الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الناشط الكردي آلدار خليل في حوار خاص لـ"بوابة العرب": المشكلة لا تحل بتغيير أو عزل بشار.. وإيران وتركيا وراء الحرب فى سوريا.. أنقرة تدعم التنظيمات المتطرفة فى الشام

الناشط الكردي آلدار
الناشط الكردي آلدار خليل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إسطنبول تريد إعادة المجد العثمانى على جثث السوريين.. ونسعى لحلول وطنية بعيدًا عن النعرات الطائفية والقومية
نتطلع لعقد مؤتمر وطنى شامل لجمع أكراد العالم العربى.. ووضع قواعد شاملة لقضيتنا

آلدار خليل.. سيرة ذاتية
من مواليد مدينة الحسكة عام (١٩٧٠)، سياسى كردى، ولد فى صفوف عائلة معروفة بولائها للقضية الكردية.
بدأ مشواره بالعمل ضمن صفوف الشبيبة التى كانت مفعمة بالروح الثورية التى كانت تناضل من أجل الحقوق الوطنية للشعب الكردى فى سوريا.
عند تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطى «PYD» فى سوريا انتخب ضمن اللجنة القيادية للحزب، عمل ضمنه حتى تأسيس حركة المجتمع الديمقراطى لينتقل إلى عضوية قيادة حركة المجتمع الديمقراطى.
ساهم فى وضع حجر الأساس بالتعاون مع باقى القياديين الأكراد فى سوريا لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية.
يشغل حاليًا عضو الهيئة التنفيذية فى حركة المجتمع الديمقراطى مع عدد آخر من القادة الأكراد.
لا تزال القضية الكردية محور حديث الجميع، وخاصة فى ظل وجود غضب كردى شديد من أوضاعهم الحالية فى أربعة بلدان تتشارك فى أجزاء من الدولة الكردية، وهى العراق وسوريا وتركيا وإيران، ولهذا كان لـ«البوابة» هذا الحوار مع آلدار خليل، الناشط السورى الكردى البارز، الذى قص فى حواره مستجدات القضية الكردية، ورأيه كناشط سورى عن الحرب فى بلاده، ومن هم السبب الرئيسى فيها...
■ كيف ترى الحرب الحالية المشتعلة فى سوريا؟
- ما يحدث فى سوريا اليوم ليس مشكلة مقتصرة ومتعلقة بنظام البعث كحزب أو كنهج مستبد أو كحكم مطلق، كما أن المعضلة ليست أيضًا فى هيكلية الحكم السائد أو الأشخاص الذين يديرون هرم السلطة فى سوريا، المشكلة الرئيسية تكمن فى الذهنية المتعبة والحال الذى تعمل عليه بعض القوى فى إلغاء دور مكون أصيل أو طمس المعالم النضالية لمكون سورى آخر، نحن لا نرى المشكلة فى شخص الأسد، فلو تم استبداله بشخص آخر من قومية أو طائفة أخرى مثلًا، وكان هذا الجديد يتبع نفس الإجراءات ونفس الهيكلية فى الحكم لما حققنا شيئًا.
الموضوع أننا فى سوريا نرى أن الحكم القومى المتبع القائم على آلية المفاضلة، بمعنى تفضيل مكون أو طائفة على أخرى ليس بحل، كما أننا نجد أسلمة المرافق الأساسية عنوة فى سوريا، وإضفاء الصبغة الدينية المتطرفة أيضًا ليس بحل.
المشكلة الأساسية فى سوريا تكمن فى رغبة البعض بأن الحرب تدور على إعادة إنتاج السلطة والاكتفاء بتغيير شكلى فى بنية النظام السائد، المعارضة تبحث عن كل ما يوصلها للسطلة من أجل اقتراف أو إكمال ما أقدم عليه الأسد.
حالة التنوع فى سوريا تقضى بالبحث عن مشروع ديمقراطى حقيقى يكفل الحقوق الوطنية لعموم أطياف الشعب السورى دون تفريق، فظهور التنظيمات المتطرفة فى سوريا هو نتاج السياسية التى تعاملت فيها القوى المعارضة مع الوضع السورى، حيث عدم قدرتهم على تشخيص حاجة الشعب السورى ووقوعهم فى حضن الدولة التركية وقيامهم بالابتعاد عن واقع الشعب أسهم فى حدوث فراغ، استفادت منه العديد من الأطراف لتقوم وتدعم التطرف على حساب الشعب السورى.
