الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الإيدز" خطر يهدد المجتمع.. حفلات الجنس الجماعي بين أبناء الشوارع و"حقن المخدرات" أبرز مسبباته.. وخبراء: لا توجد إحصائيات بأعداد المرضى.. وضحايا: المستشفيات الحكومية ترفض استقبالنا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قنابل موقوتة تنتشر وتهدد المجتمع بأكمله، فالانتهاكات الجسدية، وحفلات الجنس الجماعي التي تنتشر بين أبناء الشوارع، أصبحت كالشبح الذى يهدد سلامة وصحة المجتمع، وجعلت أبناء الشوارع صيدًا سهلا لفيروس نقص المناعة البشري المسبب لمرض "الإيدز"، حيث يتحول الليل لحفل جنسي جماعي يضم الكثير من البنين والفتيات اللاتي يصبحن وعاء لنمو المرض ونقله إلى أولادهن.

وقال أحمد جمال، أستاذ المناعة: إن مرض الإيدز من الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان، إذ يفقده قدرته على مقاومة الفيروسات الأخرى التي يتعرض لها جسم الإنسان، إضافة لفقدان قدرته على مقاومة الجراثيم والفطريات أو أي كائن غريب داخل الجسم، ويصبح الجسم ضعيفا وعرضة للإصابة بالسرطان والتهابات الرئة.
وأكد "جمال" أن المرض يمر بعدة مراحل تختلف من شخص لآخر، وبالتالي تختلف أعراض كل مرحلة عن الأخرى، ففي المرحلة الأولى من المرض لا تظهر أية أعراض، ولكن تظهر على المريض في البداية أعراض الأنفلونزا، ويصاحبها ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالألم في الحنجرة ويلاحظ المريض انتفاخات في الغدد الليمفاوية في الرقبة أو الفخذ يصاب بالطفح الجلدي ثم تبدء آثار المرحلة الأخيرة بأعراض كالإسهال المزمن، والصداع المستمر، وفقدان الوزن بشكل ملحوظ، وفقدان الرؤية، ثم تظهر بقع على الجلد وطفح جلدي والتهابات فطرية في الفم والحلق والاعضاء التناسلية.
وأوضح أن طرق انتقال المرض مختلفة، وأهمها الممارسات الجنسية، ونقل الدم من شخص مصاب إلى شخص سليم فيصاب بالإيدز أيضًا، وعن طريق الإبر الملوثة والحاملة للمرض، وأيضا ينتقل عن طريق الأم الحامل الى جنينها في فترة الحمل، وأيضا عن طريق الرضاعة الطبيعية في حالة آلام المصابة إلى رضيعها.

وفي السياق نفسه، قال أحمد مهران، مدير المركز القومي لحقوق الإنسان، إنه التقى فتاة تحمل مرض الإيدز، وروت قصتها له فهي فتاة في العشرينيات من عمرها، ومن أبناء الشوارع، تتعرض يوميا للاعتداء الجنسي تحت التهديد من قبل أبناء الشوارع، وبذلك ينتقل المرض بينهم.
وتابع "مهران" أن المشكلة الأكبر أن هناك شبابا جامعيا يستغلون وجود الفتيات بالشارع، بلا مأوى، ويغتصبوهن، ويعتدون عليهن، وبالتالي لابد من محاصرة الأمر، والحد منه، لأنه يهدد المجتمع بالكامل، فمرض الإيدز يتوغل وينتشر بين أبناء الشوارع.
واختتم "مهران" أن هنالك دورا كبيرا على الرعايا الاجتماعية ودور الأيتام، بتجميع الفتيات، والكشف عليهن، وعزل المريضات، وعلاجهن، وهناك دور أيضا على وزارة التضامن الاجتماعي، بأن تحاصر أعداد المصابين من أطفال الشوارع، وعلاجهم.


تقرير وزارة الصحة الصادر في نوفمبر2016 كشف أن عدد المصابين بمرض الإيدز في مصر 82% منهم رجال، و18% سيدات، وأكثر الحالات يصابون بالإيدز بسبب الجنس، علمًا بأن هذه البيانات التي دُونت بالتقرير وفقا للحالات التي تعلمها الوزارة فقط، ولكن أعداد المرضى من أبناء الشوارع، لا يوجد لها إحصائيات أو حصر من قبل وزارة الصحة. 
واخترقت "البوابة نيوز" قصص ومعاناة بعض من مرضى الايدز الذين اجمعوا على أنه لا يوجد في مصر سوى 3 مستشفيات فقط متهيئة لاستقبالهم، وهي «العباسية وإمبابة والاسكندرية»، في الوقت الذي ترفض فيه المستشفيات الحكومية استقبال أي مريض.
انتقال الإيدز عن طريق الجنس 
تحدثت الحالة الأولى لـ "البوابة نيوز"، وهي "هاله. م"، 32 عامًا، متزوجة، ولديها طفلين، وأسرتها كانت هادئة ومستقرة، وفي يوم ما، ذهبت لإجراء فحوصات وتحاليل طبية ولكنها فوجئت بالدكتور يحتجزها وطلب منها الاتصال بزوجها، وطلبوا منه أن يجرى الفحوصات أيضا وكانت الصدمة في النتيجة بإصابتهما بمرض الايدز، ورفض الدكتور مغادرتهم المستشفى، بغرض إعطائهم تعليمات، ومحاولة إنقاذ الموقف، خاصة أنه يمكن محاصرة المرض في مراحله الأولى.
وقالت "ف.م"، إن حياتها تحولت إلى جحيم، خصوصًا في علاقتها بزوجها، الذي كان سببًا في نقل المرض لها، نظرًا لتعدد علاقاته النسائية، التي أدت الى انهيار حياتهما الزوجية.

