الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قناديل البحر "القاتل الصامت".. تسببت في توقف محطة كهرباء إسرائيل.. باحثون بمعهد علوم البحار: تلوث المياه وتغير طبيعتها.. وانتشار الصيد الجائر للأسماك والسلاحف البحرية السبب الرئيسي في انتشارها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أسراب من قناديل البحر تغزو سواحل المتوسط، كان هذا هو العنوان الأبرز عالميًا، خاصة بعد انتشار ظاهرة قناديل البحر على السواحل المصرية كاملة بعدما كانت محصورة في مناطق سيناء وبورسعيد. 
ولم تتوقف الظاهرة عند مصر فقط، حيث تسبب هجوم قناديل البحر في تعطل المحطة الرئيسية لتوليد الطاقة الكهربائية "أوروت رابين" بالقرب من مدينة الخضيرة في شمال تل أبيب بإسرائيل، الثلاثاء، بعد اصطدامها بنظام توربينات المحطة.
وأعلنت وزارة البيئة، أن انتقال قناديل البحر على مستوى بحار ومحيطات العالم ظاهرة طبيعية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتغيرات المناخية والتلوث والصيد الجائر للأسماك والسلاحف البحرية، فقد سجل التاريخ انتقال نوع Mnemiopsis leidyi من المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق، وقد عرف هذا النوع بشراسته، بل وامتد غطاؤه الجغرافي إلى البحر الأسود حيث تسبب في خسائر مادية هائلة.
وذكرت تقارير صحفية، أن قناديل البحر عادة ما تصل إلى الشواطئ كل عام في يوليو، عندما يسخن الماء وبعد أسابيع قليلة تختفي من المنطقة في البحر المتوسط.

من جانبه، قال الدكتور محمود النقيب، الباحث بمعهد علوم البحار سابقًا، وأستاذ مساعد بكلية الزراعة جامعة الأزهر، إن انتشار قناديل البحر في الشواطئ المصرية يعود إلى عدة أسباب أبرزها التلوث وتغير البيئة المائية
وأضاف، أن قناديل البحر تكثر في الأماكن ذات نسبة الملوحة العالية، مما يجعلها تتأقلم بها وتزداد في شهور الصيف، موضحًا أن قناديل البحر تتغذى على كائنات تعيش في مياه ذات نسبة ملوحة عالية وتتغذى على الهائمات الحيوانية والنباتية، مشيرًا إلى أنها ظاهرة زادت خلال العامين الماضيين.




من جانبه، قال الدكتور محمود حنفي، أستاذ البيئة البحرية بكلية العلوم جامعة قناة السويس: إن ظاهرة انتشار القناديل بساحل البحر المتوسط ليست محلية ولا على النطاق الإقليمي فقط، بل ظاهرة عالمية، ومن المتوقع أن تعود قناديل البحار لتسود سواحل العالم مثلما كانت قبل 500 مليون عام ماضية
وأضاف، أن انتشار قناديل البحر على مستوى بحار ومحيطات العالم ظاهرة طبيعية مرتبطة بتغير المناخ وعملية التلوث، وهى ما زادت من خصوبة المياه، فبالتالي زاد الغذاء للقناديل، بجانب الصيد الجائر للأسماك والسلاحف البحرية
وشدد على أن النوع المتسبب في هذه الظاهرة من الأنواع المسجلة في البحر المتوسط منذ عقود، وليس لقناة السويس أي دخل في انتشاره، نافيًا ما تردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تسبب حركة القناة في ظهوره بالسواحل الشمالية، مؤكدًا أنه تم تسجيل انتشار هذا النوع خلال هذا العام في موسم الشتاء في لبنان وإسرائيل وقبرص، وهي ظاهرة غير مسبوقة، كما ازداد امتداده الجغرافي على الساحل المصري، حيث كان يتركز على سواحل العريش وبورسعيد ودمياط، لكنه امتد مؤخرًا إلى الساحل الشمالي الغربي.
جدير بالذكر، أن قنديل البحر هو حيوان بحري من الرخويات، يتبع فصيلة اللافقاريات اللاسعة، ويتميز بقوامه الهلامي، وله مجسات حسية وأطراف طويلة تسمى لوامس، ولا يملك جهازًا هضميًا فمعظم جسمه مكون من الماء وجيلاتين، ويعتبر قنديل البحر من أقدم الحيوانات الموجودة على الأرض، ويتحرك في البحر عن طريق انقباض جسمه ثم فرده بحيث يندفع بسرعة وسط الماء، وتساعده تيارات الماء على الانتقال من مكان إلى آخر، ولقنديل البحر أنواع عديدة منتشرة على مستوى العالم.