"لو راجل حِج أو اعتمر".. هو شعار رفعه عدد من المواطنين البؤساء وتداول في عدد من التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعى بعد قفزة الدولار الجنونية، التى صاحبت تحرير سعر الصرف نهاية عام 2016، الأمر الذى وقف حجر عثرة أمام الكثيرين الراغبين في زيارة بيت الله الحرام.
فالواقع أصبح أن الحج والعمرة فقط «لــمن استطاع إليه سبيلا» فالحج لبيت الله الحرام كغيره يتأثر بمجموعات العوامل الاقتصادية التى عصفت بالمصريين، وهددت قوت يومهم وكوى جيوبهم غلاء الأسعار؛ ومن المتوقع أن ترتفع تكاليف الحج والعمرة هذا العام إلى نحو 6 مليارات دولار، لأن عدد المصريين الذين يعتمرون سنويًا تزايد بشكل ملموس خلال السنوات الأخيرة ليصل إلى نحو 2 مليون شخص سنويًا، إلى جانب الحج السياحي حيث تصل تكلفة موسمي العمرة والحج على الدولة سنويًا ما يزيد عن 8 مليارات ريال سعودي فى العام الواحد.
كما يقسم الحج وفقًا للشركات السياحية إلى 4 أنماط وهم الحج درجة أولى ويسمى 5 نجوم وتترواح أسعاره من 110 إلى 150 ألف جنيه، يليه الحج 4 نجوم وتصل قيمته 90 ألف جنيه، ثم الاقتصادى وتصل أسعاره 50 ألف جنيه، وأخيرًا "الحج الشعبى" كما يسمونه وهو "البرى" الذى يصل لـ 45 ألف جنيه، هذه الأرقام حسبما ذكرها باسل السيسى عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة ووكالات السفر.
وقال "باسل" في تصريحات خاصة: إن ثمة ارتفاع شديد فى أسعار تذاكر الطيران التى قد تصل لـ 10 آلاف جنية، كما تشمل تكلفة الحج مصاريف الإقامة فى المملكة العربية السعودية والتقلات ما بين مكة والمدينة وأداء المناسك فى عرفة ومنى، والإعاشة طوال فترة الحج وتقديم وجبات أيضًا ولا تتجاوز ربجية شركات السياحة من الحج ممن 5 إلى 10% فقط نظير الخدمات التى تقدم للحجاج طول فترة أداء الفريضة.
ويتابع "باسل": أن نظام القرعة المعمول به بين من يرغبون فى أداء فريضة الحج ونظام المنافسة المعمول به بين الشركات يجعل ثمن التأشيرة تساوى صفر، ويطالب بمزيد من التنسيق بين الجانب المصرى ونظيره السعودى فى توفير التأشيرات والخدمات للحجاج المصريين.
وفى السياق نفسه يقول الدكتور عادل عامر، مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية، بأن 6 مليارات جنيه تكلفة الحج هذا العام يمثل ضغطا على العملة المحلية من خلال زيادة الطلب على العملات الأجنبية رغم تراجع موارد النقد الأجنبي بسبب انخفاض ايرادات السياحة، وتراجع تدفق الاستثمار الأجنبي، وخاصة ارتفعت الأسعار بعد زيادة سعر الريال السعودي أمام الجنية المصري متخطيًا حاجز الـ 5 جنيهات كنتيجة لتحرير سعر الصرف، وكانت هذه أبرز الأسباب التي نتج عنها زيادة سعر تذاكر الحج والعمرة هذا العام.
ويواصل "عامر": قد أثرت حالة عدم الاتزان في سعر الريال السعودي أمام الجنية المصري الذي يقترب وبقوة من حاجز الـ 6 جنيهات للمرة الأولى في التاريخ، على موسم السياحة الدينية في مصر المتمثلة في رحلات الحج والعمرة طوال العام، لأن فارق سعر الصرف فى الريال السعودي ما بين العامين الماضي والحالي، والذى تخطى نسبة الـ 110%، دفع الدولة إلى تنظيم عملية هروب العملة والحد منها بشكل أكبر، إضافة إلى المدة التي ظلت تتفاوض فيها عدد من الدول على رأسها مصر مع السعودية، لإلغاء قرار الـ 2000 ريال لكل معتمر، ما دفع الدولة إلى اعتبار الحج والعمرة ضمن السياحة الدينية الترفيهية.
