يصمم الفنان مصطفى شعبان كل عام على إثبات عدم تغير عباءته فى مسلسلاته، وذلك منذ أكثر من 6 سنوات، بدءًا من مسلسل «العار» فى 2010، وانتهاءً بمسلسل «اللهم إنى صائم»، وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة التى توجه له كل عام سواء من النقاد أو الجمهور، إلا أن لديه ثقة «عمياء» على نجاحه فى الأداء والشكل المتكرر عاما بعد عام، وربما تأتى ذلك الثقة من تعاقده كل عام مع المنتج «تامر مرسي» على المسلسل الذى يليه، ما جعله «مرتاحًا» فى حصوله على دور البطولة فى جميع مسلسلاته المقبلة.
لم يستسلم مصطفى شعبان لفكرة تكرار «التيمة» فى مسلسلاته السابقة «العار»، «الزوجة الرابعة»، «مزاج الخير»، «دكتور أمراض نسا»، «مولانا العاشق»، و«أبوالبنات»، وهى التيمة التى تعتمد على إطلاق الإفيهات طوال حلقات المسلسل، إضافة إلى تجمع جميع بطلات العمل حوله، حيث إنه يظهر كل عام وهو «دنجوان رمضان» مهما كانت وظيفته، هذا بجانب امتلاكه المال طوال الوقت فى أغلب مسلسلاته، ما يؤدى إلى تعدد علاقاته النسائية وزيجاته.
واختار «شعبان» هذا العام أن يلجأ إلى «إفيه» جديد وهو «اللهم إنى صايم»، والذى يحمل اسم المسلسل أيضًا، وهو «إفيه» قديم ومستهلك فى الشارع المصري، ويردده شعبان فى المسلسل كلما يشعر بأنه سوف يكذب أو ينصب أو يفعل أى شيء معاد لتقاليد الصيام، وهى فكرة ليس بها أى جديد، فهو يحاول أن يشير إلى أن جميع من يدعون التدين هم أكثر من يكذبون وينصبون ولكنهم يتعمدون التخفى وراء ستار «الدين» لفعل ما يحلو لهم، وهى الفكرة التى تم طرحها فى أكثر من ١٠٠ عمل سينمائى ودرامى طوال الأعوام الماضية، هذا بالإضافة إلى أنه على الرغم من فشل مسلسلاته السابقة، إلا أن الإفيهات التى تضمنتها هذه المسلسلات علقت فى أذهان الشعب المصرى وكان أبرزها «إذا كان كده ماشي»، «كله بما يرضى الله»، «يتوب علينا ربنا»، و«حبيبى يا ربنا»، وذلك على عكس إفيه هذا العام، لم يلق أى تعليق من قبل الجمهور.
ولم يحتج تكرار مصطفى شعبان لنفسه طوال السنوات الماضية قوة ملاحظة، حيث وصل به الأمر إلى أن يصبح مادة للسخرية وضحية لهذا التكرار، ما أدى إلى تناوله فى بعض المسلسلات الأخري، وهو ما حدث بالفعل من خلال مسلسل «ريح المدام» الذى يقوم ببطولته أحمد فهمى وأكرم حسني، والذى قام فى إحدى حلقات المسلسل التى ضمت مشهدا كوميديا أكد فيه «حسني» أن أعمال مصطفى شعبان لا تختلف كثيرًا عن بعضها، فمن خلال مشاهدتك لعمل درامى واحد له ستتعرف على الأعمال الأخرى.
وبجانب كل ما سبق، يأتى الحديث عن أداء مصطفى شعبان التمثيلي، فلم يقتصر التكرار على «تيمة المسلسلات» بل وصل أيضًا إلى التكرار فى الأداء التمثيلى والدرامى له، خاصةً فى تعبيرات الوجه والضحكة والأداء الذى يراه البعض بالأداء «الأوفر» أو المبالغ فيه، حيث إنه لم يتغير طوال الـ٦ مسلسلات الماضية، لدرجة تجعل المشاهد لا يفرق بين جميع الشخصيات التى أداها فى جميع هذه المسلسلات، خاصةُ وأن الفرق الوحيد هو «اسم» الشخصية فقط لا غير.
ومن هذا المنطلق، يكون لمصطفى شعبان نصيب كبير من اسم مسلسله الجديد، حيث إنه بات «الصائم» عن النجاح طوال الفترة الماضية فى جميع ما يقدمه من أعمال.
