الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

أسرة شهيد 30 يونيو بالشرقية: حسبنا الله ونعم الوكيل في الإرهابيين.. ووالدته: عشنا أيامًا عصيبة قبل ثورة يونيو

السيد فتحي جمعان،
السيد فتحي جمعان، أحد شهداء ثورة 30 يونيو بالشرقية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أسرة‭ ‬شهيد‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬بالشرقية‭:‬

حسبنا‭ ‬الله‭ ‬ونعم‭ ‬الوكيل‭ ‬فى‭ ‬الإرهابيين

ووالدته‭: ‬عشنا‭ ‬أياما‭ ‬عصيبة‭ ‬قبل‭ ‬ثورة‭ ‬يونيو‭.. ‬وزوجته‭: ‬الإخوان‭ ‬مفيش‭ ‬فى‭ ‬قلوبهم‭ ‬رحمة

كان‭ ‬السيد‭ ‬فتحى‭ ‬جمعان،‭ ‬أحد‭ ‬شهداء‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬بالشرقية،‭ ‬من‭ ‬أشد‭ ‬المعارضين‭ ‬لنظام‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬فقد‭ ‬تصدى‭ ‬لمسيراتهم‭ ‬داخل‭ ‬مركز‭ ‬ومدينة‭ ‬أبو‭ ‬كبير،‭ ‬وحاول‭ ‬منعهم‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بأعمال‭ ‬تخريبية‭ ‬داخل‭ ‬المدينة،‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬بالمرصاد‭.. ‬فدفع‭ ‬حياته‭ ‬فداء‭ ‬لوطنه،‭ ‬ليرتقى‭ ‬إلى‭ ‬ربه‭ ‬برصاصة‭ ‬غادرة‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭. ‬

‮«‬البوابة‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬أسرة‭ ‬الشهيد‭.. ‬تذكرت‭ ‬والدته،‭ ‬الحاجة‭ ‬زينب‭ ‬عبدالبديع‭ ‬بدران،‭ ‬الأيام‭ ‬العصيبة‭ ‬التى‭ ‬عاشها‭ ‬أبناء‭ ‬المنطقة‭ ‬قبل‭ ‬30‭ ‬يونيو،‭ ‬وقالت‭ ‬‮«‬إن‭ ‬البلد‭ ‬كلها‭ ‬كانت‭ ‬عايشة‭ ‬فى‭ ‬هم،‭ ‬فالإرهابيين‭ ‬كانوا‭ ‬بيعملوا‭ ‬اللى‭ ‬هما‭ ‬عايزينه،‭ ‬وكانوا‭ ‬فاكرين‭ ‬أن‭ ‬البلد‭ ‬بلدهم،‭ ‬والصغير‭ ‬فيهم‭ ‬كان‭ ‬فاكر‭ ‬نفسه‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬يعمل‭ ‬اللى‭ ‬هو‭ ‬عاوزه‮»‬‭. ‬

مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬عايشين‭ ‬فى‭ ‬رعب،‭ ‬لأن‭ ‬ابنهم‭ ‬الشهيد‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬ضدهم،‭ ‬وكنت‭ ‬دائما‭ ‬أقول‭ ‬له‭: ‬‮«‬ربنا‭ ‬يسترها‭ ‬معاك‭ ‬يا‭ ‬بنى‭ ‬ويزيح‭ ‬الغمة‭ ‬دى‭ ‬عن‭ ‬مصر،‭ ‬وبعد‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬حسّيت‭ ‬أنى‭ ‬كنت‭ ‬ميتة‭ ‬وربنا‭ ‬أحيانا‭ ‬بفضل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬اللى‭ ‬رجع‭ ‬البلد‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬سرقها‭ ‬الإخوان‮»‬‭. ‬

