الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

باحث أثري: "العيدية" أصلها فاطمي

 الباحث الأثري أحمد
الباحث الأثري أحمد عامر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الباحث الآثري أحمد عامر: إن "العيدية" تعتبر أحد أهم طقوس العيد، التي لا تكتمل فرحة العيد بدونها، وجاءت كلمة "عيدية" من كلمة "عيد"، وتعني "العطاء" أو "العطف"، وهى لفظ إصطلاحى أطلقه الناس على النقود والهدايا التى كانت توزعها الدولة خلال عيد الفطر وعيد الأضحى على العامة، والعيدية تضفى جمالًا وبهجة على أجواء العيد، وينتظرها الأطفال من عيد إلى عيد، حتى تتاح لهم فرصة الخروج مع أصدقائهم وشراء كل ما يرغبون فيه، و"العيدية" من العادات القديمة التى مازالت محتفظة ببريقها وأصالتها منذ مئات السنين.
وتابع "عامر" أن العيدية ظهرت فى مصر خلال العصر الفاطمى، وكان يطلق عليها أسماء من بينها "الرسوم" أو "التوسعة"، حيث كان الفاطميون يحرصون على توزيع النقود وثياب العيد على المواطنين خلال الأعياد؛ وقد خصص الفاطميين قديمًا 16 ألف دينار لتقديم الثياب إلى الناس قبل العيد، وعندما كان الرعية يذهبون إلى قصر الحاكم لتهنئته بالعيد كان يغدقهم بالنقود الذهبية من شرفة قصره، وإستمرت تلك العادة خلال العصر المملوكى أيضا، لكن المماليك أطلقوا عليها اسم "الجامكية"، والتى تعنى "المال المخصص لشراء الملابس"، وبعد ذلك تم تحريفها لتصبح "العيدية"، وكانت تقدم وسط طبق من الحلوى للأمراء ورجال الدولة كهدية من الحاكم.
وأشار "عامر" أن قيمة العيدية كانت تختلف على حسب الرتبة والمكانة الإجتماعية، فالبعض كانت تقدم لهم العيدية على هيئة دنانير ذهبية وآخرون يحصلون على دنانير من الفضة، أما الأمراء وكبار رجال الدولة فكانت تقدم لهم العيدية فى شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية بجانب الحلوى والمأكولات الفاخرة، أما في خلال العصر العثمانى إتخذت العيدية أشكالًا أخرى، فبدلًا من أن يتم تقديمها للأمراء ورجال الجيش على هيئة دنانير ذهبية أصبحت تقدم للأطفال فى صورة هدايا ونقود وهو نفس التقليد المتبع فى وقتنا الحالى منذ مئات السنين.