الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الثقافة الجنسية تشعل جامعة الأزهر

«البوابة» تنشر تفاصيل تحول مجلة «أسرار» لـ«البديل الرياضي»

جامعة الأزهر
جامعة الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مجلة «أسرار» تربك حسابات كلية الإعلام الأزهرية
العميد ينفي.. والطلاب يتحدون.. وهيئة التدريس تصفها بـ«الصحافة الصفراء»
أحمد زارع: حجبنا المجلة لأنها تشجع على المثلية الجنسية ونشر الفاحشة
ليلى عبدالمجيد: رفض مشروع تخرُج بعد تنفيذه أمر غير مقبول يُعاقب عليه المُشرف
حسن على: كُتب الفقه فى الأزهر مليئة بالثقافة الجنسية وإلغاء المشروع «تعنُت مالوش لازمة»
يبدو أن الأمر مازال عالقا حتى الآن، فبعد أن رفضت كلية إعلام الأزهر، مُنذ أيام عدة، مشروع تخرُج لعدد من الطلبة، عبارة عن مجلة تحت اسم «أسرار» تتناول الثقافة الجنسية فى مصر، صَعد الطلبة من دفاعهم عن المشروع، تارة باتهامهم للجامعة بالتعنت ليس إلا، وبتوضيح مُميزات المشروع تارة أخرى، وعلى رأسها أنه يهدُف إلى القضاء على ظواهر سلبية عديدة فى المجتمع المصرى، كالتحرش واستخدام المُنشطات الجنسية والإباحية والاغتصاب.
حالة من التخبط ضربت جامعة الأزهر بسبب «أسرار»، وما بين النفى والإثبات، تضاربت تصريحات المسئولين فى كلية الإعلام جامعة الأزهر، ففى البداية ينفى العميد ويصر الطلاب ويحاول أعضاء هيئة التدريس إخماد الحريق، ثم يتفق الجميع على الصمت الإعلامى فلا معلومة تنشر ولا تصريح يبث على أى وسيلة إعلامية مسموعة كانت أو مقروءة أو مرئية، وكل هذه الزوبعة بسبب المجلة.
كان عدد من طلاب الفرقة الرابعة بكلية الإعلام جامعة الأزهر، وهم «أحمد عبده، محمد سعيد، محمد الزفتاوي، عمرو جمال، محمد صلاح» أصدروا المجلة المُتخصصة فى الثقافة الجنسية باسم «أسرار» كمشروع تخرج للعام الدراسى الحالى ٢٠١٦-٢٠١٧، وتهدف المجلة، بحسب منفذيها، إلى توعية المجتمع المصرى جنسيًا للقضاء على الظواهر الجنسية السلبية، بالإضافة إلى لفت أنظار المؤسسات الصحفية إلى الموضوعات التى تتعلق باحتياجات الأفراد فى المجتمع والمؤثرة فى سلوكياته بعيدًا عن الصراعات.
«البوابة» اقتحمت أسوار الصمت لتكشف عن أسرار المجلة التى أربكت جامعة الأزهر وأثارت الزوبعة بين جنبات كلية الإعلام.
فى البداية، وكأى مشروع تخرج فى كليات الإعلام، يعكف الطلاب على الترويج للمشروع عبر المواقع الإلكترونية الشهيرة فى مصر، ففى منتصف شهر مايو الماضي، وبمجرد ظهور العناوين فى المواقع الإخبارية حول «مشروع تخرج فى الأزهر عن الثقافة الجنسية»،اندلع الجدل منذ اللحظات الأولى.
ففى سبيل الدفاع عن المؤسسة الدينية الأعرق فى مصر والعالم العربى والإسلامى «الأزهر» خرج الدكتور عبدالصبور فاضل عميد كلية إعلام جامعة الأزهر، بشكل «متسرع» لينفى الأخبار المتداولة بشأن تدشين طلاب الكلية مشروع تخرج هذا العام للحديث عن الثقافة الجنسية، لافتًا إلى أنه تواصل مع المسئول عن مناقشة المشاريع وأكد له عدم تواجد مثل هذه القضايا.