الحرب الحالية فى سوريا هو نتاج قراءة خاطئة من قوى المعارضة للحالة السورية ونتيجة دعم غير محدود للنظام السورى عن طريق إيران، وسعيهم لفرض النمط القومى على المشهد السورى، الحال الذى يتساوى مع سعى داعش لفرض الإسلام المتطرف.
■ كيف ترى مستقبل سوريا حال استمرار هذه الحرب؟
- الحل ممكن فى سوريا.. ولكن ليس بالشكل المنقوص الذى يتم التعامل به الآن، وبالتالى فإننا نبحث دومًا عن محاولات الحل ومنع استمرار الحرب، لأننا ندرك، من منظورنا الأخلاقى والوطنى، أن الحرب لا تجلب سوى الويلات، والأمثلة كثيرة فى الواقع الإقليمى، حيث إن حرب لبنان انتهت بمعاهدة الطائف التى ألزمت عموم الشركاء بالعودة إلى الوطن واتخاده أساسًا، وأن العراق لم يشهد استقرارا حتى الآن، كما اليمن وليبيا، وجميعهم محور نقاش.
نحن نبحث عن حل سورى يكفل ضمان حقوق عموم الأطراف وما مشاريعنا المطروحة من قبيل الإدارة الذاتية ومشروع الفيدرالية إلا دلائل عينية لجدية مساعينا فى الحل وإنهاء الحرب ضمن سوريا موحدة جغرافيًا دون المساس بحدودها.
لكن استمرار الأطراف الأخرى فى تأجيج الصراع ومنع ولادة الحل الوطنى له مخاطر على عموم السوريين والمنطقة، وإن الحرب ودوامها فى سوريا يمكن أن تسبب حالات عدم الاستقرار فى أرجاء المنطقة، وما امتداد التطرف بين سوريا والعراق إلا أكبر مثال، كذلك انعكاس الأوضاع فى سوريا على سياسة الدول التى تدخلت فى المستنقع السورى، ومنها تركيا، دلائل قوية على مدى تأثير حالة الحرب السائدة فى سوريا على المنطقة، من المهم البحث عن آليات الدعم المساهمة فى الاستقرار وبناء سوريا جديدة خالية من الصبغة الدينية أو القومية، وحل شامل تضمنه القوى الفاعلة فى الوضع السورى والجهات الدولية الراعية لذلك.
■ من السبب فى هذه الحرب من وجهة نظرك؟
- القوى المعارضة التى تريد الحل على ما يناسبها طرف مهم فى منع تحقيق الحل الوطنى، بفعل عدم امتلاكها لقرارها الوطنى وتبعيتها لجهات إقليمية لها مصالح وأجندات فى سوريا، كما أن الإصرار من قبل النظام وبالدعم المتاح له من قبل إيران فى اتباع الذهنية العسكريتارية، وكذلك عدم قبوله للاعتراف بحالة التنوع السائدة فى المجتمع السورى جزء مهم من دوام حالة الحرب.
يضاف إلى ذلك تقاعس القوى الدولية فى الضغط على الأطراف التى تصادر القرار الوطنى السورى، وتهاونها أمام دخول قوات برية تركية واحتلالها للأراضى السورى أمام مرأى العالم، عامل آخر يضاف إلى أسباب الحرب فى سوريا، فتركيا تريد اليوم إعادة المجد العثمانى على حساب الدم السورى، حيث القوات التى تعمل ضمن الإشراف التركى هدفها منع الاستقرار، وما احتلالها للباب ومحاولاتها لاحتلال مدينة منبج المحررة إلا دليل ما نقول، وكذلك مساعيها لعرقلة حملة الرقة وإعادة ضخ الدماء لجسد الإرهاب المتهالك جهود علنية فى مساندة الحرب الدائرة ودعم أدواتها فى سوريا والعراق، فأينما تتواجد تركيا تتواجد المعضلات والمشاكل المختلقة.
