رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الألعاب النارية "نار" في العيد

نكشف طرق التجار للالتفاف على قرار حظر استيرادها

الألعاب النارية
الألعاب النارية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
البوابة داخل وكر الألعاب النارية بالعتبة 
الصاروخ المصري ثمنه جنيه ونصف... والمستورد يصل ثمنه 45 جنيه 
شرطة التموين تلاحق تجار الألعاب النارية وتضبط شحنات هائلة قبل تهريبها داخل البلاد 
خبراء أمن: عواقبها خطيرة وعقوبة حيازتها غير كافية ويجب تغليظها 

في العيد تنتشر تجارة الألعاب النارية غير المشروعة، التى تشهد إقبالًا شعبيًا رغم خطورتها، ورغم تحذير الجهات الأمنية من مخاطرها ومطاردة صانعيها وبائعيها، فإن تداولها يستمر من قبل البعض عبر عدد من المحال والأكشاك الصغيرة بأسماء وأحجام وأنواع مختلفة لشرائها والعبث بها كأهم ألعاب العيد. «البوابة» حاولت اختراق أسواق الألعاب النارية، والوقوف على الطرق والسبل التى يتبعها التجار والمستوردون فى الالتفاف على قرار حظر استيرادها، لترسم خريطة منذ دخول هذه المنتجات المحظورة بلادنا حتى وصولها إلى يد أطفالنا. وما بين بمب وصواريخ وليزر ومدافع ورق، تتنوع الألعاب، وتختلف جنسية المنشأ، كما تختلف أسعارها وبالتالى الطبقات الاجتماعية التى تشتريها. واستطلعنا رأى خبراء أمن، للوقوف على روشتة للتصدى للظاهرة، تبدأ بمراقبة الموانئ وتمتد إلى التوعية الأسرية بخطورة هذه الألعاب.


تشهد إقبالًا كبيرًا رغم خطورتها
فى العتبة.. الصاروخ المصرى بـ١٥٠ قرشًا والصينى بـ٤٥ جنيهًا
داخل شارع صغير فى منطقة العتبة بدأت مظاهر الاحتفال بقدوم عيد الفطر مبكرا، فالإقبال على شراء المستلزمات كان واضحا والأعداد لم تكن قليلة، ولكن ما كان ملاحظا فى هذا التوقيت هو إقبال الأفراد على شراء الألعاب النارية بمختلف أنواعها وأحجامها، على الرغم من أنها تمثل خطورة على مستخدميها خاصة ما يمكن أن يصيب العيون، وقد تتسبب فى العمى فى بعض الحالات القوية، أما قوة انفجارها فتؤثر أحيانًا على طبلة الأذن وتسبب للطفل مشكلات فى السمع، وغير ذلك من الأضرار الجسيمة.


«البوابة» حاولت اختراق عالم الألعاب النارية ومعرفة كل شىء عنها. كان اللقاء الأول مع «مصطفى» شاب لم يتجاوز العقد الثالث بعد يقف فى بداية الشارع المشار إليه، بالقرب من سيارة صغيرة تحتوى على كمية من الألعاب النارية المختلفة وبسؤاله عن محتوياتها، رد قائلا: دى شغلتى الوحيدة اللى باكل منها عيش.
وأضاف مصطفي: «فى السنوات الماضية كانت الأمور تسير بشكل أبسط، وكان الشغل أكثر والبضاعة متوفرة لدى البائعين، لكن مع مرور الوقت خاصة هذا العام لم يتمكن أحد منا من الحصول على الأنواع المختلفة من الألعاب النارية، لأن الاستيراد والتصدير متوقف منذ فترة والبضاعة تجرى مصادرتها من الميناء، وتمكن رجال الشرطة خلال الفترة الماضية من ضبط أكثر من حاوية تحتوى على كمية كبيرة من الألعاب النارية تقدر بـ ١٦ مليون جنيه وتمت مصادرتها، على الرغم من أنها لو دخلت البلاد وتم توزيعها على البائعين ستحقق أرباحا تصل إلى ٣٠ مليون جنيه بس هما اللى خسروا كتير.


