الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

خطيب بالدقهلية: إخراج الصدقات دليل على صدق الإيمان

خطبة -صورة ارشيفية
خطبة -صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر، خلال خطبة اليوم بعنوان (فضل الصدقات وسبل تعظيم ثوابها)، أن من ثوابت الاسلام انه دين يحث على البذل والعطاء والانفاق ويكره ويندد بالبخل والشح لأنه مرض يضر بالمجتمع وبصاحبه أيضًا، لقوله تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيههم بها وصل عليهم ان صلاتك سكنا لهم).
وأضاف: علينا أن نتفهم هذه الكلمات، إن السؤال يوم القيامة ليس فقط عن الصلاة، هل صليت أم لم تصل؟ صمت أم لم تصم؟ وإنما السؤال أيضا لماذا كان هناك فقراء جائعون ولم تتحمل المسؤولية تجاههم وأنت قادر على ذلك بما أنعم الله عليك بنعمة المال وهذا خاص بالأغنياء، فعليهم مسئولية أكبر من غيرهم وأسئلة خاصة بهم، فسوف يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه.
وأضاف أن القرآن حل مشكلة الفقر في آية (( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو))، والعفو أي الفائض عن حاجتك فلو كل إنسان اكتفى بحاجته فقط لتغير حال المجتمع للافضل ولينظر كل انسان فى بيته وملابسه واحتياجاته فسوف يجد الكثير فائضا عن حاجاته وربما يشغل مكانا عنده فلماذا لاتخرج هذا الفائض لاخرين هم فى اشد الحاجة إليه.
وتابع قائلا: "لقد سمعت عن مجتمعات حينما يريد الشخص شراء جهاز جديد مثلا تلفزيون ثلاجة غسالة فيأخذ الثلاجة القديمة او الغسالة القديمة ويضعها فى الشارع ليأتى بعد ذلك انسان اخر فى حاجة اليها ويأخذها وسمعت عن أشخاص إذا دخل مطعمًا فيطلب مثلا 4 سندوتشات ويعلق 4 أخرى لأى إنسان آخر محتاج أن ياكل وليس معه نقود فيسأل صاحب المطعم هل لديك حاجة معلقة فيقول نعم ويعطيها له وهكذا الأفكار كثيرة، المهم التطبيق".
وأشار إلى أنه في عهد رسول الله حينما يكون شيء عاجل عندنا مثلا يقطع التلفزيون برامجه ليذيع خبرًا عاجلًا فى عهد النبي كان الخبر العاجل أن يجمعوا الناس فى المسجد ويصعد الرسول المنبر ويقول الخبر وهذا خبر عاجل فى عهد النبي فانظروا كيف كان الحل السريع رغم قلة الإمكانيات.
وتابع قائلا: "وفى صورة من أروع صور التكافل الاجتماعى عن أبي عمرو جرير بن عبدالله رضي الله كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلال فأذن وأقام ثم صلى ثم خطب فقال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } إلى آخر الآية { إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } وقال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. 
وأضاف أننا نحن اليوم وفى المجتمع صور كثيرة من أصحاب العوز والحاجات وللأسف أحيانًا نجد بعض الأغنياء قد يشغل نفسه بنوافل العبادات؛ لانها مجانا عن فرائض الإطعام وواجبات التصدق على الفقراء الخاصة بالأغنياء ولذلك اثنين من السلف واحد يقول للآخر فلان الغنى يصوم النهار ويقوم الليل، فقال له: مسكين ترك حاله ودخل فى حال غيره، إنما حال هذا ان يطعم الطعام ويتصدق على الفقراء ويفرج عن أصحاب الحاجات.
وتابع قائلا: "قيل للخليفة الخامس عمر بن العزيز وكان يقدم الاولويات فقيل له اصرف لنا مالا لكسوة الكعبة قال انى ارى أن اضعها في اكباد جائعة أولى من كسوة الكعبة"
واشار الى ان إخراج الصدقات وممارستها دليل على صدق إيمان ويقين فى الله فى القول والعمل وهو ترمومتر ومقياس تدينك على تدين صحيح ام تدين شكلى مظهرى كما ان هناك انواع من الصدقات يحتاجها المجتمع فمن الناس من لايملم المال فهل عجز عن الصدقة انه لديه نعم اخرى عنده الصحة يستطيع المساهمة بها فى قضاء مصالح والتيسر ومساعدة الاخرين زكاة عن صحتك هناك من يحمل العلم فهو صدقة يتصدق به على الناس لنفعهم ايضا هناك من يستطيع قضاء حوائج الناس بما لديه من معارف ومنصب فعليه ان يتصدق بذلك
واوضح ان هناك حتى البشاشة والتبسم فى الوجه صدقة افضل من اانسان الفظ الغليظ العبوس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم تبسمك فى وجه اخيك صدقة.