أضافت‭.. ‬وهى‭ ‬تبكى‭ ‬‮«‬حسبى‭ ‬الله‭ ‬ونعم‭ ‬الوكيل‭ ‬فى‭ ‬اللى‭ ‬حرمونى‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬عنيا‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ابنها‭ ‬الشهيد‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬مدرس‭ ‬بالعقد،‭ ‬بمدرسة‭ ‬السلطان‭ ‬حسن‭ ‬الابتدائية‭ ‬بمركز‭ ‬أبو‭ ‬كبير،‭ ‬ويستكمل‭ ‬اليوم‭ ‬بفترة‭ ‬مسائية‭ ‬كمحاسب‭ ‬بإحدى‭ ‬الأسواق‭ ‬بالمدينة،‭ ‬والذى‭ ‬استهدفته‭ ‬جماعة‭ ‬الإرهاب‭ ‬أثناء‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬السوق،‭ ‬وأطلقوا‭ ‬عليه‭ ‬وابلا‭ ‬من‭ ‬الأعيرة‭ ‬النارية‭ ‬لتستقر‭ ‬6‭ ‬طلقات‭ ‬بمناطق‭ ‬متفرقة‭ ‬داخل‭ ‬جسده‭ ‬ليلقى‭ ‬حتفه‭ ‬فى‭ ‬الحال‭.‬

تابعت‭ ‬الأم‭: ‬‮«‬ابنى‭ ‬كان‭ ‬معتاد‭ ‬على‭ ‬زيارتى‭ ‬لأنى‭ ‬مريضة،‭ ‬متسائلة‭: ‬هما‭ ‬ليه‭ ‬عملوا‭ ‬فيه‭ ‬كده،‭ ‬ليه‭ ‬يحرمونى‭ ‬من‭ ‬أعز‭ ‬الناس؟‮»‬‭.. ‬وانهمرت‭ ‬الدموع‭ ‬من‭ ‬عينيها‭ ‬وسكتت‭ ‬للحظات‭.. ‬ثم‭ ‬عاودت‭ ‬الكلام‭ ‬لتقول‭: ‬‮«‬مفيش‭ ‬حد‭ ‬فى‭ ‬الدنيا‭ ‬ما‭ ‬كنش‭ ‬بيحب‭ ‬السيد،‭ ‬ده‭ ‬حتى‭ ‬التراب‭ ‬اللى‭ ‬بنمشى‭ ‬عليه‭ ‬كان‭ ‬بيحترمه‮»‬‭.‬

وبصوت‭ ‬مذبوح‭ ‬ودموع‭ ‬حارقة‭ ‬وسط‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الذهول،‭ ‬قالت‭ ‬زوجة‭ ‬الشهيد‭ ‬أنا‭ ‬ماليش‭ ‬فى‭ ‬الدنيا‭ ‬دى‭ ‬غير‭ ‬السيد‭ ‬هو‭ ‬أبويا‭ ‬وأمى‭ ‬وأخويا،‭ ‬أنجبت‭ ‬منه‭ ‬محمد‭ ‬فى‭ ‬الصف‭ ‬الثالث‭ ‬الإعدادى،‭ ‬وزينب‭ ‬فى‭ ‬الصف‭ ‬السادس‭ ‬الابتدائى،‭ ‬ومى‭ ‬فى‭ ‬الصف‭ ‬الثانى‭ ‬الابتدائي،‭ ‬ونقيم‭ ‬فى‭ ‬شقة‭ ‬بالإيجار‭ ‬منذ‭ ‬12‭ ‬عاما‭.‬

ويوم‭ ‬الحادث‭.. ‬خرج‭ ‬زوجى‭ ‬كالعادة‭.. ‬وهو‭ ‬طالع‭ ‬قالى‭ ‬ادعى‭ ‬لى‭.. ‬قلت‭ ‬له‭: ‬روح‭ ‬الله‭ ‬يسهلك،‭ ‬ورجعلى‭ ‬غرقان‭ ‬فى‭ ‬دمه‭ ‬ومش‭ ‬عارفه‭ ‬هما‭ ‬قتلوه‭ ‬ليه؟‭.. ‬يتموا‭ ‬عيالنا‭ ‬وخربوا‭ ‬بيتنا‭.. ‬ربنا‭ ‬ينتقم‭ ‬منهم‭.. ‬دول‭ ‬عالم‭ ‬كفرة‭ ‬مفيش‭ ‬فى‭ ‬قلوبهم‭ ‬رحمة‭.. ‬ده‭ ‬زوجى‭ ‬الناس‭ ‬كلها‭ ‬كانت‭ ‬بتحبه‭.. ‬أنا‭ ‬عايزة‭ ‬حق‭ ‬زوجي،‭ ‬وأطالب‭ ‬المسئولين‭ ‬بتوفير‭ ‬وظيفة‭ ‬لى‭ ‬لكى‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أعول‭ ‬أبنائى‭ ‬اللى‭ ‬أصبحوا‭ ‬أيتاما‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬والدهم؛‭ ‬لأنهم‭ ‬فى‭ ‬مراحل‭ ‬التعليم‭ ‬المختلفة،‭ ‬وأطالب‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬تقضى‭ ‬على‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الكفرة‭ ‬اللى‭ ‬مفيش‭ ‬فى‭ ‬قلوبهم‭ ‬رحمة‭ ‬ولا‭ ‬إيمان‭.‬