وعند سؤاله عن أنواع هذه الألعاب قال «مصطفى»، إنها متعددة ومتنوعة مثل علبة الصواريخ الصغيرة التى تحتوى على ١٥ صاروخا ثمنها ٣ جنيهات، والصاروخ الواحد يباع بجنيه ونصف الجنيه، ويأتى فى المرتبة الثانية «البمب الصيني»، وهو عبارة عن علبة بداخلها ٥٠ واحدة تباع بـ ١٥٠ قرشا، بالإضافة إلى وجود البمب المصرى ويتمثل فى كيس صغير بداخلة ١٥ واحدة تباع الواحدة منه بـ٤ جنيهات. وتابع «مصطفي»: «هناك نوع منها عبارة عن كيس صغير بداخله الألعاب النارية يبلغ عددها ٤٠ واحدة تباع كل منها بـ ٣ جنيهات فقط».


وعلى بعد مسافة من كريم، يقف محمد رضا الملقب بـ«محمد صواريخ» وهو فى مقتبل العمر لم يتجاوز العشرين عاما يمتلك مكانا صغيرا يقف فيه لبيع مثل هذة الألعاب، كان مشغولا للغاية ويتردد علية الكثير من الأفراد من كل الطبقات، البعض منهم يشترى الألعاب بكميات كبيرة والبعض الآخر يسأل عن الأسعار فقط ويغادر فور سماعه لها، لأن أسعار الألعاب شهدت ارتفاعا ملحوظا عن العام الماضى، وبالاقتراب منه وسؤاله أشار إلى أنه لم يتمكن من توفير الكميات المطلوبة منه هذا العام، بسبب توقف استيراد هذه المنتجات من الصين باعتبارها المكان الوحيد لتصنيعه، ومن لديه كمية منها يبيعها بأسعار أغلى من العام الماضى على الرغم من أن معظم الألعاب المتوفرة هى صناعة مصرية وتتمثل فى الخرطوش وهى عبارة عن علبة بداخلها ٥ قطع تباع الواحدة منه بمبلغ ٥ جنيهات أى فى متناول الجميع، وهناك نوع آخر جديد ظهر فى الفترة الأخيرة عبارة عن علبة مربعة الشكل تحتوى على نوع من الألعاب تسمى هدايا الشيكولاتة العلبة الواحدة تباع بـ٤٠ جنيها. يكمل «صواريخ»: «هناك أيضا ما يسمى بالليزر وهو عبارة عن قطعة صغيرة شبه قرص التليفون توضع على الأرض وتدور بسرعة ثم يخرج من داخلها نور، العلبة بها ١٢ واحدة يبلغ ثمن الواحدة ٧ جنيهات ونصف، كما يوجد ما يسمى اللحمية وهى أسطوانية الشكل بداخل العلبة ١٠ قطع يبلغ سعرها ٤٠ جنيها، الكرة وهى تشبه شكل «البيضة»، ويتم قذفها فى الأرض لتحدث صوت انفجار ولكنه ليس قويا، ثمن العلبة الواحدة ٥٠ جنيها. وعلى الجانب الآخر هناك ما يسمى بـ«اللبوس»، وهى مجموعة من الألعاب التى تشبه الأسطوانات الصغيرة توضع على الأرض لتخرج فلاشا وصوتا خفيفا، يتم بيع العلبة بـ ٦٠ جنيها بداخلها ٤٠ واحدة، كما أن النافورة واحدة من هذه الألعاب التى يزداد الطلب عليها وتأتى العلبة بداخلها ١٥ واحدة يقدر ثمنها بـ ٤٠ جنيها، وحينما يتم بيعها كل على حدة تباع الواحدة بخمسة جنيهات وتستمر مضيئة ما يقرب من نصف ساعة متتالية، كما أن هناك ما يسمى بالصاروخ وهو عبارة عن عامود قد يبلغ طولة ٢٥ سم يكون بداخله ٨ طلقات مضيئة يتم استخدامه فى الأفراح والمناسبات، ويبلغ سعر الواحد من ٤٥ جنيها، ويكون بداخل العلبة ١٢ صاروخا بإجمالى مبلغ ٣٦٠ جنيها، أما فيما يخص المدفع الورق فهو عبارة عن أسطوانة صغيرة يتم لفها لتخرج منها أوراق ملونة كثيرة تباع الواحدة منه بـ١٠ جنيهات، يعتبر كل ما سبق أمورا عادية وفى متناول الجميع معظمها صناعة مصرية فيما عدا البمب الصينى، فهو المنتج الوحيد غير المصرى، وتكون الكرتونة بداخلها ٥٠ علبة يقدر ثمنها بـ٣٥٠ جنيها.


