الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

سيناريو إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل يثير الشك.. أصابع الاتهام تشير لمؤامرة قطرية حمساوية.. ضربات غير مؤثرة وتأتي بنتائج عكسية.. ومحللون: الدوحة تسعى لصرف الأنظار عن أزمتها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تكرر سيناريو إطلاق صاروخ من الأراضى الفلسطينية من قطاع غزة، تحديدًا باتجاه الأراضى المحتلة دون سابق إنذار ودون جدوى، ما يعتبره المحللون استفزازا للقوات الصهيونية، التى تستغله كذريعة لضرب القطاع وقصفه بالطيران، أو ربما لاجتياحه بريًا، ما يكبد الجانب الفلسطينى خسائر فادحة فى الأرواح والبنية التحتية ويتسبب فى تردى الحالة الإنسانية دون أن تتكبد إسرائيل سوى خسائر بسيطة جراء الصواريخ، التى تطلقها حماس على أهداف غير دقيقة، فتذهب هباء دون فائدة، حيث شهد قطاع غزة المحاصر ثلاث حروب مدمرة منذ 2008 أى بعد سنة واحدة من سيطرة حماس على القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أن صاروخا أطلق من قطاع غزة سقط فى منطقة "شاعر هنيغف" غرب النقب دون أن يسفر انفجاره عن سقوط إصابات أو وقوع أضرار مادية، حيث المكتب الصحفى التابع للجيش الصهيونى فى بيان له أن الصاروخ وقع فى منطقة مفتوحة، وأن الجيش قام بتمشيط المنطقة المحاذية مع القطاع للكشف عن مكان سقوطه.
وحمل الكيان الصهيونى المسؤلية المباشرة لحركة حماس، كونها المسيطر الوحيد على قطاع غزة، وأن ما حدث خرق لقرار وقف إطلاق النار الهش السارى بين جيش الاحتلال وحماس منذ حرب 2014.
وجاء الرد الإسرائيلى كالمعتاد بشن هجوم على القطاع، حيث نفذ الطيران الإسرائيلى العديد من الغارات الجوية على مواقع تتبع كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، شمال غرب مدينة غزة.
كما طال القصف الإسرائيلى موقعًا تدريبيًا آخر فى منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، فيما قصفت المدفعية الإسرائيلية أراضى فارغة شرق منطقة وادى غزة إلى الوسط من القطاع، بالإضافة إلى قصف موقع عسكرى يتبع للقسام شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة.
وجاء الجديد أن الهجوم هذه المرة لم يسفر عن خسائر بشرية، حيث أكدت وزارة الصحة فى غزة أنه لم تردها أنباء عن وقوع إصابات جراء هذه الغارات. 
وأوحى ما حدث سواء بإطلاق صاروخ بلا هدف والرد عليه بغارات بلا نتائج ملموسة بوجود اتفاق مسبق بين أطراف غير معلومة لخلق سيناريو، يكون خطوة استباقية لخطة سيتم تنفيذها أو لهدف آخر لم يصل للنور حتى الآن.
وأشارت أصابع الاتهام إلى دولة قطر راعية الإرهاب الأولى فى المنطقة، التى ظهر فى الآونة الأخيرة تورطها فى العديد من المؤامرات، التى تهدف إلى زعزعة الاستقرار.


