيرهما من الصفات المرتبطة بقوى الشر.
كما نشر موقع «الجارديان» يوم (٧/٧/ ٢٠١٣) صورة للمصابين والجرحى من أنصار مرسى، مصحوبة بتعليق يقول: «مقتل ٥١ متظاهرًا من أنصار الرئيس مرسى فى مصر، نتيجة إطلاق الجيش النار عليهم... مثل هطول الأمطار».

كما برز عنف قوات الجيش بشكل كبير فى أحداث الاشتباكات أمام مقر الحرس الجمهوري، حيث ركزت الصور والفيديوهات على إطلاق قوات الجيش الرصاص الحي، والقنابل المسيلة للدموع على المحتجين المؤيدين للرئيس المخلوع محمد مرسى، وعلى الجانب الآخر ركزت الصور والفيديوهات على الضحايا من القتلى والجرحى لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى. 
فعلى سبيل المثال نشر موقع «الجارديان» فيديو يوم (٩/٧/٢٠١٣) ركز فيه على عنف الجيش ضد أنصار الرئيس المعزول – ولكن هذه اللقطات لم يتم التحقق منها، وتم الحصول عليها من وسائل الإعلام الاجتماعية، حيث أبرز أحد الجنود المسلحين وهو يطلق النار على المحتجين من فوق سطح أحد المبانى بالقاهرة.
أظهر الفيديو أنصار الرئيس المصرى المخلوع محمد مرسى وهم يتعرضون لهجوم على يد مسلح من فوق سطح أحد المبانى بالقاهرة، كما أبرز الفيديو رجلًا يرتدى خوذة عسكرية ويقوم بإطلاق النار على الحشود المؤيدة لمرسي، كما أبرز الفيديو أحد ضحايا إطلاق النار وهو مغطى بالدماء، الذى حمله المحتجون سريعًا وتم وضعه على أحد المركبات لإسعافه، وأشار صاحب هذا الفيديو فى تعليقه إلى مقتل ٥٠ شخصًا على الأقل وأكثر من ٤٠٠ جريح فى اشتباكات الحرس الجمهوري.
كما ركز موقع «الجارديان» على عنف قوات الشرطة أثناء فض اعتصامى ميدانى رابعة والنهضة، فضلا عن الاشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول وقوات الشرطة فى أحداث مسجد الفتح بميدان رمسيس، فعلى سبيل المثال: نشر موقع «الجارديان» تقريرًا مصورًا يوم (١٤/٨/ ٢٠١٤) بعنوان «سفك الدماء فى القاهرة بسب إخلاء مخيمات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بميدان رابعة العدوية»، وقد ركز هذا التقرير على مجموعة من اللقطات التى تبرز عنف قوات الشرطة وهى تحمل الأسلحة، ثم لقطات تبرز الجرحى والمصابين داخل المستشفى نتيجة إخلاء مخيمات الحشود المؤيدة للرئيس المعزول بميدان رابعة العدوية، كما ركز على المساعدات من قبل الأطباء ورجال الإنقاذ للقتلى والجرحى والأطفال.
كما نشر موقع «الجارديان» فيديو فى (١/٧/ ٢٠١٣) أبرز فيه المحتجين المناهضين لمرسى وهم يحرقون صورة لمرسى والمرشد وخيرت الشاطر، مكتوبًا عليها يسقط حكم الإخوان، حيث استخدم لقطة قريبة على السلوك الاحتجاجى العنيف للتأكيد على ذلك. 
كما ركز موقع «الجارديان» على صور المحتجين المناهضين لمرسى بعد الإطاحة به، حيث نشر يوم (٦/٧/ ٢٠ ١٣)، صورة للمحتجين المناهضين، وهم يلقون بالحجارة من فوق دبابة، وهذا الارتباط له دلالة وهى دعم الجيش للمعارضة العنيفة. 
ويتضح من ذلك، أن موقع «الجارديان» اتبع آلية «التركيز الانتقائي» فى دعم هذا الإطار، حيث وظف الموقع الصور ذات «عمق الميدان الضحل» التى تبرز المظاهر السلبية التى يقوم بها المناهضون لمرسى والتى تتمثل فى استخدام وسائل العنف فى احتجاجاتهم، من تراشق بالحجارة، وإشعال النيران، وذلك بهدف تهميشهم وشيطنتهم.

