جنون الكرة لا يتوقف، لكن مذاق الساحرة المستديرة، فى شهر رمضان الكريم له طابع خاص، خاصة أن الشهر الكريم شاهد على العديد من المباريات التاريخية.
وتبقى مباراة الجزائر وألمانيا، التى جمعتهما ضمن فعاليات دور المجموعات بشهر يونيو من عام ١٩٨٢، خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، واحدة من أبرز المباريات التاريخية التي شهدها الشهر المبارك.
وسجل الجزائر أول مشاركة مونديالية، لـ«محاربي الصحراء» في البطولة التي أقيمت في إسبانيا، وظهر بشكل أكثر من رائع، وأدخل البهجة على الوطن العربي، عقب الفوز التاريخى على العملاق الألمانى (ألمانيا الغربية آنذاك)، بهدفين لهدف.
وفجرت الجزائر مفاجأة من العيار الثقيل في مباراتها الأولى في المونديال الأول في تاريخها عام ١٩٨٢ عندما تغلبت على ألمانيا الغربية ونجومها كارل هاينز رومينيجه وبول برايتنر ٢ـ١، وكانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني لولا تواطؤ الألمان والنمسا في المباراة الثالثة والأخيرة من الدور الأول.
وسبقت المباراة تصريحات اتسمت بالعجرفة من قبل الألمان، حيث تعهد المدرب الألماني يوب درفال بالعودة بأول قطار إلى ألمانيا في حال خسارة منتخبه، كما صرح لوثر ماتيوس «سأسجل بنفسى الهدف الثامن في مرمى الجزائر».
لكن نجوم الجزائر، كان لهم رأي آخر، وتمكن من تعطيل منتخب الماكينات، وخطف الفوز الغالي، في أكبر مفاجآت بتاريخ المونديال إلى جانب فوز الولايات المتحدة على إنجلترا ١ ـ صفر عام ١٩٥٠، وفوز كوريا الشمالية على إيطاليا عام ١٩٦٦.
وافتتح رابح ماجر التسجيل للجزائريين فى الدقيقة ٥٤، وأحرز لخضر بلومي، الهدف الثانى للخضر، قبل ربع ساعة من انتهاء المباراة.
وضمت تشكيلة المنتخب الوطنى يومذاك كلًا من مهدي سرباح وشعبان مرزقان ونور الدين قريشي ومحمود قندوز ومصطفى دحلب وفوزي منصوري ولخضر بلومي، ورابح ماجر وجمال زيدان وتاج بن صولة وصالح عصاد.
وخسرت الجزائر مباراتها الثانية ضد النمسا ٠ـ٢ ثم تغلبت على تشيلي ٣ـ٢، وانتظرت نتيجة مباراة ألمانيا الغربية وجارتها النمسا لمعرفة مصيرها.
وكانت النتيجة الوحيدة التي تقضي على آمال الجزائريين وتأهل ألمانيا والنمسا معًا، فوز ألمانيا الغربية بهدف واحد، وهذا ما حصل بالفعل، فبعد أن سجل هورست هروبيتش هدفًا بعد مرور ١١ دقيقة، نفذ المنتخبان «المؤامرة» وسط صافرات الاستهجان من الجمهور.
