أثار مسلسل الجماعة ٢، الذي عرض في رمضان الماضي، حالة واسعة من الجدل، فيما يخص معالجته التاريخية، وهو ما اتفق واختلف حوله الكثيرون، غير أن الأداء التمثيلى الذى ظهر عليه نجوم وأبطال العمل كان لافتا واتفق عليه الجميع بلا استثناء، وعلى رأسهم الفنانة صابرين، التى لقبت بعد أدائها للدور بـ«غول» التمثيل، والتى عبرت خلال حوارها لـ«البوابة» عن سعادتها بالمسلسل بشكل عام، وبالتعاون مع السيناريست وحيد حامد بشكل خاص.
وأوضحت صابرين أن شخصية زينب الغزالى التى جسدتها بالمسلسل استفزتها واعتبرتها تحديا بالنسبة لها، خاصة أنها جاءت عكس انتماءاتها وتوجهاتها، وكذلك بعيدة عن كل الشخصيات التى قدمتها من قبل.. فإلى الحوار..
■ كيف تم ترشيحك للدور ولماذا وافقت؟
استقلبت تليفونا من السيناريست وحيد حامد ليعرض علي الدور ويحدثنى عنه، ووصفه لى قائلا: «هو دور زى الطيارة بيمشى ببطء على «الرن واى» ثم بيطلع بسرعة ماحدش يلحقها»، فأقنعتنى كلمات وحيد، والحمد لله قد كان، وأضافت: «وافقت على الاشتراك فى بطولة العمل بعد قراءة الحلقة الخامسة من السيناريو، بمجرد انتهائى من قراءتها وافقت فورا ومضيت العقد، وتابعت الجزء الأول من المسلسل شدها وجذبها، بالإضافة إلى أنها كانت منتظرة عمل تقيل مثل الجماعة، بعد عملها العام الماضى فى «أفراح القبة» فجاء فى الوقت المناسب، وتابعت: «أعتبر نفسى محظوظة هذا العام للعمل مع الرائع وحيد حامد، وأن يكتب فى سجل أعمالى مسلسل من تأليفه».
■ كيف حضرت للشخصية؟
حضرت للدور قبل ٤ أشهر من بدء التصوير بمساعدة المخرج شريف البندارى والماكيير محمدعبد الحميد، للوصول إلى أفضل شكل مناسب للشخصية لذلك قمت بتركيب أسنان حتى تظهر عيوب مخارج الألفاظ عند زينب الغزالى بحرفى السين والفاء، وكذلك ركبت عدسات سودة تماما حتى تبعد لمعة ومصداقية عينى وحتى تضفى قوة للشخصية، وأضافت أنها تابعت كل الفيديوهات الموجودة لزينب الغزالى على موقع يوتيوب، مؤكدة أنها اتفقت مع المخرج على الاهتمام أكثر بروح الشخصية وليس شكلها فقط.
■ هل قرأت وبحثت عن الشخصية فى المراجع التاريخية؟
لم أبحث عن أى شىء خاص بتاريخ الشخصية أو ما كتب عنها، واعتمدت كليا على ما كتبه لى السيناريست وحيد حامد، وأضافت وحيد حامد أعطى لنا عصارة ٢٥٠٠ كتاب يعنى «كفى ووفى».
■ ما تعليقك على تجسيدك لدورين متناقضين مثل أم كلثوم وزينب الغزالى؟
أجابت صابرين ضاحكة: «أنا ممثلة وبعمل كل دور كما ينبغى أن يكون بغض النظر أنه دور شر أو خير، وما دام الجمهور صدقنى فهذا نجاح، والفنان البارع هو من ينجح فى تجسيد روح الشخصية، وأكدت أن دور زينب الغزالى كان تحديا بالنسبة لها واستفزها كثيرا، خاصة أنه عكس قناعاتها وانتماءاتها، ومختلف عن كل الأعمال التى قدمتها من قبل، وأضافت: «لكننى حسيت الشخصية أوى حتى لو كانت خطيئة لأننى ممثلة»، وأضافت فيما يخص نجاح الفنان لأداء أى شخصية بشكل عام والتاريخية بشكل خاص أنه لا بد أن تتكامل عناصر ثلاثة بجانب الممثل وأولها السيناريو القوى وكذلك الإخراج والإنتاج.
■ كيف رأيت الشخصية وشعرت بها؟
زينب الغزالى ست مريضة بالقيادة، فكانت تتمنى أن تكون مرشدة الإخوان مثلا، كما أنها تثقل حروفها من دهب وهى تتحدث، ويمكن لها أن تضحى بأى شىء من إجل إحياء الجماعة، أما فكريا فهى شخصية مركبة حيث إنها تنويرية تتبع لهدى شعراوى وتحب أن تقود لا تنقاد، وبالرغم من ذلك تستجيب لأوامر الإخوان وتنصاع لمبدأ السمع والطاعة المتبعة بالجماعة.
■ وكيف رأيت الصدى الذى حققه المسلسل فيما يخص أداء أبطاله؟
حقق المسلسل صدى قويا، وقبل أدائى لهذا الدور الناس كانت تقابلنى وتبتسم وتضحك، لكن دلوقت الناس بتقابلنى وهى خايفة منى فبتبعد عنى خطوتين وبعدين يرجعوا يسلموا، وهناك من يترددون ومايسلموش ويمشوا، بس مبسوطة من الإحساس ده لأنه يوضح كيف أثرت الشخصية مع الجمهور.
■ ماذا عن تلقيبك بـ«غول» تمثيل؟
الحمد لله طبعا، وأنا أنتمى لمدرسة خاصة فى التمثيل، فلا يهمنى الشهرة أو المال كالكثيرين بقدر ما يهمنى أن تعيش أعمالى وسط الناس، فالمدرسة التمثيلية التى أتشرف أننى بقيت منها هى مدرسة محمود مرسى والمليجى وزكى رستم وعادل أدهم وأمينة رزق وهدى سلطان وهم نجوم حقيقيون عاشوا معنا حتى الآن بأعمالهم وفنهم الراقى.
■ ألم تتردى فى قبولك للدور خوفا من رد فعل الجماعة الإرهابية؟
لم أخف إطلاقا لأن السيناريست وحيد حامد عمل المسلسل بطريقة محايدة، وكتبه بشكل راق وبعيد عن التطرف، وأظهرهم بما لهم وما عليهم فهو سرد حقائق واعتمد على الوثائق وهم أنفسهم مدركون وعلى علم بهذه الحقائق والمعلومات.
■ من وجهة نظرك مَن مِن نجوم العمل كان مفاجأة بالنسبة لك؟
انبهرت بأداء ياسر المصرى فى تجسيده لشخصية جمال عبدالناصر، لأن شخصية ناصر صعبة جدا ومش أى حد يقدر يشتغلها أو حتى يقبل تجسيدها، وكان آخر حد اشتغلها صح هو الفنان أحمد زكى، أيضا محمد فهيم عامل دور مفاجأة وهو «سيد قطب» خاصة أنه كوميديان فهذا شىء يحسب له، وكذلك عبدالعزيز مخيون رائع ومحمد البياع ونضال الشافعى ورمزى لينر، حتى مشهد أحمد بدير كان رائعا.
■ ماذا تحضرين خلال الفترة القادمة؟
أحضر الفترة القادمة لتصوير مسلسل أفراح إبليس مع الفنان جمال سليمان، حيث أجسد خلاله دور جمالات السيدة الصعيدية والشقية أيضا، وأضافت «وحشتنى جدا الأدوار الصعيدية، وأعد الجمهور بأنه سيتفاجأ بدورى فى هذا المسلسل».