إطار جرائم الملكية والتخريب والتدمير من قبل المناهضين لمرسى وقوات الشرطة:
ركز موقع «الجارديان» فى هذا الإطار على الصور والفيديوهات التى تبرز جرائم تدمير وحرق الممتلكات، جراء أعمال العنف من قبل المحتجين المناهضين للرئيس المعزول محمد مرسى، وقد برز هذا الإطار مع بداية الثورة قبل عزل الرئيس بأيام، وذلك بهدف شيطنة وتهميش المحتجين المعارضين، ومن الناحية الأخرى التعاطف مع النظام الحاكم، كما تشكل بشكل كبير أيضا أثناء فض قوات الأمن المصرية اعتصامى رابعة العدوية والنهضة ومسجد الفتح، وقد تجلى هذا الإطار فى:
نشر موقع «الجارديان» العديد من الصور والفيديوهات التى تبرز تدمير مكاتب حزب الحرية والعدالة بجميع المحافظات، وتم إسناد المسئولية فيها على المحتجين المناهضين للنظام الحاكم، حيث نشر موقع «الجارديان» فيديو -من إنتاجه- يوم الإثنين (١/٧/٢٠١٣)، ركز فيه على اقتحام ومهاجمة المحتجين المعارضين للمقر الرئيسى لجماعة الإخوان بالمقطم، بالمولوتوف والحجارة وإشعال النار فيه، مما أسفر عن احتراق المبنى، كما ألقوا ببعض المحتويات فى الشارع.
وقد نشرت هذه الصور والفيديوهات مصحوبة بتعليقات موحية، تبرز بدورها جرائم الملكية والتخريب الذى تعرضت له جماعة الإخوان من قبل المناهضين، ومن هذه التعليقات:
نشر موقع «الجارديان» فيديو -من إنتاجه- يوم الإثنين (١/٧/٢٠١٣)- قام بتوظيف التجاور الارتباطى فى اللقطات، وهى طريقة مونتاج تضع لقطات غير مترابطة وراء بعضها البعض لتخلق رابطًا معنويًا بينها، حيث قام بعرض مجموعة من اللقطات التى تضم فى البداية مجموعة المتظاهرين المناهضين للرئيس مرسى فى ميدان التحرير، ثم لقطة لمواطن يدعى «محمد على» من المحتجين بميدان التحرير يقول: «بعون الله بالمظاهرات السلمية، واعتصام الشعب والجماهير فى محافظات مصر كلها هتجبر مرسى والإخوان إنهم يسيبوا الحكم»، ثم لقطة للمتظاهرين وهم يحرقون بوسترات لمرسى والمرشد وخيرت الشاطر، ثم لقطة متجاورة لمبنى المركز العام لجماعة الإخوان بعد تدميره، يظهر عليها شريط عنوان مكتوب عليه باللغة الإنجليزية «وفى الوقت نفسه يحرقون ويدمرون المقر الرئيسى لجماعة الإخوان بالقاهرة.. ويهاجمونه بالحجارة والمولوتوف». 
ويتضح من ذلك، أن موقع «الجارديان» اتبع آلية التناقض فى عرض الصور لإثبات عدم صحة ما يقوله المحتجون المعارضون، وإضفاء طابع العنف عليهم، بهدف دعم النظام الحاكم لجماعة الإخوان، والتعاطف معه.
كما ركز موقع «الجارديان» فى هذا الإطار على التدمير والتخريب اللذين لحقا بمخيمات المعتصمين أنصار الرئيس المعزول، حيث أظهرت لقطات الفيديو والصور الحية أن قوات الأمن هى المتسببة فى إضرام النيران بالمخيمات الذى تسبب فى مقتل العديد من المحتجين، فعلى سبيل المثال:
نشر موقع «الجارديان» تقريرًا مصورًا يوم (١٤/٨/ ٢٠١٣) يحتوى على مجموعة من اللقطات التى تتضمن موضوعات مختلفة توضح عملية فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، حيث أبرز لقطات الفيديو الحية.

