الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أوغندا تستضيف أول قمة رئاسية لدول حوض النيل.. مساعٍ مصرية لمحاولة حل أزمة المياه.. ووزير الخارجية يحمل توجيهات من "السيسي" لتقريب وجهات النظر بين الأشقاء الأفارقة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعقد غدًا الأربعاء ولمدة يومين بالعاصمة الأوغندية "كمبالا"، قمة رؤساء دول حوض النيل، ما يُعد حدثًا تاريخيًا فريدًا، لكونها القمة الأولى التي تجمع كل دول "الحوض"، ومن ثم تفتح المجال أمام استشراف مجالات رحبة للتعاون، تتجاوز ملف المياه، لتشمل قطاعات تنموية عديدة.
وتناقش القمة، النقاط الخلافية حول اتفاقية عنتيبي، والموقف المصري الجديد بشأنها عقب توقيع ست دول عليها من "حوض النيل".



اتفاقية عنتيبي.. ومشاركة مصرية بالقمة

وتنص الاتفاقية على أن التعاون بين دول مبادرة حوض النيل يعتمد على استخدام المنصف والمعقول للدول، ومناقشة وثيقة جديدة، تتضمن عددًا من المبادئ الحاكمة لإدارة مياه النيل، وآليات التعاون المشترك، وتحديد الخطوط الرئيسية لآليات التعاون بين دول حوض النيل بما يحفظ الأمن المائى للجميع، ويرسخ مبدأ عدم الضرر، على غرار اتفاق المبادئ الذي تم توقيعه، فيما يخص سد النهضة.
كما تشير إلى الدراسة الفنية للقيام بمشروعات، للاستفادة من الفواقد المائية المهدرة في الغابات، واستكمال مشروعات التعاون المشتركة، التي كانت قد أقرتها مبادرة حوض النيل، وتوقفت بعد توقيع اتفاقية عنتيبي بواسطة "إثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا ورواندا وبوروندي" في مايو 2010. 
ومن المتوقع أن تشارك مصر في القمة لفتح صفحة جديدة وتقديرا لجهود الرئيس الأوغندى موسوفيني، الذي ينادى بعقد قمة دول حوض النيل منذ عدة سنوات، لاعتقاده أنها يمكن أن تجد الحلول لكثير من مشكلات دول الحوض، التي فشل الفنيون والوزراء المختصون في إيجاد حلول صحيحة لها تضمن تحقيق الأمن المائى لكل دول الحوض والحفاظ على وحدة دول الحوض.



مساعٍ مصرية للتعاون مع دول حوض النيل

وتسعى مصر لبحث سبل التعاون مع جميع دول الحوض دون أي شروط وأنها تأمل في أن يدرك الأشقاء في حوض النيل أن جميع تجارب التعاون في أحواض الأنهار المشتركة في أفريقيا وغيرها من المناطق على مستوى العالم تأسست على مبادئ تحقيق المكاسب المشتركة وعدم الإضرار بمصالح أي دولة من الدول المشاطئة للنهر ومن ثم فإن دول حوض نهر النيل آن الآوان لأن تقدم نموذجا إضافيا لمثل تلك التجارب الناجحة.
وتوجه وزير الخارجية سامح شكرى، إلى العاصمة الأوغندية أمس الإثنين، لحضور الاجتماعات التحضيرية للقمة، واجتماع وزراء الخارجية لدول حوض النيل، حاملا توجيهات الرئيس السيسي ببذل كل جهد لتوفير عوامل النجاح للقمة والعمل على تقريب وجهات النظر والمواقف حول ملف مياه النيل من خلال التركيز على آفاق التعاون وتحقيق المكاسب المشتركة وتوسيع دائرة التعاون لتشمل جميع القطاعات التنموية، بل والتعاون الثقافي والأمني والتنسيق السياسي أيضًا وبما يحقق طموحات وتطلعات شعوب دول حوض النيل في التنمية والاستقرار والتحديث والتطوير.


