الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

سوق العصر.. تأريخ لصراع منتفعي الثورات

لقطة من مسلسل سوق
لقطة من مسلسل سوق العصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك مقولة شهيرة تقول إن لكل ثورة منتفعيها ولكل نظام بشواته، انطلاقًا من هذه المقولة الشهيرة قدم الكاتب محمد صفاء عامر رؤيته الدرامية لبعض الأحداث السياسية التى تمت عقب ثورة 23 يوليو من خلال مسلسله الشهير «سوق العصر»
الذى قام بإخراجه هانى إسماعيل، بعد أن حول الكاتب أحداثه الحقيقية إلى أحداث درامية مستوحاة من مواقف حقيقية حدثت عقب الثورة.
مع بداية الألفية الثانية وبالتحديد فى عام ٢٠٠١ تم عرض مسلسل «سوق العصر» الذى دارت أحداثه حول أسرة المغازى التى ينتمى إليها منصور المغازى أحد شباب ثورة يوليو المؤمنين بمبادئها وأهدافها، وقام بتجسيد هذه الشخصية الفنان أحمد عبدالعزيز، وهى الأسرة التى تعيش فى أحد أحياء القاهرة الشعبية وقام كبيرها بمساعدة الضباط الأحرار وفتح أبوابه لهم لعقد اجتماعات مجلس قيادة الثورة، إلا أن الأحوال تتغير بعد قيام الثورة بسنوات ويرحل كبير العائلة عن الحياة، ليظهر أحد منتفعى ثورة يوليو الذى يرتبط بعلاقة ما بالضباط الأحرار وهو «حلمى عسكر»، الذى جسده الفنان الكبير محمود ياسين، صاحب الشخصية المتغطرسة والظالمة، التى لا تتورع عن فعل أى شيء واستغلال كل نفوذه للوصول إلى أحلامه المشروعة وغير المشروعة.
قدم صفاء عامر هذه التيمة السياسية التاريخية من خلال الصراع القائم بين «حلمى عسكر» وأسرة المغازى متمثلة فى «منصور وسيد المغازى» حول الفوز بالزواج من «شوق»، التى جسدتها الفنانة غادة عبدالرازق، تلك الفتاة الشعبية التى تعيش فى حارة المغازية وتتمتع بالكثير من الجمال، فيقوم «حلمى عسكر» بتلفيق تهمة الانتماء لخلية شيوعية إلى زوجها «سيد العايق» الذى جسده الفنان كمال أبو رية، ثم قام بتطليقها منه ليتزوجها.
استغل الكاتب هذه التيمة الفنية لإبراز الصراع بين الخير والشر، المتمثل فى مصداقية منصور المغازى وأسرته وإخلاصهم للثورة وسعيهم لتحقيق مبادئها وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، وهو ما يقابله فى شخصية حلمى عسكر وأعوانه من المستغلين للثورة وللقيادات السياسية ولنفوذهم الأمنى فى الوصول لأطماعهم، وقد استقى الكاتب محمد صفاء عامر التيمة الرئيسية لأحداث المسلسل من قصة حقيقية وقعت أحداثها عقب ثورة ٢٣ يوليو على يد عبدالمنعم أبو زيد، مدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر وحارسه الشخصي، الذى أراد الزواج من الممثلة سهير فخري، إلا أنها كانت متزوجة من الكاتب محمد حسن كامل المحامي، الذى رفض تطليقها لتتزوج من مدير مكتب المشير، فقام أبوزيد باستغلال نفوذه لإلقاء القبض على محمد حسن كامل وإيداعه فى إحدى مصحات الأمراض العقلية، ليخرج فى عام ١٩٦٩ ويسافر إلى لبنان، لتعود الفنانة سهير فخرى للعمل بالمجال الفنى مرة أخرى عقب نكسة ٦٧ والقضاء على رؤوس الفساد المنتفعين من ثورة يوليو. 
ما صاغه المؤلف صفاء عامر بجدارة من خلال شخصية حلمى عسكر الذى يستمد سلطانه من صلته بالثورة، كأنه يعيش فى عالم وحده لا شأن له بعمل سياسى أو تنظيمى متفرغا لخصومة شخصية خالصة لا تقوم على خلاف حول مبادئ أو غايات، بل تسعى إلى إرضاء نزوة أو شهوة مسيطرة عليه، فهو لا يلاحق سيد، زوج شوق، لأنه يعتنق منهجا معاديا للثورة، بل لأنه يشتهى زوجته، لذا يسوقه إلى السجن بتهمة الشيوعية، ثم يتزوج زوجته.