■ كيف يتم إنقاذ سوريا مما يحدث فيها حاليا؟
- أمام الوضع الحالى وما يحدث من محاولات لمنع تحقيق التحول فى الحالة السورية، لا بد من إنتاج مشاريع حل نابعة من حاجة عموم السوريين تتصف بالديمقراطية الفعلية، وتكون لائقة لحجم التضحيات السورية على مدار ست سنوات مضت، هذا ما نراه فى مشروعنا، مشروع الاتحاد الفيدرالى الديمقراطى لشمال سوريا، الذى يمكن أن يكون قابلًا للتعميم فى عموم المناطق السورية، حيث إن الذهنية الموجودة فى سوريا من قبيل الحكم المركزى أو محاولات إعادة إنتاج السلطة، ليست إلا حلولا آنية، واحتمال نشوب صراع أو ظهور حرب بعد فترة وارد بنسبة كبيرة جدًا، نظرًا لعدم ملائمتها للوضع السورى، حيث إن الشعب السورى يتكون من العديد من الأطياف التى بدونها لا يمكن أن يكون هناك حل، المفاوضات التى جرت من فيينا حتى الآستانة لم تخرج بحل، بحكم أنها لم تكن بحجم طموح الشعب السورى، وكذلك لم تكن الأطراف المشاركة تمثله على الأرض، حيث إن غياب الطرف الكردى الفعلى الذى حارب الإرهاب بالتعاون مع الشركاء المحليين من عرب، سريان، آشور، كلدان، تركمان، شركس، آرمن ذلك الإقصاء أسهم فى منع ولادة الحل الشامل، بحكم أن هذه المكونات هى موجودة تاريخيًا وجغرافيًا الآن، حيث إنها تتحكم بنسبة تتجاوز الـ٢٠٪ من مساحة الوطن السورى.
■ هل هناك دول تدعم وترعى الحرب الحالية فى سوريا؟
- إن الموقع الجيوسياسى لسوريا، وحالة التنوع السائدة ضمن مجتمعها وتأثيرها المهم على المحيط، أدى إلى تدخل العديد من الأطراف الدولية فى ساحة الصراع فى سوريا، ويمكن تشبيه الأوضاع فى بعض المناطق السورية بحرب الوكالة، كما أن وجود تحالف مع النظام السورى ودعمه من أجل البقاء كما هو دون تغييره خطأ، وأن الدول التى تبحث فى هذا المدار لا تريد حلًا لسوريا، أما بالنسبة للتحالف الدولى ضد داعش الذى ننسق معه على الأرض وفى الجو، فهو عامل مهم فى إنهاء الإرهاب فى المنطقة وسوريا، ونرى هذه الجهود فى مصلحة السوريين والمنطقة وكذلك العالم، والدور السلبى الأكثر قلقًا هو الدور التركى، حيث إن وجود قوات للدولة التركية أو فصائل مرتبطة معها دون موافقة السوريين أو القوى التى تحارب الإرهاب عامل خطير، كما أن الدعم المقدم من قبل تركيا للتنظيمات المتطرفة يشكل عقبة أمام الاستقرار فى سوريا، ومنع تطور الأمور نحو دمقرطة الحياة السورية أو تحقيق الحوار والتوافق السورى.
■ كيف تقيم إصرار أردوغان على التدخل فى تركيا والعراق؟
- من الغرابة أن يكون هناك رئيس لبلد ما كما تركيا ينظر إلى الدول التى حوله على أنها ولايات تابعة له، فى الوقت ذاته يستخدم خطابًا ديماغوجيًا يهدف فيه إلى تصدير المشاكل الداخلية لتركيا، حيث يتحدث عن الإسلام، وهو يقوم بدعم التنظيمات التى تعمل على تشويه صورة الإسلام، حتى اللاجئين السوريين الذين فروا من نيران وقصف الطائرات بات يتاجر بمصائرهم ويستخدمهم كأوراق ابتزاز لأوروبا من أجل الحصول على امتيازات من قبيل إلغاء التأشيرة الأوروبية على الأتراك، هو يريد إعادة المجد العثمانى، وكلما طال النظر فى ذلك يزداد غرقًا فى المستنقع الذى وقع فيه نتيجة سياساته، حتى إنه بات أمام لغة دبلوماسية دونية يخاطب بها عموم الساسة، وكان آخرهم دول أوروبية من قبيل ألمانيا وهولندا.
■ هل تدعم فكرة استقلال الأكراد وعمل دول مستقلة لهم؟
- لقد تطرقت فى الحديث عن الأسباب الرئيسية التى نجمت عن الدولة القومية، التى كانت تمثل حقبة مريرة فى تاريخ شعوب المنطقة اليوم، وعندما نتحدث عن الدور الذى حققه الأكراد، يمكن القول بأنه ريادى ومهم فى المنطقة، وبالتالى فإن قيام الأكراد بالانتقام مما حدث لهم فى الماضى من ظلم واستبداد وقيامهم بالحذو نحو دولة قومية، فإن هذا الشكل يتساوى مع نفس الدول التى اليوم هى موضع صراع، وبالتالى فإنها -أى الدولة الكردية المنشأة- ستكون منبع الأزمات وعرضة للزوال مهما استمرت، وهنا أقصد عند اعتمادها على المبدأ القومى فى الإيجاد.