الموقف المصري من الأزمة

كانت مصر جمدت عضويتها في مبادرة حوض النيل في أكتوبر 2010 م، كرد فعل بعد توقيع دول منابع النيل على اتفاقية "عنتيبي"، دون حسم الخلاف على الثلاثة بنود الخلافية التي لا تزال قيد البحث والتفاوض وهي الإطار المسبق بأى مشاريع تقام على النيل أو خطط مستقبلية تتعلق بنهر النيل، وتصويت الأغلبية على الاتفاقية الجديدة.
وهذا يمنح الدول الموقعة القدرة على حسم عملية التصويت لصالحها وتمرير كل المشاريع حتى لو اضرت بمصلحة دول المصب، وإدراج حقوق مصر والسودان التاريخية والقانونية في الاتفاقية الجديدة من محاور الخلاف الأساسية بين مصر والسودان وبين الدول الست التي رفضت إدراج الاتفاقيات السابقة ضمن الاتفاقية الاطارية الجديدة.
وشكل اتفاق عنتيبي، ضربة قوية لمبادرة دول حوض النيل التي تأسست عام 1999، فهناك اختلاف جوهرى في الرؤية المصرية السودانية لقضية مياه النيل ورؤية أغلبية أعضاء حوض النيل فمصر والسودان تؤكدان أن لهما حقوقا تاريخية وقانونية واحتياجات حيوية في مياه النيل أما الجانب الأفريقى فينظر إلى القضية على أنها حقوق عادلة تتساوى فيها كل الأطراف وأن الاتفاقيات القديمة نشأت في عهود استعمارية يجب ألا تسود الآن بعد التغيرات التي شهدتها القارة السوداء.



حقائق مهمة لضمان حقوق دول المنبع والمصب

ويرى المراقبون، أن هناك عدة حقائق مهمة ينبغى أن تكون أمام جميع دول حوض النيل، أولها أن الخلاف بين دول الأنهار، خاصة دول المصب والمنبع، خلافات قائمة في معظم أحواض الأنهار وتحتاج إلى صبر حيث تعتقد دول المنبع أن من حقها أن تفرض سيادتها الوطنية على الأنهار التي تنبع أو تجرى في أراضيها وأن دول المصب تجنى فوائد ضخمة على حسابها، وفي معظم الاحوال يطول التفاوض سنوات طويلة إلى أن تسود علاقات الثقة بين دول الحوض بأكمله وتفطن كل الاطراف إلى أهمية تعاون الجميع من أجل حسن استخدام مياه النهر وتعظيم موارده المائية.
وثانى هذه الحقائق، هي أن تدفق مياه النيل إلى مصر لا يضمنه فقط حقوقها التاريخية التي تنظمها اتفاقات دولية بضرورة استمرار سريانها إلى أن يتم التوافق على تغييرها ولكن ما يضمن تدفق مياه النيل إلى مصر أيضا ترتيبات كونية جغرافية يستحيل تغييرها جعلت روافد النيل في الهضبة الإثيوبية تمر في خوانق جبيلة ضيقة وعميقة ذات انحدارات ضخمة تجعل التحكم في مياه هذه الأنهار امرا مستحيلا خاصة أن المياه تكون محملة بملايين الأطنان من الرواسب التي يصعب وقفها.
وثالث الحقائق، أن نهر النيل يستطيع بموارده المائية الضخمة أن يكفى احتياجات جميع دول الحوض العشر إذا ركزت دول الحوض اهتمامها على المستقبل أكثر من اهتمامها بالماضى ونشطت في تعاونها المشترك من أجل تنمية موارد النهار وليس إعادة توزيع حصصه أو الأنتقاص من حقوق دول المصب.
و ترجع بداية الأزمة لمحاولات دول المنبع في تغير الاتفاقيات القديمة وإبرام اتفاق جديد ففي عام 2007 تم عقد مؤتمر لوزراء المياه في دول الحوض في "عنتيبى" حيث تم الاتفاق على رفع بند الأمن المائى إلى رؤساء الدول والحكومات بحوض النيل لحل الخلافات حول الصياغة وإحالة بند الأخطار المسبق عن المشروعات إلى الهيئة الفنية لدول حوض النيل وفي عام 2009 في اجتماع وزراء دول حوض النيل في "كينشاسا "نسقت دول المنبع السبع فيما بينها للضغط على دولتى المصب وخاصة مصر وفي يوليو من نفس العام اجتمع المجلس الوزارى السابع عشر لدول حوض النيل حيث سعت دول المنبع إلى فرض إقامة مفوضية لحوض النيل بغض النظر عن مشاركة دولتى المصب " مصر والسودان" عوضا عن الاتفاقيات القديمة لتوزيع حصص المياه من جديد.