وتابع " عامر" قائلًا: بلغت أسعار حج القرعة العام الماضي 40 ألف جنيه، أما العام الحالي ومع ارتفاع الأسعار الجنوني والرسوم الزائدة، فمن المتوقع أن يصل سعر حج القرعة هذا العام إلى ما بين 100 ألف وحتى 150 ألف جنيه للراغب في أداء مناسك الحج هذا العام 2017، حيث كانت أسعار رحلات العمرة إلى الأراضي المقدسة العام الماضي تتراوح بين 5 إلى 7 آلاف جنيه، ومع زيادة الأسعار هذا العام من المتوقع أن ترتفع إلى الضعف في ظل ما توليه حكومة كلا من السعودية ومصر من قرارات تهدف إلى زيادة الأسعار أكثر وأكثر، لتكون أسعار رحلات العمرة هذا العام ما بين 12 ألفا إلى 20 ألف جنيه مصري، مع توقعات بمزيد من الارتفاع مع توالي ارتفاع سعر الريال أمام الجنية المصري في أسواق العملات.
والجدير بالذكر أن النسبة تراجعت كثيرًا عن العام الماضي، فقد كان عدد المتقدمين للحج 100 ألف شخص، لأن تراجع نسبة التقدم للحج لعدة أسباب أهمها الحالة الاقتصادية التي يمر المصريون بها، فقد تمت زيادة أسعار الحج بنسبة 110% مقارنة بالعام الماضي نتيجة ارتفاع سعر صرف الريال مقابل الجنيه. وأنه تم رفع أعداد المستوي الثالث والرابع لتصل النسبة إلى 45%، أما الحج الأغلى والذي يطلق عليه الاقتصادي نسبته 7% فقط، وهناك نسبة 48 % للمستوى الأول والثاني وهم الأقل تكلفة.
وتابع " عامر": أن مصر التي يبلغ تعداد سكانها نحو 92 مليون نسمة، ترسل نحو 74 ألفا و622 حاجًا هذا العام تنوع طرق التقديم لأداء فريضة الحج فى مصر بين حج القرعة، حج الهيئات، حج الجمعيات والحج السياحي الذى قامت شركات السياحة بتقديم اقتراحها حول أسعار الحج السياحي 2017 بجميع الوسائل، وذلك من خلال اللجان التي تم عقدها بالغرفة الخاصة بالشركات، والتي تعتمد الأسعار بها على « الوسيلة المستخدمة في السفر لأداء الفريضة، ومكان إقامة الحاج والمسافة المتعلقة به من ناحية القرب أو البعد عن الحرم».
وارتفعت تكلفة حج الجمعيّات الأهلية في مصر بنسبة تتراوح ما بين 67 إلى 98%، بسبب تعويم الجنيه المصري الذي أدّى لارتفاع الريال السعودي وتذاكر الطيران. وتراوح سعر حج الجمعيات هذا العام، بين 87 ألف جنيه و59.5 ألف جنيه، مقابل 48 ألف جنيه و30 ألف جنيه العام الماضي.
كما تشمل تذاكر الطيران، سعر المستوى الأول للحج هذا العام (خمس نجوم بساحة الحرم المكي، وبالمنطقة المركزية الشمالية في المدينة المنورة)، 87 ألف جنيه مقارنة مع 48 ألف جنيه العام الماضي، بزيادة نحو 81%.
وبلغ سعر المستوى الثاني (خمس نجوم، يبعد عن الحرم المكي 750 مترًا، وفي المنطقة المركزية الشمالية بالمدينة)، 76 ألف جنيه مقارنة مع 43 ألف جنيه العام الماضي بزيادة نحو 76.6% عن العام الماضي.
وارتفع سعر المستوى الثالث (3 نجوم بالمنطقة المركزية، يبعد 600 متر عن الحرم المكي، والمدينة 4 نجوم بالمنطقة المركزية)، إلى 67 ألف جنيه مقارنة مع 35.5 ألف جنيه العام الماضي بزيادة نحو 90%.
وجاء المستوى الاقتصادي (أربعة نجوم، يبعد عن الحرم المكي بنحو 1200 متر، والمدينة أربعة نجوم بالمنطقة المركزية)، بسعر 59.5 ألف جنيه مقارنة مع 30 ألف جنيه العام الماضي بزيادة نحو 98%.
وأخيرًا ارتفع قيمة التذكرة إلى 6420 جنيها بدلًا من 5740 جنيها العام الماضي، وذلك لفرض السعودية أيضا ضريبة قيمتها 230 جنيها على تذكرة كل حاج، إلى جانب اشتراط السعودية هبوط طائرات ذات طرازات مرتفعة تتطلب صيانة دورية وقطع غيار يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة.