ويبدو أن العميد لم يحالفه التوفيق، فقد كان الطلاب قد سبق وأن أصدروا بيانا توضيحيا مفصلا للدفاع عن الفكرة التى بنى عليها مشروع التخرج، قالوا فيه: «نؤكد نحن طلاب مشروع تخرج مجلة «أسرار» كلية الإعلام بنين، جامعة الأزهر، أن مشروع تخرجنا عبارة عن مجلة اجتماعية؛ تعالج العديد من الموضوعات الاجتماعية التى تؤرق المجتمع بنهج الدين الإسلامى الحنيف والمنهج الأزهرى القويم».
وفى مقدمة تلك القضايا، ضياع الأخلاق وانعدام القيم فى مجتمعنا، وظهور العديد من المشكلات التى تضرب القيم التى تربينا عليها من أهمها التحرش والخرافات والخزعبلات، وإدمان المواقع الإباحية، وضياع حقوق الزوجات، والمناداة بتدريس مواد للثقافة الجنسية فى المدارس والجامعات، والعنوسة، ومشكلات فترة المراهقة وكيفية التغلب عليها، وغيرها العديد من الموضوعات التى تناقشها المجلة بأسلوب راقٍ، بعيدًا عن البذاءة أو التدنى فى الألفاظ، كما تعلمنا من أساتذتنا فى كليتنا كلية الإعلام، جامعة الأزهر».
وأضاف بيان الطُلاب المُنفذين للمجلة: «كما نؤكد أن المشروع لا يتناول الإباحية أو الثقافة الجنسية على العموم، ولكن يتناول مشكلات اجتماعية، نعالجها كما عالجها الإعلام من قبل؛ ولكن بطابع دينى وكلام حسن طيب، وعدم خروج على الذوق العام، كما نشدد على أن المشروع لن يخرج إلى النور إلا بعد عرضه على لجنة المحكمين، وتعديل كل ما يطلبونه من تعديلات وتصويبات؛ ليخرج مشروع التخرج بشكل يليق بكلية الإعلام، وجامعة الأزهر العريقة».

وعلمت «البوابة»، من مصادرها الموثوقة بجامعة الأزهر، أن بيان الطلاب صدر بناء على تعليمات من إدارة الكلية، لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأضافت المصادر أن المجلة «حجبت بالفعل» من قبل إدارة الكلية، وتم تشكيل لجنة لإدارة الأزمة بمتابعة من عميد الكلية لتقييم المشروع والخروج بحل وسطى وسط هذا النفق المظلم، حيث انتهى الطريق إلى قرار بعمل مشروع تخرج جديد بالكامل مكون من ٤ صفحات رياضية تحت عنوان «البديل الرياضي».
وأضافت المصادر فى تصريحات خاصة لـ«البوابة» أن المشروع الأول وهو مجلة الثقافة الجنسية المكونة من ٦٨ صفحة حملت العديد من نقاط الخلاف مع إدارة الكلية، حيث تناولت بعض القضايا الشائكة التى تسببت فى الهجوم عليها، وذكرت أن المجلة تضمنت حوارات مع العديد من الشخصيات البارزة فى مجال الثقافة الجنسية مثل الدكتورة هبة قطب، والدكتور خالد منتصر «المعروف بعدائه للأزهر» -على حد تعبير المصادر-، وكذلك الشخصيات المثيرة للجدل على الساحة الدينية مثل الدكتور أحمد كريمة.

أزمة التكاليف والتعويضات
وعن التكاليف المادية، قالت المصادر إن المجلة كلفت الطلاب ما يزيد على ٨ آلاف جنيه مصري، بالإضافة إلى ٦ آلاف أخرى دفعها الطلاب لإنتاج المشروع الثانى مجلة البديل الرياضي، هذا إلى جانب تكاليف إضافية دفعها الطلاب مثل دفع ١٠٠٠ جنيه مقابل حوار لمدة ١٧ دقيقة مع الدكتورة هبة قطب. 
ولفتت المصادر إلى أن إدارة الكلية وعدت الطلاب بتعويضهم ماديا عن المجلة المحجوبة «أسرار»، الأمر الذى أثار الكثير من الجدل بين مسئولى كلية الإعلام بجامعة الأزهر، ورد الدكتور أحمد زارع وكيل كلية الإعلام جامعة الأزهر، قائلا: «إن المجلة المذكورة خرجت عن الإطار الموضوع مسبقا لها، فى البداية وافقنا على قواعد عامة ولكن بعد الانتهاء من تنفيذها وجدنا بها ألفاظا تخالف أسس الأزهر، ومناهجه، واللجنة العلمية المكلفة بتقييم المجلة رفضتها تماما، وكنت أحد أعضاء اللجنة».
