الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

على باب الله.. عم طارق.. 45 عامًا في ماراثون الفقر.. "ومازال يضحك!"

عم طارق
عم طارق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على باب الله
عم طارق.. 45 عاما في ماراثون الفقر.. «ومازال يضحك!»
تامر أفندي
«كل القطارات بتوصل محطتها.. وأنا لسه موصلتش.. طلعت من كام عقد معرفش.. ضليت سككي ألف نوبة أو يزيد ما افتكرش.. كانت رحلة غبرة بدت ولا انتهتش.. وعمري خلص لجل كلمة فرح ما اتكتبش.. 
قبل أن نذهب لحكاية عمي طارق عليكم أولا أن تعرفوا.. أنه ليس «عجلاتيا».. ولا يركب «البسكلتة» هواية مثل «اللمبي» ولكنه مضطر.. عجيب أمر عمي «طارق» بل عجيب أمرنا نحن المصريون جميعا.. كل شيء في الكون كسرنا قاعدته.. نسفنا كل أقاويل العلماء والمؤرخين.. فقد قالوا «إذا سافر الفقر إلى مكان قال له الكفر خذني معك»، إلا هنا في مصر «الفقر» قاطن لعقود بل لقرون وهنا الإيمان، هنا الرضا.. هنا ابتسامة طارق موظف الري البسيط، الذي لا يتعدى راتبه 800 جنيه، ولديه 3 أبناء.. «لو وقفت في الحكاية إلى هنا لكن ذلك قهرا في حد ذاته ولكن إليك البقية لتدرك كم أنت في نعمة من الله»، زوجة طارق مصابة بفيروس في الدم.. تحتاج لتغيير دم وأدوية غالية، ولا يعرف طارق كيف يسير الحال، فقط يضحك ويقول «ربنا ولي النعم»، ماشية بالبركة، أنا كل اللي قدرت أعمله إني جيبت «عجلة» علشان أوفر فلوس المواصلات، بس عشان كاوتشها قديم كل شوية يتخرم فجبت «جلد وسيرسيون» وبقيت ألحمه هنا في الشغل، لغاية ما ربنا يسهل وأجيب «عجلة» جديدة، طب إنت مش عايز حاجة يا عمي طارق.. هو: الله يخليك يا بيه مستورة الحمد لله.. بجد يا عمي طارق.. والله يا بيه ربنا سترها فضل ونعمة.. طب إحنا بقى عايزين منك.. يضحك ويقول تحت أمركم.. عايزين «العجلة» دي لرجل كبير ما بيقدرش يمشي وظروفه تعبانة أوووي «يبتسم»، ويقول طالما في حد ظروفه أوحش مني يبقى يستحقها، ثواني ألحم الخرم وخدها ياباشا ويعوض علينا ربنا.. الناس برضه لبعضها، مش هتزعل يا عمي طارق لو خدناها؟ أزعل إيه يا بيه هو حد له في نفسه ولا اللي في إيده حاجة.. كله بتاع ربنا.. إنت عارف يا باااشا هضحك الواد إبراهيم زميلي شايف نفسه حبتين جاب عجلة جديدة وقاعد يتريق على خلق الله وجابلها جنزير علشان يقفلها، وإحنا بنرمي عجلنا كده، يقوم ربنا يبعت له حرامي ناصح ياخد العجلة كلها ويسيب له الجنزير زي ما هو ملفوف على التارة الحديد بعد لما حلها من العجلة، فهزعل ليه ياباشا ربنا هيعوض عليا.. شكرا يا عمي طارق إحنا كنا بنضحك معاك ربنا يبارك فيك.. اللي عايزينه بجد إنك تدعلنا وتدعي لمصر.. إنت بركة يا عمي طارق».