خبراء طالبوا بسن تشريعات لتجريمها
روشتة أمنية: منعها يبدأ من المنزل.. وحيازتها جريمة
قال اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق إن الألعاب النارية أصبحت ظاهرة من الظواهر السلبية التى انتشرت فى الآونة الأخيرة على الرغم من أخطارها الصحية والاجتماعية فبائعوها يقومون بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها خاصة مع الاحتفالات بالأفراح والمناسبات العامة والأعياد. وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الألعاب النارية غير مصرح باستخدامها مطلقا فى مصر ومجرمة، وأن تلك الألعاب التى تطلق فى الاحتفالات الرسمية كأعياد ٦ أكتوبر و٢٣ يوليو وغيرهما من الأعياد والاحتفالات القومية تتم تحت إشراف كامل من القوات المسلحة والفرق الهندسية وخبراء الحماية المدنية والمفرقعات وتطلق وفق إجراءات معينة تضمن بنسبة ١٠٠٪ عدم التسبب فى أى خسائر. وأوضح نور أن أغلب الألعاب النارية والمفرقعات التى تدخل مصر تكون قادمة من الصين، وتدخل إلى البلاد عن طريق المؤانى من خلال تخبئتها فى الطرود والرسالات والكونترات المحملة بالبضائع المختلفة، وتدخل أحيانا تحت أعين بعض رجال الموانئ من ضعاف النفوس مقابل مبالغ مالية يحصلون عليها كرشاوى، إضافة إلى سهولة تهريبها بين الأمتعة الشخصية للقادمين عبر المنافذ الحدودية للبلاد. من جانبه قال اللواء مجدى البسيونى، الخبير الأمنى، إن مخاطر تلك الألعاب النارية جسيمة للغاية صحيا فقد تتسبب فى الإصابة بالحروق والجروح وغيرها واستنشاق السموم التى تصدر منها، وهو أمر مضر بالصحة بالإضافة أنها تثير القلق بين الجيران عند استخدامها بالإضافة إلى أنها تتسبب فى كوارث وإشعال للحرائق والتى تتسبب فى خسائر بشرية ومادية ضخمة.
وأوضح البسيونى أن التصدى لظاهرة استخدام الالعاب النارية يعتمد على ٣ أشياء تبدأ من رب الأسرة من خلال تعليم الأطفال الصغار مخاطرها وأضرارها ومنع الأولاد من استخدام تلك المواد وتوجيه الأبناء بالابتعاد عن استخدامها وعدم تداولها بينهم، بالإضافة إلى متابعة أبنائهم من خلال مشترياتهم. كما أن للأجهزة الأمنية والشرطة دور كبير فى اتخاذ إجراءات رادعة وصارمة للقضاء على هذه الظاهرة وذلك من خلال تنفيذ القوانين ومعاقبة الأشخاص أو أصحاب المحال التجارية التى تقوم ببيع وترويج الألعاب النارية وكذلك مصادرة الكميات الموجودة فى الأسواق وإتلافها وتقديم مستخدميها والمتاجرين بها للعدالة لينالوا جزائهم. والردع الثالث من خلال سن تشريع واضح لردع كل من يتاجر بالألعاب والمفرقعات النارية أو يقوم بتوزيعها أو بيعها على المواطنين.
وعن استخدمها فى صناعة المتفجرات قال البسيونى إن استخدام تلك المواد فى تصنيع المتفجرات ضعيف جدا بالمقارنة بالمواد المستحدثة، ولكن من خلال تلك المواد يمكن استخدامها فى إثارة الفزع. وأوضح البسيونى أن الأجهزة الأمنية تقوم بالتخلص من تلك الألعاب النارية والمفرقعات المضبوطة عن طريق إتلافها بواسطة خبراء الحماية المدنية سواء عن طريق المياه أو غيرها من الطرق. وأضاف ذكى أن مهربى تلك المواد يلجأون إلى إدخالها عن طريق إعداد أوراق بأسماء أشخاص مجهولين لإدخالها عبر المؤانئ والهروب من العقوبة فى حالة ضبط تلك المواد. ومن جانبه قال الدكتور الخطيب محمد الخبير القانونى إن القانون لا يوجد به نص صريح يجرم حيازة أو إحراز أو تصنيع او استيراد الألعاب الناريه، وإنما النص الموجود بقانون العقوبات متعلق بتجريم المفرقعات حيث نصت الماده «١٠٢ أ» من قانون العقوبات على أن (يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة كل من أحرز مفرقعات أو حازها أو صنعها أو استوردها قبل الحصول على ترخيص بذلك، ويعتبر فى حكم المفرقعات كل مادة يدخل تركيبها ويصدر بتحديدها قرار من وزير الداخلية، وكذلك الأجهزة والآلات والأدوات التى تستخدم فى صنعها.