وأضاف زارع: منحنا الطلاب درجاتهم كاملة تقديرا للجهد والإخراج المبذول فى إنتاج المجلة، ولكن بعض الموضوعات جاءت منافية تماما لقيمنا ومجتمعنا المصرى والعربى والإسلامي، والمشرفون على المشروع قالوا إنهم لم يروا النسخة النهائية للمجلة قبل الطباعة.

اللجنة العلمية
«اللجنة العلمية قيمت المجلة ووضعت العديد من الملاحظات على بعض الموضوعات التى تتعارض مع قيمنا»، هكذا قال «زارع»، وبسؤاله عن تعويض الطلاب عن تكلفة المشروع قال زارع: «الأولاد أخطأوا ويجب أن يتحملوا نتيجة ذلك الخطأ»، وهو الأمر الذى ينافى تصريحات عميد الكلية التى قال فيها إن مناقشة العلاقات أو الثقافة الجنسية ليس لها مكان بيننا، وقد نتطرق لمناقشة الحياة الزوجية فقط وما دون لذلك مرفوض، حيث إن المجلة نفذت وطبعت وتم حجبها.
وتأكيدا لما ذكرناه سلفا، أشار «زارع» إلى أن الكلية تحفظت على جميع نسخ المجلة، لأنها تناولت موضوعات تشجع على المثلية الجنسية، ونشر الفاحشة وعلى سبيل المثال لا الحصر أحد العناوين منقول عن إحدى الممثلات تقول فيه: «الحرية الجنسية تمنع التحرش»، وموضوع آخر يتحدث عن العلاقة الحميمية بين الرجال، وهو أمر لا يعنى سوى تشجيع على المثلية الجنسية.
وانتقلت «البوابة» للحديث مع أحد المشرفين على المشروع، رفض ذكر اسمه، والذى شدد على أنه لم ير المجلة فى صيغتها النهائية، والحقيقة أن المجلة لا تصلح للمناقشة بين أروقة الأزهر الشريف ولا كلية الإعلام، ومن الواضح أن الطلاب تأثروا بعملهم فى الجرائد الخاصة، فبعض العناوين والمضامين لا تصلح إلا فى الصحافة الصفراء وإذا أخذنا بالمثال السياسة التحريرية لوسائل الإعلام فإن المجلة لا تتماشى مع سياسة وقيم الأزهر.
وتابع: «لم يتم حجب المشروع، ولكن إدارة الكلية اجتمعت وتم الاستقرار على مشروع جديد باسم البديل الرياضى وتم مناقشة المشروع وحصل الطلاب على درجات عالية فى التقييم العام للمشروع بعد مناقشة المشروع»، ولفت عضو هيئة التدريس بالأزهر إلى أن الكلية تسعى لخدمة الطلاب كهدفها الأول، ولم يتعرض الطلاب لأى نوع من الضغوط من قبل إدارة الكلية كما يثار.
ومن جانبها، قالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، إنها خلال فترة عملها أستاذة للإعلام بعدة جامعات مختلفة، لم تر مشروعًا للطلبة يتم رفضه بدعوى أن فكرته ليس لها مكان فى الجامعة.
وأكدت عبدالمجيد على أن تنفيذ مشاريع التخرج يسبقه عدة إجراءات، فى مقدمتها الموافقة على فكرة المشروع وإدخال تعديلات تخدمها من خلال مُشرف مُتخصص، أما فى حالة أن تم تنفيذ مشروع التخرج ثم رفضه، فهو أمر غير مقبول، ويعنى أن مجموعة الطلبة القائمين على تنفيذه تعرضوا إلى موقف سخيف، لأن المشروع فى النهاية يُعتبر مادة مُستقلة، يحصل من خلالها هؤلاء الطلاب على درجات التخرج.
