الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

30 يونيو.. نضال المثقفين ضد "ظلام الإخوان".. قتال بلون الفكر

بدأت برفض «أشواك» سيد قطب وانتهت بالثورة

 ثورة ٣٠ يونيو
ثورة ٣٠ يونيو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحلة طويلة خاضها المثقفون طوال عام كامل لإسقاط حكم الإخوان الإرهابى، توالت مشاهدها طوال ٣٦٥ يوما بالتمام والكمال، ولم تتوقف إلا بتحقيق أهداف ثورة ٣٠ يونيو، ولعبت الأنشطة الثقافية خلالها والأفكار التى طرحها المبدعون الدور الرئيسى، حيث مهدت الأرض للتخلص من الديكتاتورية والأفكار الراديكالية التى انتهجها المتطرفون الجدد، وكان اعتصام المثقفين من المشاهد التى دقت أول مسمار فى نعش النظام الإخوانى فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، عندما انتفض المثقفون ضد تولى الوزير الإخوانى علاء عبدالعزيز وزارة الثقافة، ورفضا لأخونة الوزارة والسيطرة على القوة الناعمة القادرة على غزو العقول.
ومن أبرز المشاهد التى لاقت استنكارا من قبل الكثير من المبدعين، ما تمثل فى إعادة الهيئة المصرية العامة للكتاب نشر رواية «أشواك» للمفكر المتطرف سيد قطب، وهى واحدة من الأعمال التى سعى مؤيدو أفكاره لإسقاطها من قائمة أعماله الكاملة، نظرا لارتباطها بماضيه كناقد أدبى، وهى رواية صدرت عام ١٩٤٧ عن دار سعد، ولم تنشر مرة أخرى، وتعكس قصة حب فاشلة عاشها كاتب الرواية، وكتب البعض أنها كتبت على غرار رواية «سارة» لعباس العقاد الذى كان مثلا أعلى لسيد قطب خلال تلك الفترة.
نشر الرواية المثيرة للجدل اعتبره البعض مغازلة للإخوان، رغم أن الكاتب شعبان يوسف أكد خلال مقدمته للرواية أن نشرها يعد محاولة لتحرير فكر سيد قطب من الوصاية، ولإتاحته بطريقة تمكن القارئ من إدراك تحولاته الفكرية، وهى قراءة تلائم المناخ الذى أوجدته مصر بعد ثورة ٢٥ يناير بما يتطلبه من انفتاح فكرى يفرض علينا معرفة سيد قطب وإبداعه بشكل كامل، بدلا من اختصاره فى مرحلة واحدة.
بعد دخول الوزير الإخوانى علاء عبدالعزيز إلى وزارة الثقافة اتخذ الكثير من القرارات العبثية، وغلب عليها طابع التوجيه، فى إطار أخونة الوزارة، وبدأ رحلته فى الانحدار من الهيئة العامة لقصور الثقافة، وبها كانت أول زيارة ميدانية، ولم يتوقف عن الزيارات الميدانية للعديد من المواقع الثقافية يوميا، واستقر به الحال فى الهيئة المصرية العامة للكتاب بعد أن أجبره المثقفون إلى الهرب بسبب اعتصامهم يوم ٥ يونيو عام ٢٠١٤.
بدأت مرحلة الصدام الحقيقية بعد الإطاحة بالعديد من القيادات، وعلى رأسهم الدكتور سعيد توفيق من المجلس الأعلى للثقافة، والدكتورة كاميليا صبحى من قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، والدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب، والدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، وبعد أن شعر الإخوان بخطورة الاعتصام عليهم حاولوا جاهدين فضه بشتى الطرق المتاحة، فكرروا محاولة الاعتداء على المعتصمين، مما زادهم إصرارا على موقفهم، بل تصاعدت المطالب بإسقاط النظام ككل، وليس رحيل «عبدالعزيز» فقط، خصوصا بعد انضمام عدد كبير من جموع الشعب المصرى إليهم.
إقصاء الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية من منصبها، كان الشرارة التى فجرت فكرة الاعتصام، بعد أن جاء وفق أسباب واهية وحجج لا تدخل على طفل صغير، تمثلت فى سوء الإدارة التى يجرى التحقيق فيها الآن، مع قصور شديد فى التسويق وقصور فى حسن إدارة المشتريات، وكان المثقفون قد تأكدوا من أن عبدالعزيز قد قطع شوطا فى أخونة الوزارة بالفعل، وأن الانتظار عليه أكثر من ذلك به خطورة حقيقية على الوزارة وعلى الدولة ككل.
من جانبهم، أطلق المثقفون والفنانون المعتصمون نداء للقوات المسلحة والشعب المصرى والمؤسسات الدولية المختصة لسرعة إنقاذ تاريخ مصر، بتشكيل لجنة محايدة ومتخصصة للإشراف على دار الكتب والوثائق المصرية لما تحويه من وثائق سيادية تمس الأمن القومى المصرى، ردًا على إنهاء ندب رئيس دار الوثائق عبدالواحد النبوى، هو ورؤساء الإدارات المركزية الثلاث بالدار، وهو ما اعتبره المثقفون خطة واضحة وممنهجة للاستيلاء على تاريخ مصر.
وقد شارك بالاعتصام الكثير من الأدباء والمثقفين والفنانين، وعلى رأسهم الأديب الكبير بهاء طاهر، والأديب عبدالوهاب الأسوانى، والشاعر سيد حجاب، والكاتب جمال الغيطانى، وصنع الله إبراهيم، ويوسف القعيد، ومحمد هاشم صاحب دار ميريت، ومن المخرجين والفنانين محمد العدل، ومجدى أحمد على، وهشام سليم، وأحمد ماهر، وجلال الشرقاوى، ونبيل الحلفاوى، وخالد يوسف، وأحمد عبدالعزيز، والفنان التشكيلى محمد عبلة، والناقد شعبان يوسف، وغيرهم الكثير.