إطار الانحلال الأخلاقى والاجتماعي:
جاء إطار الانحلال الأخلاقى والاجتماعى فى المرتبة الثالثة من مجموعة أطر التهميش للقوى المعارضة، وذلك بنسبة (٢.٧٪)، وقد استخدم موقع «الجارديان» هذا الإطار بعد عزل محمد مرسى من الحكم، وقد ركز هذا الإطار على الصور والفيديوهات التى تبرز المظهر المنحرف للمحتجين المناهضين للرئيس المعزول محمد مرسى، كدليل على الانحلال الأخلاقى والاجتماعي، وذلك من خلال نشر الصور والفيديوهات التى تبرز حالات التحرش الجنسى للنساء أثناء مظاهر الاحتفال بعزل الرئيس مرسى، وذلك بهدف تشويه صورة المحتجين بميدان التحرير، على الرغم من إبراز موقع «الجارديان» السلوك والنشاط الاحتجاجى للمرأة المناهضة لمرسى -قبل عزله- بشكل إيجابى وفعال، ولكن بعد الإطاحة بمرسى أبرز موقع «الجارديان» المرأة وكأنها فى خطر وهذا له دلالات، قد تكون لتشويه صورة المحتجين المعارضين لمرسى، أو أنها دعوة للمرأة بالعودة إلى المنزل، وترك الاحتجاجات، على اعتبار أنها النسبة الأكبر من المشاركين، كما تم إبرازها فى صور الاحتجاجات، أو كدعوة لمنظمات حقوق الإنسان بالتدخل، فعلى سيبل المثال نشر موقع «الجارديان» يوم (٤/٧/ ٢٠١٣) عددًا من الصور التى تبرز مشاركة المرأة فى الحشود الجماهيرية بالتحرير، كما هو موضح بالشكل رقم (٥٣)، مصحوبة بتعليقات موحية بذلك، مثل: «تخشى المرأة المصرية من ارتفاع موجة الاعتداء الجنسى مع تزايد حشود التحرير».
كما نشر موقع «الجارديان» فيديو (يوم ٥/٧/٢٠١٣) من إنتاجه، ركز فيه على مجموعات التأمين لمنع التحرش الجنسي، والعنف الذى تتعرض له المرأة فى الميدان أثناء مظاهر الاحتفال بعزل مرسى، وقد صاحب هذا الفيديو تعليقًا، يقول «٨٠ حالة تحرش جنسي فى اليوم الأول، وأن المرأة المصرية ستتعرض لخطر الاغتصاب والاعتداء الجنسى على نحو متزايد».
ب- أطر دعم وحماية الشرعية للنظام السياسى لجماعة الإخوان:
جاءت «أطر دعم الشرعية» فى المرتبة الثانية، وذلك بنسبة (١٤٪) من مجموع أطر الوضع القائم التى وظفها موقع ««الجارديان»» فى تغطيته المصورة لأحداث الثورة، وهو ما برز من خلال التوظيف المنتظم والمستمر لعدد محدد من الأطر المصورة ذات الاتجاهات الإيجابية الدفاعية التضامنية والتأييدية للأنشطة الاحتجاجية والقوى الفاعلة المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، حيث تضمنت هذه الأطر عددًا من الأطر الفرعية، وهى كما يلى بالترتيب حسب نسبة بروزها فى التغطية المصورة بموقع «الجارديان» لأحداث الثورة: إطار الاحتجاجات السلمية الداعمة للرئيس الأسبق محمد مرسى، وذلك بنسبة (٧.٧٪)، وإطار الانقلاب على الشرعية، وذلك بنسبة (١.٩٪)، وإطار التحفيز على الاستمرار (الصمود)، وذلك بنسبة (١.٧٪)، وإطار طلب اللجوء الدولى لدعم الشرعية، وذلك بنسبة (١.٤٪)، ثم إطار إيجابيات النظام السياسى القائم لجماعة الإخوان، وذلك بنسبة (٠.٨٪)، ثم إطار التآمر على الرئيس مرسى، وذلك بنسبة (٠.٥٪).

إطار الاحتجاجات السلمية الداعمة لمرسي:
جاء هذا الإطار فى المرتبة الأولى من بين أطر دعم وحماية الشرعية، وذلك بنسبة (٧.٧٪)، وقد تشكل هذا الإطار قبل عزل محمد مرسى من الحكم، ولكن كان بنسبة قليلة، واستمر حتى فض اعتصام رابعة العدوية، وذلك من خلال التركيز على الصور والفيديوهات التى تبرز أحداث الاحتجاجات السلمية الداعمة لنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين من مسيرات جماعية، ومظاهرات واعتصامات، وحشود جماهيرية مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى بميدانى رابعة العدوية والنهضة، وهم يرددون الهتافات ويحملون الملصقات، واللافتات، ويلوحون بالأعلام، وكذلك المسيرات والاحتجاجات المناهضة للجيش، وكان من الغريب أن هذا الإطار لم يبرز بشكل كبير إلا بعد الإطاحة بمحمد مرسى، وقد تجلى هذا الإطار -على سبيل المثال- فى: نشر موقع «الجارديان» فى يوم (٢/٧/٢٠١٣) العديد من الصور والفيديوهات الحية التى تركز على الحشود الجماهيرية المؤيدة لمرسى بميدان رابعة العدوية، كما هو موضح بالشكل رقم (٥٤)، وقد أبرزت المحتجين وهم يحملون اللافتات، والملصقات، وصور الرئيس المخلوع، ويهتفون «الشريعة دنيا ودين»، ويحملون صور الشهداء والأعلام، وذلك بهدف إبراز دعم المحتجين للشرعية.