وأضافت عبدالمجيد أنه كان لا بد من البداية مناقشة الطلبة فى طريقة تنفيذ مجلة عن الثقافة الجنسية من قِبل الفريق المسئول عن الإشراف، وتفهم الهدف منها، ثم تطويرها أو إقناعهم بتعديل مسارها إن كانت الفكرة لا تتوافق مع ظروف مجتمعية معينة، حتى يخرج المشروع بالشكل الذى يُرضى طموحهم وتكون من إبداعهم ورؤيتهم، وفى نفس الوقت فى السياق الثقافى والأخلاقى للمجتمع.
وتُشير عبدالمجيد إلى أن مشروعات التخرج التى تُناقش الثقافة الجنسية فى المجتمع برغم حساسيتها إلا أنها لا تُعتبر مرفوضة، طالما كان الطالب المُنفذ لها على وعى وتدريب كافيين لتنفيذها بشكل صحيح، مع ضرورة وجود دور إشرافى يضمن معالجة الأخطاء الواردة أثناء تنفيذ الفكرة، وأيضًا تحديد الفئة العمرية المقصودة والمستهدفة من تنفيذ هذا المشروع، خاصة أن كثيرا من المُتخصصين فى التربية وعلم النفس والاجتماع تعثروا فى معالجة طرح التوعية الجنسية فى مصر.
فيما يرى الدكتور عادل عبدالغفار، عميد كلية الإعلام بجامعة بنى سويف، أن أى فكرة مشروع تخرُج لطلبة كليات الإعلام لا مانع من تنفيذها إذا تمت معالجتها مهنيًا من حيث المبدأ، فكيفية المعالجة والتناول هى الخطوة الأهم.
وأضاف عبدالغفار: «طالما أن الطالب يُقدم مشروع تخرجه بشكل فيه مهنية وإبداع، بما يُحافظ على صورة جامعته وصورة المجتمع، من خلال تقديم المعلومة برُقى وأخلاق، فأهلًا وسهلًا بأى فكرة، أما إن كانت المعالجة فيها خروج عن قيم المجتمع فمن الضرورى أن يحدُث التحفظ هُنا حتى تتم معالجة الفكرة بطريقة أفضل، وهذا لا ينطبق على الأفكار والموضوعات المُتخصصة فى الثقافة الجنسية فقط، ولكن على جميع الموضوعات.
ويُتابع عميد إعلام بنى سويف: «سواء كانت الفكرة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، فهناك مجموعة من المعايير الحاكمة لتنفيذها، وبخصوص الثقافة الجنسية، فالقرآن الكريم نفسه تَحدث عن العلاقة فى إطار مُحترم ومُهذب.
ويؤكد عبدالغفار أن تناول مثل أفكار الثقافة الجنسية فى مشروعات تخرج لطلبة كلية إعلام الأزهر يعطى بُعدًا آخر للفكرة، وهو البُعد الدينى، فالنقطة الأولى أن يتعرف الناس على المعلومة الصحيحة من مصدرها الصحيح، ثم رأى الدين فيها، مما يجعل من تلك المشروعات ميزة لجامعة الأزهر، لأنه سيأخذ عمقا دينيا أكبر وأفضل، وفى نفس الوقت سيحافظ على قيم المُجتمع بشكل لا يؤدى إلى الابتذال.
وينوّه عميد إعلام بنى سويف بأن أهم شىء لملامح الفكرة حتى يتم الموافقة عليها أن تكون مُستحقة للجهد، ويوضح: «المشروع مثلا فيه ٦ أو ٧ طلاب، معهم عضو هيئة تدريس، وأيضًا مُعيد، بالإضافة للجان تحكيم، وشغل تصوير خارجى، فهل الفكرة جديرة بالمعالجة أم لا؟ وهل هى جديدة على المجتمع أم مُتكررة؟، وبناءً على ذلك يتم تحديد أوجه المعالجة لتنفيذها مع التشديد على الدور الإشرافى.

بينما تساءل الدكتور حسن على، أستاذ الإعلام، عن دور الإشراف قبل رفض مشروع طلبة كلية إعلام الأزهر، مؤكدا على أن مسألة أن يتم تنفيذ مشروع ويأتى فى خطوته الأخيرة ويتم رفضه، فهذا لا يعنى أن الإشراف غائب، فمجلس قسم الكلية يرفض أو يقبل الفكرة منذ البداية، وفى حالة قبولها يتم تقسيم مجموعات للتنفيذ، مع وجود مُشرف للمتابعة.
