الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مثلث الدم.. قطر وإيران وداعش ثالوث الإرهاب.. مؤشرات بتورط الدول الثلاثة في حادث "مكة".. وأدلة تكشف دور طهران والدوحة في العملية.. وخبراء: مخطط خبيث للرد على قرار المقاطعة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أحبطت وزارة الداخلية السعودية، عملًا إرهابيًا كان يستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه، حسبما أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، منصور التركي، حيث خططت الخلية للعملية مجموعة إرهابية تمركزت في ثلاثة مواقع، أحدها في محافظة جدة، والآخران بمكة المكرمة.


وأحبطت العملية الأولى في مكة بحي العسيلة، فيما أحبطت الثانية بحي أجياد المصافي الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام، وبعدها بادر الانتحاري الذي كان مختبئًا في أحد منازل حي أجياد بإطلاق النار على أجهزة الأمن، رافضًا التجاوب مع دعوات الأمن بتسليم نفسه ليفجر نفسه لاحقًا بعد أن ازداد الخناق عليه.

وأصيب إثر هذه الحادثة 6 وافدين إلى جانب إصابات خفيفة لحقت بـ5 من رجال الأمن.

وقال البيان: إن قوات الأمن قبضت على 5 من المتهمين، بينهم امرأة، ويجري التحقيق معهم حاليًا.

أصابع الاتهام تشير إلى ضلوع كل من إيران وقطر وتنظيم داعش، البداية تأتي مع "طهران" في العملية الإرهابية التي وقعت أمس الأول، فليست هي العملية الأولى من نوعها داخل الحرم المكي، حيث هددت من خلال قيادات الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات الحشد الشعبي الشيعي، باستهداف مكة المكرمة والحرم الشريف واستهداف السعودية بدون مواربة وبدون تخفٍّ، وذلك لتحقيق مآربهم، وذلك وفق العديد من المقاطع التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تؤكد أهداف إيران والحرس الثوري المعادي تجاه المملكة العربية السعودية، منها مقطع لإحدى قيادات الحشد الشعبي الشيعي، وهو يهدد باحتلال مكة ورفع راية الحسين فوق الكعبة، وآخر لأحد عناصر الحرس الثوري الإيراني وهو يدلي باعتراف خطير حول دور إيران التخريبي في المنطقة.


وهذه التهديدات جاء لما كانت تفعله من قبل تجاه المملكة، حيث في عام 1987، كشف رجال الأمن في السعودية عن كمية من المواد الخطرة شديدة الانفجار، وجدت داخل حقائب حجاج إيرانيين قدموا إلى المملكة عبر جدة، على متن طائرة إيرانية كانت تقل 110 ركاب لأداء مناسك الحج.

وخلال موسم حج عام 1989، قامت مجموعة من الكويتيين الموالين للنظام الإيراني، بتفجيرات في مكة بعد تسليم المواد المتفجرة لهم من قبل مسؤول في السفارة الإيرانية في الكويت يدعى محمد رضا غلوم، ونتج عن ذلك قتل وجرح عدد من الحجاج.

وفي 1990، قام أفراد من ما يسمى "حزب الله الكويتي" بإيعاز من إيران، بإطلاق الغاز السام في نفق المعيصم قرب المسجد الحرام في مكة وبداخله آلاف الحجاج، مما أدى إلى مقتل أكثر من ألف حاج وحاجة وإصابة العديد.

وفي محاولة منها لنفي التهم الموجهة إليها، أدان بهرام قاسمي، الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محاولة استهداف الحرم المكي في المملكة العربية السعودية، أمس الأول، مشيرًا إلى أن طهران على استعداد تام للتعاون مع سائر الدول للتصدي للجناة وسماسرة الموت والجهلة الحاقدين، مؤكدًا أن العملية الفاشلة التي قام بها بعض الارهابيين الجناة بالقرب من بيت الله الحرام أثبتت مرة أخرى أن الارهاب المتفاقم الذي بات يستهدف اليوم العالم والمنطقة والمسلمين والدول الاسلامية لا يعرف دينا ومذهبا وجغرافيا وعرقا وانه يستهدف أقدس البقاع المقدسة في العالم.

أما عن قطر، أكد عدد من الخبراء أن المقاطعة الخليجية لدولة قطر والتي ترأستها السعودية عدد من الدول العربية، تكشف عن تورط قطر وإيران في العملية الإرهابية التي أحبطها الأمن السعودي أول أمس الجمعة، والتي استهدفت الحرم المكي في محاولة منها للرد على التحرك لخليجي بعد أسابيع من قطع لعلاقات معها، خاصة وأن قطر من الدول الراعية والداعم للإرهاب


ففي الوقت التي تعتبر فيه قطر هي المنصة الإعلامية والسياسية لأجندة التطرف والإرهاب، ظهر تنظيم "القاعدة" الإرهابي في دور المدافع عن قطر، حيث شنت مجلة "المسرى" حملة إعلامية قاعدية لدعم قطر، مما يعد اعتراف رسمي من التنظيم بالدعم القطري سواء من خلال التمويل أو التزويد العسكري، وفي تهديد مبطن توعدت القاعدة بالرد على استهداف قطر، وذلك خلال محاولة لتصدير التهديد وكأنه صادر من قطر وليس من التنظيم الإرهابي نفسه باسم قطر، الأمر الذي يجعل أصابع الاتهام تشير نحو دويلة قطر الراعية للإرهاب.

وفي هذا السياق قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن المتوقع وجود رد فعل قطري بعدما شاهدت من قرارات قطع العلاقات بها، خاصة وأن الدوحة تربطها علاقات قوية بينها وبين الجماعات الإرهابية وعلى رأسها القاعدة، وبالتالي في ظل الضغوط التي تعيشها دولة قطر، أصبحت ترى الانتقام باستخدام ما هو متاح وغير متاح هي أبلغ وسيلة للتعامل مع المشهد.

وأضاف فهمي، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن كل الشواهد تؤكد تورط قطر بما انها أولى الدل الراعية للإرهاب والتي تسعى إلى انتشاره في المنطقة لتحقيق مكاسب خاصة بها، مؤكدًا أن قطر وإيران تحاول أن تعبث باستقرار وأمن الدول التي تحارب الإرهاب، كأداة للضغط.

بينما تشار أيضا أصابع الاتهام لتنظيم داعش الإرهابي، لكونه من أكثر التنظيم التي تحمل فكرا عدائيا ضد المملكة العربية السعودية، ووصف بعض علمائها بالمرتدين كما طالب بأكثر من مرة من تنفيذ عمليات ضد السلطات السعودية.