أسرة شهيد 30 يونيو بالشرقية:
حسبنا الله ونعم الوكيل فى الإرهابيين
ووالدته: عشنا أياما عصيبة قبل ثورة يونيو.. وزوجته: الإخوان مفيش فى قلوبهم رحمة
كان السيد فتحى جمعان، أحد شهداء ثورة 30 يونيو بالشرقية، من أشد المعارضين لنظام الجماعة الإرهابية، فقد تصدى لمسيراتهم داخل مركز ومدينة أبو كبير، وحاول منعهم من القيام بأعمال تخريبية داخل المدينة، كان لهم بالمرصاد.. فدفع حياته فداء لوطنه، ليرتقى إلى ربه برصاصة غادرة من عناصر الجماعة الإرهابية.
«البوابة» التقت أسرة الشهيد.. تذكرت والدته، الحاجة زينب عبدالبديع بدران، الأيام العصيبة التى عاشها أبناء المنطقة قبل 30 يونيو، وقالت «إن البلد كلها كانت عايشة فى هم، فالإرهابيين كانوا بيعملوا اللى هما عايزينه، وكانوا فاكرين أن البلد بلدهم، والصغير فيهم كان فاكر نفسه رئيس جمهورية يعمل اللى هو عاوزه».
مشيرة إلى أنهم كانوا عايشين فى رعب، لأن ابنهم الشهيد كان دائما ضدهم، وكنت دائما أقول له: «ربنا يسترها معاك يا بنى ويزيح الغمة دى عن مصر، وبعد ثورة 30 يونيو حسّيت أنى كنت ميتة وربنا أحيانا بفضل الرئيس السيسى اللى رجع البلد بعد ما سرقها الإخوان».
أضافت.. وهى تبكى «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى حرمونى من نور عنيا»، مشيرة إلى أن ابنها الشهيد كان يعمل مدرس بالعقد، بمدرسة السلطان حسن الابتدائية بمركز أبو كبير، ويستكمل اليوم بفترة مسائية كمحاسب بإحدى الأسواق بالمدينة، والذى استهدفته جماعة الإرهاب أثناء عودته من السوق، وأطلقوا عليه وابلا من الأعيرة النارية لتستقر 6 طلقات بمناطق متفرقة داخل جسده ليلقى حتفه فى الحال.
تابعت الأم: «ابنى كان معتاد على زيارتى لأنى مريضة، متسائلة: هما ليه عملوا فيه كده، ليه يحرمونى من أعز الناس؟».. وانهمرت الدموع من عينيها وسكتت للحظات.. ثم عاودت الكلام لتقول: «مفيش حد فى الدنيا ما كنش بيحب السيد، ده حتى التراب اللى بنمشى عليه كان بيحترمه».
وبصوت مذبوح ودموع حارقة وسط حالة من الذهول، قالت زوجة الشهيد أنا ماليش فى الدنيا دى غير السيد هو أبويا وأمى وأخويا، أنجبت منه محمد فى الصف الثالث الإعدادى، وزينب فى الصف السادس الابتدائى، ومى فى الصف الثانى الابتدائي، ونقيم فى شقة بالإيجار منذ 12 عاما.
ويوم الحادث.. خرج زوجى كالعادة.. وهو طالع قالى ادعى لى.. قلت له: روح الله يسهلك، ورجعلى غرقان فى دمه ومش عارفه هما قتلوه ليه؟.. يتموا عيالنا وخربوا بيتنا.. ربنا ينتقم منهم.. دول عالم كفرة مفيش فى قلوبهم رحمة.. ده زوجى الناس كلها كانت بتحبه.. أنا عايزة حق زوجي، وأطالب المسئولين بتوفير وظيفة لى لكى أستطيع أن أعول أبنائى اللى أصبحوا أيتاما بعد وفاة والدهم؛ لأنهم فى مراحل التعليم المختلفة، وأطالب الحكومة أن تقضى على الجماعات الإرهابية الكفرة اللى مفيش فى قلوبهم رحمة ولا إيمان.
وقال محمد جمعان، شقيق الشهيد، إن الشهيد كان من مؤيدى الاستقرار ومعارض للجماعات التخريبية، لافتا إلى أن الشهيد أحبه الجميع بأفعاله الخيرية وحبه الدائم للاستقرار، مشيرا إلى أن عناصر الجماعة الإرهابية كانوا يتعاملون معانا قبل ثورة 30 يونيو، كأنهم الأسياد وملوك البلد، أما بعد الثورة فأصبحوا لا قيمة لهم، مما دعاهم إلى القيام بأعمال تخريبية، وكان شقيقى الشهيد يتصدى لهم دائما مما دفعهم لقتله، مشيرا إلى أنه شارك فى ثورة يناير وثورة 30 يونيو، وكان يدعو دائما إلى الاستقرار، وأن الشهيد تعرض للعديد من التهديدات بالقتل؛ لأنه كان دائم الرفض للمسيرات الإخوانية التى تخرج كل يوم من مسجد «أبو سباعى» الملاصق لجمعية «المستقبل» التى كان يترأسها.
وأضاف أحد أصدقاء الشهيد أن الجماعة الإرهابية قاموا بكتابة عبارات «القصاص قادم» على منزله، وتوعدوه بالقتل أكثر من مرة إذا لم يتراجع عن موقفه، ولكن الشهيد لديه عقيدة وإيمان بالله عز وجل، ولن يتراجع عن محاربة الإرهاب، ودائما ما كان يدعو إلى الخير والاستقرار والتعاون وحب الناس.
أما نجل الشهيد فقال: إننى أحتسب والدى عند الله من الشهداء، ولن تبرد نارنا إلا بالقصاص من هؤلاء الخونة الذين لا يعرفون دينا ولا عرفا، لافتا إلى أنهم قتلوا والده غدرا، وأنه على استعداد أن يضحى بنفسه من أجل وطنه.
فيما أكد الحاج فتحى جمعان، والد الشهيد، أنه منذ استشهاد نجله وصورته لا تفارقه؛ لأنه كان محبا للجميع ونموذج للشباب فى العطاء، ولا أقول إلا ما يرضى الله «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وقال أشكر محافظ الشرقية بعد موافقته على إطلاق اسم ابنى الشهيد على مدرسة الثانوية بنات بأبو كبير تخليدًا لذكراه.