وعن موقف قيادات كلية إعلام الأزهر بأن مناقشة العلاقات والثقافة الجنسية ليس لها مكان فى الجامعة، علق أستاذ الإعلام قائلًا: «هذا الموقف مرفوض، لأن كُتب الفقه فى الأزهر مليئة بالثقافة الجنسية، فى أبواب الطهارة والحيض والوضوء، وفيها تعمُق فى الشرح والإيضاح، فبالتالى الثقافة الجنسية موجودة وقائمة فى كُتب الفقه والدراسات الطبية، ما يجعل من موقف كلية إعلام الأزهر موقفًا غير مُرضٍ بالمرة، وفيه تعنُت، لأنهم بهذا يناقضون أنفسهم.
ويواصل: العِبرة فى النهاية بالمحتوى، فقد يكون المشروع عن الثقافة الجنسية وهادفا فلا يمكن رفضه، وقد يكون المشروع أيضًا تحت مُسمى الثقافة الجنسية ولكنه يحتوى على إباحية، لكن من حيث المبدأ، أن يتم رفض مشروع خاص بالثقافة الجنسية، فهذا يُعتبر نوعا من التعنت «اللى مالوش لازمة» لطالما كان المحتوى هادفا، لأن هناك خيطا رفيع يفصل بين الثقافة الجنسية والإباحية.
من جانبه، يؤكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن المناخ العام الذى يُحيط بالأزهر مشيخةً وجامعة، قد لا يسمح بعرض مشروعات خاصة بالثقافة الجنسية، فى حين أن الأزهر فى مأزق أكبر ومُطالب بدور مهم وهو تجديد الخطاب الدينى، فالمسئولون يرون أن مثل تلك الأطروحات تُساعد فى قلب الصورة على الأزهر كمشيخة وليس جامعة فقط.
ويُتابع العالم: «طبيعة المرحلة والوضع الحالى للأزهر من الممكن أن يكونوا أثروا على قرارات المسئولين داخل جامعته، بالرغم من أن الأزهر لديه درجة من الوعى والاستنارة والحرية التى تُساعده على مُناقشة مواضيع عدة حساسة، لكن مسألة طرح هذه الموضوعات حاليًا قد يرى المسئولون عنها أنها تمس من كيان الأزهر كمشيخة، فقد يكون الهدف من مشروع التخرج سليما إلا أن الوصول لهذا الهدف قد يتم عبر مسارات ومضامين تُثير الطلبة والرأى العام وتُسىء للأزهر».
وينوّه «العالم» بأنه بالرغم من تحفظ جامعة الأزهر على طرح تلك الأفكار إلا أن هناك مشروعات تخرُج لطلبة فى جامعة القاهرة، تطرقت إلى موضوعات أكثر حساسية، مثل «مرض الإيدز»، حيث كان المشروع عبارة عن بحث كبير، استمر ما يُقارب الشهرين، قام بتنفيذه عدد من طلبة كُلية الإعلام على زملائهم من جامعة القاهرة، وأيضًا إقامة مجموعة من المُحاضرات، التى ناقشت بوضوح نتائج تلك الأبحاث بما فيها من علاقات جنسية بين الطلبة ولكن فى إطار عرض مقبول.
ويواصل العالم: لكن حاليًا وارد أن مشروعات تخرج كثيرة لا ترى النور، خاصة إن كانت مُتعلقة بأمور سياسية واقتصادية، لأن المناخ العام لا يُساعد على ذلك بسبب ظروف عدة مُحيطة، وأن تم تنفيذها مثلًا قد يترتب عليها قرارات إقالة واستقالة من رؤساء جامعات وعمداء كُليات.
واختتم أستاذ الإعلام تصريحاته لـ«البوابة» قائلًا: الجامعات تعمل فى سياق سياسى مُجتمعى، ففى فترة من الفترات كانت الجامعة مسرحًا مثلًا للمظاهرات التى يتشارك فيها الطلبة من أساتذتهم كالتضامن مع القضية الفلسطينية وغيرها، لكن الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى مرت بها مصر بعد ثورة ٢٥ يناير و٣٠ يونيو أثرت على الجامعات والطلبة بشكل مباشر، لكن الآن أصبح ذلك مرفوضًا، وبالتالى مُناقشة الموضوعات الحساسة من قبل الطلبة بات مرفوضا أيضًا.