تضم محافظة أسوان السياحية التي أعلن رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، تحويلها إلى عاصمة للثقافة والاقتصاد الإفريقي، مناطق يعيش أهلها تحت خط الفقر، ومن المثير أن العديد من الأهالي بالمدينة التي تعتبر أفضل حالًا من مدن ومراكز المحافظة، ومن أبرزها منطقة «الحكروب شرق» وهي خارج حسابات المسئولين، وأصيب سكانها بحالة يأس من توافر حياة كريمة لهم.
تضم منطقة «الحكروب شرق» العديد من المنازل غير الآدمية، ويقطنها عشرات الأسر المعدومة، والمنزل الواحد مكون من غرفة دون أي مرافق أو دورات مياه وعبارة عن ٤ جدران فقط، ورغم ذلك يعيش فى المنزل الواحد أسرة مكونة من ٥ إلى ٨ أفراد يحوطهم الجهل والفقر والمرض والحياة غير الآدمية والعشوائية ولا يدرى عنهم أى مسئول.
قالت سيدة محمد، إحدى سكان منطقة الحكروب شرق، فوق سن الجبل إن أسرتها مكونة من ٥ أفراد وزوجها يعيشون فى غرفة واحدة دون مياه أو كهرباء أو دورات مياه، وهى عبارة عن أربعة جدران دون سقف يحميهم من برد الشتاء وشمس الصيف، وتعيش مع بناتها فى الهواء الطلق يفتقدون الأمان، موضحة أن سكان المنطقة يلجأون لحفر حفرة داخل المنزل واستخدامها كدورة مياه لقضاء حاجتهم، وهو ما يؤدى إلى انتشار الحشرات الضارة والزواحف والروائح الكريهة التي تصيبهم بالأمراض، ورغم ذلك يدفعون إيجارًا شهريًا.
وقال حسين عبد الدايم، أحد أهالي المنطقة، إن المسئولين يخرجون سكان سن الجبل من حساباتهم، ولا يدركون الخطر الذي يتعرض له السكان يوميًا والمعاناة التى يواجهونها، وأصابهم اليأس بتوفير حياة كريمة، مطالبًا الحكومة المصرية بالنظر بعين الرحمة إليهم وتعويضهم بمنازل تصلح للعيش الآدمي فقط وليس الرفاهية، لأنهم يبحثون عن أبسط حقوقهم ولا يتطلعون إلى أكثر من ذلك.
وأضاف لـ«البوابة» أن جميع المنازل بالمنطقة معرضة للانهيار ويتعرض أهلها لمخاطر يومية، سواء من انتشار الزواحف مثل العقارب والثعابين وعدم وجود المرافق ودورات مياه، والذى يتسبب في حدوث تلوث ينتج عنه أمراض مزمنة وخطيرة تصيب الأهالي، مشيرًا إلى أن البطالة تنتشر في المنطقة، فأغلب السكان لا يعملون أو من تتوافر له فرصة عمل يكون أرزقى باليومية، وفى الكثير من الحالات يعجز البعض عن دفع الإيجارات للمنازل.
وبالنزول من فوق سن الجبل، وصولًا إلى منطقة «الناصرية الوسطى» بالحكروب توجد منازل أكثر آدمية ولكنها معرضة للانهيار في أي وقت بسبب النمل الأبيض، الذي دمر الجدران والأرضيات والأثاث، ما يدفعهم إلى ترميم المنازل بشكل مستمر مما يشكل عليهم عبئا ماديا، خاصة أن معظم السكان من محدوي الدخل.
قال محمود السيد، أحد أهالي الناصرية، إن النمل الأبيض يهاجم منازلهم، ويقضي على الأثاث والجدران والأرضيات، ما يعرض حياتهم للخطر بسبب احتمالية انهيار المنازل في أي وقت، وبعض السكان لديهم الإمكانيات المادية المتاحة لإعادة ترميمها، بينما هناك معدومي الدخل الذين لا يملكون تكلفة الترميم، موضحًا أن النمل الأبيض يحفر الأرضيات والجدران حتى تتصدع، كما يقضي على أثاث المنزل والملابس، ولجأ الأهالي إلى إشعال النيران للتخلص منه، لأنه الحل الوحيد بعد تجاهل المسئولين لشكواهم ورش المنازل بالمبيدات اللازمة.