كما حرص موقع «الجارديان» على نشر صور اعتصام أنصار الرئيس المخلوع بميدان رابعة العدوية، فعلى سبيل المثال، نشر موقع «الجارديان» يوم (٥/٧/٢٠١٣) لقطة ذات مسافة اجتماعية قريبة للتعبير عن حالة الغضب والانفعال التى يشعر بها المؤيدون لمرسى بعد الإطاحة به، ومن ثم تظهر تعاطف التغطية المصورة بموقع «الجارديان» مع هؤلاء المحتجين.
كما نشر موقع «الجارديان» يوم (٧/٧/٢٠١٣) فيديو أبرز فيه المحتجين المؤيدين للرئيس المعزول «محمد مرسى» وهم يهتفون دفاعًا عن الشرعية، ويحملون ملصقات مكتوبًا عليها «لا بديل عن الشرعية»، وأخرى «مرسى... الشرعية»، وذلك كرد فعل على عزل محمد مرسى.
كما ركز هذا الإطار على الاحتجاجات المناهضة للجيش من أنصار محمد مرسى كرد فعل على مقتل ٥١ أثناء الاشتباكات أمام مقر الحرس الجمهوري، حيث نشر موقع «الجارديان» صورة يوم ٩/٧/٢٠١٣ أبرزت المحتجين المؤيدين لمرسى والداعمين لشرعيته، وهم يرددون الهتافات، كما ركزت على بوستر للرئيس المخلوع مكتوب عليه «مرسى الشرعية» داخل أسلاك شائكة، وقد تم توظيف لقطة متوسطة جانبية، تشير إلى تقييد شرعية مرسى، ورمز إلى اعتقاله، ومدى حزن المحتجين على عزله.
كما حرص موقع «الجارديان» على نشر الصور والفيديوهات التى تبرز السلوك والنشاط الاحتجاجى لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى اعتصام ميدان رابعة العدوية، حيث ركز على اللافتات والملصقات التى يحملها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، فضلا عن إبرازهم وهم يصلون أثناء اعتصامهم بميدان رابعة، على سبيل المثال: كما ركز موقع «الجارديان» فى هذا الإطار على مشاركة المرأة بشكل فعال فى الاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، كما هو موضح بالشكل رقم (٥٦)، حيث أبرزت الصور والفيديوهات المرأة بشكل واضح، ويرجع ذلك إلى أن معظم لقطات الصور والفيديوهات كانت قريبة أو متوسطة، فكان من السهل تمييزها، كما ركز هذا الإطار على السلوك والنشاط الاحتجاجى للمرأة، المتمثل فى (الصراخ- رفع اليدين فى الهواء- قبضة اليدين- حمل إشارة أو علامة أو لافتة أو توقيع)، وهذا يشير إلى أن المرأة فى مصر أثناء ثورة ٣٠ يونيو كانت أكثر نشاطًا فى الخطاب السياسي. ويتضح من ذلك، أن موقع «الجارديان» فى توظيفه لإطار الاحتجاجات السلمية الداعمة للرئيس المعزول محمد مرسي، قد ركز على نشر الصور والفيديوهات التى تنتمى للقطات القريبة؛ لإبراز المشاعر الإنسانية وعواطف وانفعالات المحتجين مثل: الإحساس بالألم والمعاناة والحزن والرفض والغضب والسخط والاضطهاد والشعور بالضعف والمهانة والتشاؤم والشك وعدم الثقة والخوف، بهدف إثارة دعم وتعاطف وتضامن الرأى العام مع المحتجين المؤيدين للرئيس المعزول، وذلك على العكس من الصور والفيديوهات التى وظفها الموقع فى تغطية الاحتجاجات المعارضة للنظام، حيث استخدم اللقطات الطويلة.