وقال‭ ‬محمد‭ ‬جمعان،‭ ‬شقيق‭ ‬الشهيد،‭ ‬إن‭ ‬الشهيد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬مؤيدى‭ ‬الاستقرار‭ ‬ومعارض‭ ‬للجماعات‭ ‬التخريبية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشهيد‭ ‬أحبه‭ ‬الجميع‭ ‬بأفعاله‭ ‬الخيرية‭ ‬وحبه‭ ‬الدائم‭ ‬للاستقرار،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عناصر‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬كانوا‭ ‬يتعاملون‭ ‬معانا‭ ‬قبل‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو،‭ ‬كأنهم‭ ‬الأسياد‭ ‬وملوك‭ ‬البلد،‭ ‬أما‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬فأصبحوا‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬لهم،‭ ‬مما‭ ‬دعاهم‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بأعمال‭ ‬تخريبية،‭ ‬وكان‭ ‬شقيقى‭ ‬الشهيد‭ ‬يتصدى‭ ‬لهم‭ ‬دائما‭ ‬مما‭ ‬دفعهم‭ ‬لقتله،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬شارك‭ ‬فى‭ ‬ثورة‭ ‬يناير‭ ‬وثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو،‭ ‬وكان‭ ‬يدعو‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وأن‭ ‬الشهيد‭ ‬تعرض‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬بالقتل؛‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬دائم‭ ‬الرفض‭ ‬للمسيرات‭ ‬الإخوانية‭ ‬التى‭ ‬تخرج‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬مسجد‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬سباعى‮»‬‭ ‬الملاصق‭ ‬لجمعية‭ ‬‮«‬المستقبل‮»‬‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يترأسها‭.‬

وأضاف‭ ‬أحد‭ ‬أصدقاء‭ ‬الشهيد‭ ‬أن‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬قاموا‭ ‬بكتابة‭ ‬عبارات‭ ‬‮«‬القصاص‭ ‬قادم‮»‬‭ ‬على‭ ‬منزله،‭ ‬وتوعدوه‭ ‬بالقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتراجع‭ ‬عن‭ ‬موقفه،‭ ‬ولكن‭ ‬الشهيد‭ ‬لديه‭ ‬عقيدة‭ ‬وإيمان‭ ‬بالله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬ولن‭ ‬يتراجع‭ ‬عن‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ودائما‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الخير‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتعاون‭ ‬وحب‭ ‬الناس‭.‬

أما‭ ‬نجل‭ ‬الشهيد‭ ‬فقال‭: ‬إننى‭ ‬أحتسب‭ ‬والدى‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬الشهداء،‭ ‬ولن‭ ‬تبرد‭ ‬نارنا‭ ‬إلا‭ ‬بالقصاص‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخونة‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬دينا‭ ‬ولا‭ ‬عرفا،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬قتلوا‭ ‬والده‭ ‬غدرا،‭ ‬وأنه‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬أن‭ ‬يضحى‭ ‬بنفسه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وطنه‭. ‬

فيما‭ ‬أكد‭ ‬الحاج‭ ‬فتحى‭ ‬جمعان،‭ ‬والد‭ ‬الشهيد،‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬استشهاد‭ ‬نجله‭ ‬وصورته‭ ‬لا‭ ‬تفارقه؛‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬محبا‭ ‬للجميع‭ ‬ونموذج‭ ‬للشباب‭ ‬فى‭ ‬العطاء،‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬يرضى‭ ‬الله‭ ‬‮«‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‮»‬،‭ ‬وقال‭ ‬أشكر‭ ‬محافظ‭ ‬الشرقية‭ ‬بعد‭ ‬موافقته‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬اسم‭ ‬ابنى‭ ‬الشهيد‭ ‬على‭ ‬مدرسة‭ ‬الثانوية‭ ‬بنات‭ ‬بأبو‭ ‬كبير‭ ‬تخليدًا‭ ‬لذكراه‭.‬