الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد تصريحات "أفيخاي أدرعي" المستفزّة للمصريين الأبواق الإسرائيلية موجَّهة لتحقيق أهداف الصهيونية.. خبراء: مهمتها رصد ردود فعل الشارع ومراقبة انفعالاته.. تحاول التشكيك في القضية العربية وبث الأكاذيب

افيخاي ادرعي
افيخاي ادرعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تخرج علينا بين الحين والآخر أبواق الإعلام الإسرائيلي الموجَّهة إلى مصر والعالم العربي كصفحات على غرار صفحة إسرائيل في مصر و"أفيخاي أدرعي" اللتين أثارتا حولهما الكثير من الجدل خلال الفترة الأخيرة بعد أن حاول أدرعي استفزاز مشاعر المصريين في فيديو يتناول فيه كعك العيد ويزعم أن الكعك وصله من صديقته المصرية.


والحقيقة أن أفيخاي أدرعي مثله مثل باقي الصفحات الإسرائيلية تعتاد على إثارة استفزاز المصريين ومحاولة إشعال الغضب أو تلك المنشورات التي تحاول إثارة ردود الفعل في الشارع المصري أو العربي عامة فنجد على سبيل المثال الصفحة يوم 15 يونيو الماضي يقول فيها أدرعي "أعزائي المشاهدين، بعد وجبة الإفطار نحبس بالشاي المصري الأصيل، وعندنا تمر هندي وخروب وأطيب الفواكه، صومًا مقبولًا وإفطارًا هنيًّا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونجد على سبيل المثال صفحتى إسرائيل في مصر وأفيخاي أدرعي تطرحان تساؤلات "دعنا نتخيل أنها حقيقة فهل ستشارك فى رحلة إلى إسرائيل أم لا؟". 


ونجد كذلك في عام 2015 حينما أعلن أفيخاي أدرعي استعداد الجيش الإسرائيلي الدخول إلى سيناء من أجل المساعدة في تنظيم ما سمّاه الضربات الاستباقية للإرهاب والرد على تنظيم ولاية سيناء. وهدد أدرعي قائلًا: "إذا حاول تنظيم ولاية سيناء استهداف مواطنينا فعلينا أن نسبقه ونضربه بحزم وتصميم
ووصل الأمر إلى إعلان أفيخاي أدرعي مساعدة مصر في البحث عن الطائرة الروسية المنكوبة في عام 2015 وهو ما نفته وزارة الخارجية. 
بجانب وضع صفحة أوفير جندلمان، رئيس وزراء إسرائيل، صورة وزير الخارجية المصري في صورة الخلفية معه ويظهر الطرفان أواصر الود.


والواقع أن الأبواق الإسرائيلية تجد من يتواصل معها من داخل العالم العربي فهناك من يعلق على تلك الصفحات أو يقوم بإعادة نشر ما نشرته مرة أخرى، ولكن السمت العام الذي يغلب على التعليقات أنها تكون مناهضة لإسرائيل وسياستها الإجرامية، ورغم هذا تروج الصفحات لإسرائيل وتحاول استفزاز المشاعر وهو ما يجعلنا نطرح تساؤلات حول جدوى ذلك.
قال الدكتور منير محمود، المتخصص في الشئون الإسرائيلية واللغة العبرية: إن اسرائيل تعتمد على سياسة جسّ نبض الشارع العربي من خلال اعلامها الموجه، فتتعمد اطلاق مثل تلك التصريحات ويظهر هذا طوال الـ5 أعوام الماضية من خلال وسائل الإعلام التابعة لإسرائيل مثل صفحات مواقع التواصل باللغة العربية مثل إسرائيل في مصر وإسرائيل تتكلم العربية وأفيخاي أدرعي وغيرها من المواقع الإخبارية.
وأشار منير إلى أن المشكلة هو أنه توجد لدى اسرائيل جهات معينة تقوم بدراسة ردود فعل المواطنين العرب داخل تلك الصفحات وهو أمر خطير، والخطورة هنا تكمن في أن دراسة تلك الانفعالات وردود الأفعال المختلفة من الشارع المصري يجعل اسرائيل من خلال أجهزتها الرقابية تكون قواعد بيانات عن الشارع المصري أو العربي الذي يتواصل مع تلك الصفحات، بجانب إمكانية التأثير على العقول من خلال بث الأكاذيب حول تاريخ اليهود وقضية الصراع العربي الإسرائيلي.

وقال الدكتور محمد أبو غدير، أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر: إن خطورة ما تنشره تلك الصفحات تكمن في أنه ومع محاولات إسرائيل التودد للشارع قد يفتح ذلك الباب أمام استغلال إسرائيل مشكلة الفقر واللعب على وتر توفير الوظائف والهجرة إلى إسرائيل من خلال التواصل معها، وهو الأمر الذي قد يفرز حالات من التطبيع الفردي، في الوقت الذي تعد فيه العلاقة الوحيدة المشتركة بين مصر وإسرائيل هو معاهدة السلام التي جرت والجيش المرابط في الحدود.


وقال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الخارجية بمركز الأهرم للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن إسرائيل تعد من الأعداء الأساسيين في المنطقة وهي تكنُّ العداء لكل ما هو عربي، ولهذا فليس من الغريب أن توجه رسائلها للشارع المصري أو العربي عامة رغم إدراكها رفض الشارع المصري تلك المنشورات التي لا تحاول فيها التقرب من المواطنين عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بقدر ما تحاول استفزازه والحث على دعم وتأييد قضيتهم في الصراع الإسرائيلي.
وأضاف اللاوندي أنه لا تستطيع الصفحات الرسمية الموجودة داخل مصر أن تتعدى الإطار السطحي الذي تعمل ضمنه وهو أمر سببه حالة الاحتقان الموجودة داخل الشارع المصري والعربي كله بسبب سياسة القمع التي تقوم بها إسرائيل والخاصة بالتعامل مع القضية الفلسطينية، ورغم هذا تقوم بنشر أي أخبار سوى المتعلقة بدعم قضيتهم.