رغم حظر الاستيراد.. رحلة دخول «الشماريخ» إلى مصر
هناك طريقتان لدخول الشماريخ المحظور استيرادها إلى مصر الأولى من خلال حاويات تابعة لبعض شركات الاستيراد والتصدير العاملة بمجال شحن لعب الأطفال والملابس الجاهزة التى يكون مخبأ بها كميات كبيرة من الألعاب النارية، والطريقة الثانية من خلال العاملين بمخلفات السُفن بميناء إسكندرية وبورسعيد ودمياط والسويس.
تتواجد الشماريخ فى مناطق عدة فى مصر أهما ميدان العتبة بالقاهرة حى الأربعين والغريب فى السويس وتوجد أيضا فى ميناء بورسعيد وميناء دمياط ومنطقة المنشية بالإسكندرية. 
وتنقسم الشماريخ الى عدة أنواع فمنها الألمانى الصنع وهو الأفضل من بين مختلف الأنواع ومنها الصينى والبرازيلى الصنع وهما يحدثان صوت كبيرا عند إشعالهما وتزايدت أسعار الشماريخ فى السنوات القليلة الماضية نظرا لزيادة الإقبال عليها من مجموعات عدة أبرزها الأولتراس، جماعة الإخوان التى تستخدم عددًا من أنواع الألعاب النارية ومنها التى تؤذى الشرطة والمواطن وتحتوى على كمية كبيرة من البارود.
يشتهر ميدان العتبة بالقاهرة بوجود بائعى الألعاب النارية الذى يعتبر من أكبر الميادين التى تبيع الشماريخ والألعاب النارية وأكثر الألعاب النارية إقبالًا هى «العصاية» وأسعارها كالتالي: «١٠ طلقات بـ ٣٥ جنيها، و٥ طلقات بـ ٢٥ جنيها»، هذه الأسعار ترتفع أثناء المظاهرات ويرتفع معدل البيع عن الأيام العادية وأضاف مواطنون أنه لا وجود لرقابة من أى جهة على الباعة فى العتبة.
بعض الشماريخ يتم صُنعها ببعض المناطق داخل مصر مثل عزبة أبوحشيش والمرج الجديدة والعشوائيات القريبة من المحاجر ويُطلق على اسمها شمروخ شمعة وقنابل البراشوت يُلصق عليه بأنه مصنوع فى الصين وغالبًا ما يتم الاتجار فيه خفية بمنطقة العتبة أسعاره لا تزيد على ٧٠ جنيها، وأن الإقبال على شرائه يكون ضعيفًا لأن ضغطه وكفاءة عمله أقل من شماريخ مخلفات السُفن والشماريخ المستوردة بطريقة غير شرعية، كما أنه يظل مشتعلًا لفترة طويلة تصل إلى ضعف المدة بالنسبة للشماريخ الأخرى ويمكن استخدامه أيضًا مرتين متتاليتين.