«الفسيخ» طعام أشتهر به المصريون منذ قديم الأزل، بدأ تصنيعه على يد المصريين القدماء، وكان يصنع من سمك البوري، ويطلق على بائعه «الفسخاني»، ويتميز الفسيخ برائحته النفاذة، وهو من الأطعمة التقليدية منذ الأسرة الخامسة، عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل، على أنه شريان الحياة.
توارث المصريون «الفسيخ»، إلى أن وصل إلى يومنا هذا، حيث يترك المصريون كل الأطعمة، ويتزاحمون على محال بيع «الفسيخ»، في أول أيام عيد الفطر، حتى يفتح شهيتهم على الطعام بعد شهر الصيام، وتجتمع العائلات بعد صلاة العيد، في الحدائق، والمنازل لتناوله، ويرجع سبب تناوله أول أيام عيد الفطر، أنه على مدار شهر رمضان يكثر المصريون من تناول اللحوم والأطعمة الدسمة، ولهذا يفضلون كسر هذا النظام الغذائي بتناول الأسماك المملحة.
وتتراوح أسعار «الفسيخ» و«الرنجة» بين 59، 62 جنيهًا، كيلو الرنجة المدخنة بين 40، 43 جنيهًا للكيلو الواحد، ويتراوح سعر كيلو الفسيخ بين 100 و105 جنيهات.
في هذا السياق، قال الدكتور «رامي أحمد» استشاري التغذية العلاجية، إن طريقة صنع الفسيخ في الأساس خطيرة للغاية، لأنها لا تصنع في مصر بطرق قياسية تمنع أضرارها، حيث يتم ترك الأسماك حتى تتحلل وتنتفخ وهو ما يسمونه بـ«عملية التفسيخ».
وأضاف استشاري التغذية العلاجية: «يتعرض السمك في هذه الأثناء للذباب مما يصيبه ببكتيريا مضرة شديدة الخطورة على الإنسان، هي بكتيريا الكلوستريديوم وبوتيولينم، وتسبب هذه الأنواع من البكتيريا الإسهال لفترة تصل إلي 17 ساعة ويصاحبه ضيق التنفس».
وشدد على ضرورة أخذ الحيطة والحذر عند شراء الفسيخ، وأن يكون من مصادر موثوق بها، لأن أسماك الفسيخ يمكن أن تكون منتهية الصلاحية وغير صحية بسبب الاستهتار في صناعتها بالطرق القياسية.
وحذر استشاري التغذية العلاجية من أن «عدم ترك أسماء الفسيخ في الملح وقتًا كافيًا، لمدة 30 يوم علي الأقل، بالإضافة إلى تركها مكشوفة في الهواء الطلق، من شأنه أن يسبب تلوثًا لهذه الأسماك من الأتربة والرصاص والحشرات والذباب، وكل ذلك لا يمكن رؤيته أو معرفته بالعين المجردة أو من خلال حاسة الشم، لأن رائحتها نفاذة، تغطي على أية روائح فاسدة فلا يستطيع المستهلك أن يفرق بين الصالح والتالف منها، وطالب المستهلكين بالشراء من أماكن موثوق فيها، حتى لا تحدث مشكلات صحية لمن يتناولون الفسيخ».