الأكراد اليوم يقودون التغيير فى المنطقة، ومشاريعهم الديمقراطية من قبيل أخوة الشعوب والعيش المشترك والإدارة الذاتية تمثل التغيير المناسب لجوهر النمط السائد من المركزية والاستبداد، كذلك مشروع الأمة الديمقراطية الذى طرحه السيد عبدالله أوجلان يمثل روح التغيير ذاته بالطرح القائم على التعدد والتنوع، والعيش ضمن الاختلاف الموجود الذى نسعى إلى تحقيقه واعتماده على الجغرافية السورية، نحن نرى أن الأكراد يقومون بإنقاذ عموم الشعوب التى تعرضت للظلم والطغيان بهذا المنطق والأخلاق، وهذا ما جعل من الأكراد رواد التغيير فى المنطقة، الأكراد لا يريدون الانتقام بنفس المفهوم الذى انتقمت منهم الدولة القومية فى الشرق الأوسط، لأنهم بذلك يتساوون مع تلك العقلية والذهنية، وهذا ما يسعى الأكراد إلى نبذه وتغييره، الأمر الذى يؤدى إلى السلام والديمقراطية والمحبة والعيش المشترك.
■ حدثنا عن حركة المجتمع الديمقراطى ودورها فى سوريا والعراق..وأهدافها ومن هم مؤسسوها؟
- حركة المجتمع الديمقراطى هى حركة تبحث فى التنظيم المجتمعى، وتوحيد الطاقات الشعبية فى خدمة المنطقة، وكذلك العمل من أجل تعزيز ثقافة التنوع والثقافة الديمقراطية، وهى قائمة على مبدأ المشاركة فى القرار وضمان وجود كل التشكيلات والتكوينات المجتمعية فى الحراك الثورى والمجتمعى، لقد استطاعت حركة المجتمع الديمقراطى وعلى مدار عمر الثورة السورية العمل على تنظيم المجتمع وفق حاجة الثورة، وكان مجتمعنا المتعدد فى روج آفا شمال سوريا مثالًا لعموم سوريا والمنطقة فى العمل من أجل تحقيق أهداف الثورة فى التغيير.
■ هل هناك تحالف كردى مرتقب فى سوريا والعراق وإيران لحل القضية الكردية؟
- نسعى لـعقد مؤتمر وطنى كردى شامل يبحث فى أسباب القضية ويطرح حلًا لها، ويكون هذا المؤتمر بمثابة منصة وطنية يشارك فيها عموم الأكراد فى الأجزاء الأربعة، ويلتزم المشاركون بالقرارات الصادرة عن المؤتمر، ويعملون على تنفيذها، هذه هى رؤيتنا، وهى تتناسب مع حجم التقدم الذى أحرزه الأكراد فى المنطقة، ونحن نعمل جاهدين من أجل هذا المؤتمر الذى يعتبر الحل المهم للقضية الكردية فى المنطقة، وعلى هذا لا نزال نتواصل مع القوى الوطنية الكردية حول ذلك، ونأمل فى عقد هذا المؤتمر فى القريب العاجل.
■ كيف ترى الدور العسكرى للأكراد فى الحرب فى سوريا والعراق؟
- اليوم، نحن نجد أن تقلص الإرهاب وخسارته لأهم مراكزه الجهادية المتطرفة انتصار حقيقى بكل ما للكلمة من معنى، خاصة فى ظل الدعم السخى من قبل العديد من المحاور الإقليمية ومن أهمها تركيا، الأكراد ساهموا فى حماية سوريا من خطر الإرهاب الحقيقى من خلال شل قنوات اتصاله مع الخارج الذى كان مركز دعم لعملياته الانتحارية فى العالم وهى مدينة منبج عبر البوابة التركية، وبالتالى ساهموا فى حماية عموم شعوب العالم من خلال حرب الإنابة فى سوريا، وكذلك خسارة التنظيم لمناطق استراتيجية أخرى كانت تعتبر نقاط دعم لمناطق أخرى، كما حال مدينة تل أبيض وآخرها مدينة الرقة التى ستكون بتحريرها نهاية داعش.