الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"عيد الفطر" في اليمن بنكهة الرصاص والمدافع وفراق الأحباب.. المواطنون يشكون ارتفاع أسعار السلع.. وتدهور الوضع الصحي والإنساني جراء الصراع الدائر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستعد المدن اليمنية لاستقبال عيد الفطر المبارك، وسط حالة الحرب التي تعيشها، عقب انقلاب ميليشيات أنصار الله الحوثي، وأتباع المعزول علي عبد صالح، على الرئيس الشرعي للبلاد، عبد ربه منصور هادي، والذي تسبب في حالة من الخراب والدمار في جميع أرجاء اليمن.


ومع دخول العيد، اشتكى مواطنون يمنيون من الارتفاع الملحوظ الذي أصاب أسعار السلع الأساسية، بسبب والإقبال المتزايد على الأسواق والمراكز التجارية لشراء مستلزمات العيد التي قفزت أسعارها في وجه المواطن اليمني البسيط.

ويشهد اليمن تدهورًا كبيرًا في الوضع الصحي والإنساني، جراء الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عامين، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، ارتفاع عدد الوفيات جراء الإصابة بوباء الكوليرا في اليمن إلى 1265 حالة منذ 27 أبريل الماضي، أن عدد الحالات التي يشتبه في إصابتها بوباء الكوليرا في اليمن تستمر في الارتفاع، مشيرة إلى أنها سجلت 983،192 حالة اشتباه.

ولا يستغني اليمنيون عن عاداتهم وتقاليدهم في المواسم والأعياد، حيث يمثل العيد في اليمن الفرصة الوحيدة لسرقة الفرحة وسط كل الأحزان التي تعيشها الأسرة اليمنية، ويتحول إلى مهرجان للمصافحة، فيقبل اليمنيون على بعضهم البعض يتصافحون ويتعانقون وينسون خلافاتهم، وهو ما يتمنونه أن يكون هذه السنة، بأن تنتهي الحرب وتعود الحياة كما كانت من قبل، ويعود الأطفال إلى الشوارع لتفريغ شحناتهم وممارسة هواياتهم في اللعب والمرح والابتهاج والتنزه في الحدائق وزيارة الأقارب.


وتختلف طقوس الأعياد الدينية في اليمن من منطقة إلى أخرى بحسب التقاليد المعتادة لكل منطقة، وتمتزج ما بين زيارات الأهل والأقارب والجيران وإقامة الولائم والرحلات الترفيهية وبين زيارة مناطق مجاورة للتعرف على عاداتها وتقاليدها في هذه المناسبة، فضلا عن جلسات السمر الليلية والاجتماعات وغيرها وتكون فرحة العيد في اليمن بحسب الإمكانيات،

وبعد صلاة العيد تذهب النساء الي المقابر لزيارة كنوع من الولاء للأهالي وقراءة القران، فيما ينصرف الرجال سريعا الي مجالس القات من أجل تناوله بعد حرمان طول شهر رمضان الكريم.

ومن مظاهر العيد المثيرة للإزعاج، بحسب المراقبين، انتشار الألعاب النارية وإغراق الأسواق بها، ويقترن عيد الفطر عادة مع بروز ظاهرة الألعاب النارية لدى الأطفال الذين يبدأون في إشعالها ابتهاجا بالعيد، وفي ظل ظروف الحرب الدائرة، فقد أصبح العيد يجعل من أطفال اليمن يعيشون أجواء معارك لم تنته.

وتطورت لعب أطفال اليمن في عيد الفطر الماضي من المسدسات المائية التي تطلق قطرات مياه من فوهتها إلى بنادق قناصة وكلاشنيكوف بلاستيكية، حيث صارت البنادق لعبة رئيسية في متناول الأطفال يخوضون بها معارك شرسة مع أصدقائهم في سلوك وصفه مراقبون بـ"الخطير وغير الطبيعي".

ويرى محللون أن تطور لعب الأطفال في اليمن إلى هذا المستوى من الألعاب القتالية وتقليد سلوك المقاتلين ليسا سوى محاكاة للحروب الحقيقية التي تخوضها الجماعات المسلحة في أنحاء من البلاد.

وغالبا ما تستقبل المستشفيات ضحايا وجرحى نتيجة معارك لأسلحة الصغار، حيث تؤدي بعض الذخيرة (كرات بلاستيكية صغيرة) للكلاشنيكوف البلاستيكي إلى فقدان بعض الأطفال لأبصارهم، وفي أحسن الأحوال تهددهم بالعمى المؤقت إذا أصابت هدفها وسط العين.

وفي تعز وسط غياب المعايدات والتهاني بشكلها التقليدي كما درجت العادة، عيد بنكهة الرصاص وصوت المدافع التي أزاحت عن السماء أصوات الطيور ومرح الأطفال ومشاكساتهم العفوية التي تزين اجواء العيد بحضوره

يعيش سكان مدينة تعز العيد هذا العام وهم يزدادون تحسرًا على ما حل بحياتهم، والأمر لا يتعلق فقط بفظاعة الفتك والتدمير الذي يتعرضون له جراء الحرب الدائرة فيها منذ أكثر من عام، التي خلفت عشرات آلاف من القتلى والجرحى والنازحين ؛ بل الحصار الخانق الذي ساهم في اتساع رقعة معاناتهم والتردي المريع في وضعهم الإنساني.