الحقن والإدمان
قالت "ياسمين.م"، 37 عامًا، إنها تزوجت من ابن خالتها ثم سافروا إلى الخارج لكى يمارس عمله، ولاحظت على زوجها إدمان المخدرات، باستخدام "حقن الماكس"، وتدهورت صحته فتم نقله إلى المستشفى للعلاج، وكانت الصدمة أنه مصاب بفيروس "الإيدز" نتيجة للإدمان واستخدام الحقن، والصدمة الأكبر أن المرض انتقل إليها من زوجها خصوصا أنها تحمل في أحشائها جنينا لا ذنب له.
وتحدثت "هالة" مع الأطباء عن كيفية الحفاظ على الجنين، فالتزمت بتعليمات الأطباء الذين أكدوا لها أن المرض غير معدٍ عن طريق "العطس أو الكحة" لكنه ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي أو الدم أو الحقن، وأخيرا قالت إنه تم شفاؤها هى وزوجها من الفيروس، وأنجبت الطفل لم يصبه المرض، ولكن الآن تتعايش مع الإيدز بقواعد وتعليمات محددة من الأطباء. 

أبناء الشوارع
بجسد هزيل، قتله الوهن والمرض، وبملامح سبعينية، رغم أنها عشرينية، روت الضحية "هبة"، 28 عامًا، قصتها، التي بدأت منذ هروبها من منزلها خوفا من تعدى زوج والدتها عليها منذ الصغر، واضطرت للجوء إلى الشارع، ومن هنا بدأت المأساة حيث، قالت إنها تعرضت لما هو أسوأ من زوج والدتها، من حيث الاغتصاب تحت تهديد السلاح، والتحرش الجنسي من قبل ابناء الشوارع، اللذين وصفتهم بالذئاب البشرية، وأنجبت 3 أطفال لا تعلم من والدهم، نظرًا للتعرض المستمر للاغتصاب الجنسي، وظهرت عليها اثار المرض، حيث ضعف المناعة وظهور البقع والطفح الجلدي على جسمها، وأكدت انها لم تعلم ما هذه الاعراض التي تواجهها لأول مرة وكيفية التعامل معها، وان من اكتشف حالتها وقام بعزلها لعلاجها احد الاطباء بالإسكندرية.
أما "إبراهيم"، 30 عامًا، فقال إن الشارع هو مسقط رأسه، فقد نشأ وسط القمامة والكلاب والقطط، ولم يعلم من اهله، وكان شاذًا، وبالتالي تعرض للكثير من التحرش، مضيفًا انه دخل في دوامة ادمان المخدرات، وبالتالي بدأ يستخدم الحقن، وهى من مسببات نقل الامراض المختلفة، وبذلك اصبحت طرق نقل العدوى تتيح للمرض الوصول اليه.
وتابع: "اكتشفت اصابتي بالمرض من قبل جمعية خيرية، وبدأت محاولات معالجتي بأحد المستشفيات، ولكني عانيت كثيرًا حتى توفر لي مكانًا لتلقي العلاج بالمستشفى". 
وقال صلاح ياسين، المحامي بالنقض، ورئيس مؤسسة "تنمية ورعايا بلا حدود"، إن مصر لديها مشكلة في الإحصائيات، فلا يوجد أي تصنيف أو سيطرة على هؤلاء الاطفال، لأن حياتهم عشوائية ولا يخضعون للرعاية الصحية، حتى المقيمين داخل دور الرعايا لا أحد يهتم بإجراء تحاليل فيرس سي أو الايدز، ولا يتم الاهتمام بفحصهم طبيًا، وبناء عليه فلا توجد احصائيات أو حصر لعدد المصابين بمرض نقص المناعة " الايدز" أو فيروس سي في مصر من اطفال الشوارع، وعمليا هذه الظاهرة متحركة حيث الاطفال المصابون ينتقلون في أماكن كثيرة وبالتالي ينقلون المرض عن طريق العلاقات غير الشرعية بينهم، وتعاطي المخدرات.