وفى هذا الصدد، أكد سفير مصر الأسبق فى دولة قطر محمد المنيسى، أن هناك احتمالية كبيرة، كون قطر خلف ما حدث فى قطاع غزة، لافتًا إلى تحذيره أكثر من مرة فى الفترة الماضية بأن قطر سوف ترد على مقاطعة مصر والسعودية والبحرين والإمارات من خلال الجماعات الإرهابية، التى ترعاها وتمولها لتنفيذ عمليات من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار بها، ولعل خير دليل على ذلك هو ما شهدته المملكة العربية السعودية من عمليات إرهابية مثل التفجير الإرهابى، الذى استهدف دورية فى محافظة القطيف شرق المملكة، ما أسفر عن استشهاد ضابط سعودى برتبة رائد وإصابة اثنين من عناصر الأمن، بالإضافة إلى المخطط، الذى تم إفشاله لتنفيذ عملية إرهابية بالحرم المكى وقيام أحد العناصر بتفجير نفسه أثناء محاصرة الأمن للمبنى إلى كانت تختبئ به الخلية فى حى أجياد المصافى بمكة المكرمة، وهو ما أسفر عن إصابة 5 من رجال الأمن وإعلان الداخلية أن هذه الخلية كانت ستنفذ 3 عمليات إرهابية.
وأضاف المنيسى أن مصر أيضًا شهدت تنفيذ عمليات إرهابية بعد المقاطعة مثل الهجوم على قوة أمنية بالمعادى، أسفر عن استشهاد ضابط برتبة ملازم أول وإصابة آخر و3 مجندين، بالإضافة إلى إحباط الأمن المصرى مخططا لاستهداف كنائس بواسطة انتحاريين، حيث تم ضبط 6 يسعون لتنفيذ عدة عمليات عدائية تزامنًا مع احتفالات عيد الفطر المبارك، ومرور أربعة أعوام على ثورة 30 يونيو.
وأوضح سفير مصر الأسبق فى دولة قطر أن عدم جدوى الصواريخ التى يتم إطلاقها باتجاه الجانب الإسرائيلى يعزز من فكر القصة المفبركة، لأنه لا يوجد أى حركة ستقوم بهجوم غير محسوب ولن يحقق أى نجاح، بل سيكبدها خسائر فادحة فى الفترة التالية، دون أن يكون هناك هدف آخر غير معلن بعيد عن الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، لافتًا إلى أنه قد يكون اتفاق قطرى إسرائيلى لإعادة توزيع الأدوار مرة أخرى بالمنطقة.
ورجح المنيسى أن يكون الجانب القطرى قد حرض حركة حماس، التى دائمًا ما يصفونها بأنها الممثل الشرعى الوحيد للفلسطينيين، لإيجاد بلبلة فى المنطقة العربية، بالإضافة إلى عودة الاشتباك مع جيش الاحتلال لإيجاد حدث كبير يشد انتباه المجتمع العربى والدولى بعيدًا عن أزمة الدوحة مع الدول الأخرى، بالإضافة إلى وعى قطر بأن أى تهديد لأمن إسرائيل يعقبه تدخل أمريكى ودولى، ما سيجعل الجميع يغفل ملف رعاية قطر للإرهاب وتمويله.
كما أشار المنيسى إلى وجود عدم اتزان وتخبط قوى فى القرارات السياسة القطرية فى الآونة الأخيرة بعد المقاطعة، ومناوراتها بشأن المطالب التى اشترطتها الدول المقاطعة لإعادة العلاقات منها، لافتًا إلى ما يتردد حول إبداء تميم بن حمد أمير قطر لأمير الكويت، الذى يلعب دور الوسيط بين أطراف الأزمة استعداد الدوحة لتنفيذ معظم المطالب بشرط الإفراج عن الرئيس المصرى الأسبق محمد مرسى، الذى يواجه العديد من التهم أمام القضاء المصرى، أبرزها التخابر مع دول أجنبية، واعتبر سفير مصر الأسبق فى دولة قطر شرط تميم درب من دروب الخيال وغير القابل للتنفيذ، متوقعًا أن تستمر أزمة الدول العربية مع قطر لفترة طويلة، وأن تشهد الآونة المقبلة خطوات تصعيدية من الطرفين والمزيد من المخططات التى ستنفذها قطر تجاه الدول التى قاطعتها.


وفى سياق متصل، قال السفير جلال الرشيدى عضو وفد مصر الدائم بالأمم المتحدة سابقا: إن التحليل الذى يقول إن قطر وراء ما حدث فى غزة أمر وارد بنسبة كبير، خاصة أنها تواجه ضغوطا كبيرة من الدول التى تقاطعها، بالإضافة إلى عدم وجود سبب واضح لإطلاق هذا الصاروخ غير المجدى، ما يؤكد وجود هدف آخر غير معلن، قد يكون وراءه قطر أو إيران، لافتًا إلى أنه فى الفترة القادمة سيتضح السبب الحقيقى من هذه العملية، ومن هو المخطط لها.
وأضاف الرشيدى أن أصابع الاتهام تتجه إلى قطر لعلاقتها الوثيقة بحركة وزعمها المتكرر بأنها الممثل الشرعى الوحيد للفلسطينيين، ولعل آخرها تكرار أمير قطر لنفس الجملة عقب القمة الإسلامية الأمريكية التى تمت فى السعودية.
وأوضح عضو وفد مصر الدائم بالأمم المتحدة سابقا أن هناك مؤشرات أخرى لضلوع قطر فى ذلك، أن الحدث جاء قبل أيام من انتهاء المهلة، التى أعطتها الدول العربية المقاطعة للدوحة لتنفيذ المطالب لإعادة العلاقات معها مرة أخرى، وبالتالى فهى ترغب فى تحويل الأنظار بعيدًا عنها.
وأردف الرشيدى أن أبرز المستفيد مما حدث فى غزة هو الكيان الصهيونى، الذى سيجد حجة لاتخاذ إجراءات استثنائية ضد الفلسطينيين بدعوى تعرض أمن إسرائيل القومى للخطر، بالإضافة إلى أنها قد تكون محاولة لجر قدم إحدى الدول المقاطعة للتدخل فى ما يحدث فى غزة والإدعاء كذبًا أنها تعمل ضد الشعب الفلسطيني.