الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

قانون أصحاب التكاتك: "لو هتلبسي بنطلون ممنوع تمشي في عزبة النخل"

صورة من الملابس المرشوش
صورة من الملابس المرشوش عليها بالكلور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشرت ظاهرة غريبة منذ شهرين تقريبا في منطقة عزبة النخل التي تقع شرق القاهرة، وتقسم أجزاؤها على ثلاثة أحياء "حي المطرية، المرج، الخصوص" بين محافظتي القاهرة والقليوبية، بدأت هذه الأزمة برش "كلور" على الفتيات أثناء خروجهن من محطة مترو عزبة النخل، وسيرهن في شارع غرب السكة الحديد أو شارع الفريد الذي يقع أمام محطة المترو مباشرة، وبالرغم من أن الكلور من المواد المشتعلة، قام سائق توكتوك بإلقائه على ملابس فتاة تُدعى نُهي سليم بالتركيز على "البنطلون" بالتحديد، ثم هرب مسرعا، لم تبد نُهي في البداية أي اهتمام للحدث ظنا منها أن السائق قام بإلقاء مياه عادية كنوع من أنواع المضايقات، التي يتعرضن لها كثيرا أثناء سيرهن في الشارع، استمرت بالسير في طريقها نحو المنزل، جنى شعرت الفتاة بحرارة في تلك المنطقة التي تم استهدافها من قبل سائق التوكتوك، وهنا كانت المفاجأة عندما نظرت نهي إلى بنطالها ووجدته مليئا ببقع بيضاء سائلة تزيد من حرارة الجلد عن الاحتكاك بالجسم، تحملت نُهي هذا المنظر القبيح، وذهبت بأقصى سرعة إلى البيت لتكتشف أن تلك المادة السائلة هي مادة الكلور، وأنها لا تستطيع انتزاع تلك المادة من ملابسها سواء بالغسيل أو بأي طريقة أخرى.
أخذت نهى بعض الصور لملابسها، وقامت بإرسالها إلى أحمد عماد أحد شباب المنطقة، ومدير الصفحة الخاصة بهن علي مواقع التواصل الاجتماعي، فقام أحمد بنشر تلك الصور بجانب قصة الواقعة لتحذير الفتيات وعدم تعرضهن لنفس الموقف، وهنا ظهرت أكثر من خمسة حالات تعرضت لنفس الموقف، بشوارع مختلفة بعزبة النخل، أبرزهن الأختان إنجي ومونيكا، أثناء سيرهما بشارع جمال عبدالناصر عائدتين من الكنيسة إلى المنزل الساعة التاسعة مساء، فقام شابان يقودان توكتوك بالوقوف والانتظار حتي مرت الاختان من امامهم وقاما برش مادة الكلور السابق ذكرها عليهما بنفس الطريقة التي سبق استهداف نهي بها بالرغم من اختلاف السائقان، بالاضافة الي دنيا طارق التي تم استهدافها بنفس الطريقة من قبل احد سائقي التوكتوك، في شارع اخر وهو شارع يوسف الدجوي الذي يقع بنفس المنطقة، و"بطة" بشارع اخر ولكن هذه المرة كانت بطةمرتدية "جيبة" مع صعوبة الوصول الي مركتبي الواقعة لعدم وجود ترخيص للتوكتوك، بالتالي عدم حمله لوحات معدنية تدل علي صاحبه، يمثل إلقاء ورش الكلور علي ملابس الفتيات جزء بسيط من الازمة الحقيقية التي يمثلها انتشار وجود التوكتوك بالمنطقة بشكل كبير، ومن اهم المشكلات الاخري التي يواجهها سكان المنطقة بسبب التوكتوك، البلطجة، شلل مروري دائم امام محطة المترو، سرقة بالاكراه ثم الهروب مسرعين، معاكسات ومضايقات بالالفاظ والافعال، امساك وشد المواطنين اثناء خروجهم من محطة المترو لتوصيلهم حتي لا يقوم الزبون بركوب توكتوك اخر، مشاجرات دائمة بينهم بعضهم البعض تصل احيانا الي استخدام اسلحة بيضاء ونارية مما يسبب الذعر للمواطنين، هذا بالاضافة الي اكثر من واقعة سرقة شنط كتف سيدات وخطف الهواتف المحمولة من ايدي المارة، اكثر من 10 حالات خطف اطفال يقوم بها سائقي التوكتوك ويهربون مسرعين بشهادة الاهالي دون حساب رادع لهم، وتظهر المعاناة الكبري عندما يقوم المتضررين بالذهاب الي قسم شرطة المطرية لعمل محضر ومحاولة ضبط واحضار الجاني، يتم تبليغهم من قبل القسم ان تلك المنطقة التي حدثت فيها الواقعة ليست تابعة لقسم المطرية، فيذهبون الي قسم شرطة المرج، لعمل اللازم لاحضار الجناة، تبليغهم للمرة الثانية من قسمين شرطة مختلفين بأن مكان الحادث غير تابع لهم، وعند ذهابهم لقسم شرطة الخصوص لا يتم اتخاذ اي اجراء مختلف عن قسمين الشرطة السابق ذكرهم ويتم ابلاغ المجني عليه ان مكان الحادث ليس تابع لقسم شرطة الخصوص.
تابعت "البوابة" ازمة رش الكلور وقمنا بالركوب مع سائقين توكتوك بمنطقة عزبة النخل كزبائن عاديين، وبالدردشة معهم اثناء الطريق، حول هذه الازمة التي ظهرت مؤخرا، في البداية قال احدهم انه لا يفعل هذا الفعل السيء، واضاف "البنات تستاهل" حيث انه يري من وجهة نظره ان ارتداء الفتاة لبنطلون ضيق يدل علي سوء سلوكها، مما يدفع بعض زملاءه بإلقاء الكلور عليهم، لعدم ارتداء مثل هذا البنطلون مرة أخرى، وعند إخباره بأنني أعرف فتاة تم إلقاء هذه المادة عليها بالرغم من ارتدائها "جيبة"، كانت إجابته عبارة عن سب وشتم زملائه، وتابع "معلش يا أستاذ عيال قليلة الأدب".
ومن جانب آخر قال سائق توكتوك إنه يعرف من يقوموا بذلك السلوك جيدا، وأنهم يحاولون التأثير على زملائهم من سائقي التوكتوك، حتى يشتركون معهم في ذلك الفعل السيئ، محاولين إقناعهم بأن انتشار ذلك الفعل سيسبب ذعرا وقلقا لدى الفتيات من سيرهن بمفردهن في الشارع، مما سيدفعهن إلى ركوب توكتوك بمجرد خروجهن من محطة المترو، أو أقرب توكتوك أمامهن لتوصيلهن إلى المنزل، مشيرا إلى أنهم يقولون "أهي منها فلوس ومنها راكب معاك واحدة حلوة".