الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

على باب الله.. الأسطى سيد: "نفسى أكون مهندس سيارات ويبقى عندي عربية جيب»

على باب الله

الأسطى سيد
الأسطى سيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ليس له اشتراك فى نادى الجزيرة ولا حتى السكة، ولا يعرف السكة إليهما، لا يشرب اللبن قبل النوم ويطفئ الآى باد، وتطبطبه أمه وتشد عليه الغطاء الوثير، «البريك فاست له رغيف لف من أبو شلن فول على طعمية»، له طقمين من الملابس أحدهما شتوى والآخر صيفى يغيرهما مع تغيير التوقيت أو مع الشرطة والجيش، فور انتهاء موسم الامتحانات لا يشكو من إجهاد العام الدراسى والضغط العصبى الذى تعرض له ويطلب تغيير جو فى أحد المنتجعات السياحية بالساحل الشمالى ولا بشرم الشيخ، فجل ما يعرفه هو شيخ الجامع.

سيد.. اسم وفعل رغم صغر سنه.. فالسيد من يطوع نفسه لا يطاوعه، «طالب فى الصف الثانى الإعدادى له شقيقان ووالده موظف «ولا يحتاج حال الأسرة لشرح وتفاصيل»، لذا فور انتهاء امتحاناته يخلع زيه المدرسى ويضع حقيبته، ويرتدى ملابس الشغل طيلة الصيف، راحته الأسبوعية الجمعة لا يخرج فيها ولا يلعب بل ينام نتيجة لتعب الأسبوع، فهو يفتح الورشة وزملاؤه فى التاسعة صباحا ويغلقها فى الواحدة صباحا، وفى رمضان يأخد ساعة راحة للإفطار ثم يعود، يعمل وهو صائم ولا يمسك بطنه ولا يشكو جوعا ولا عطشا، يحبه الزبائن لخفة ظله وحديثه معهم».

يقول سيد: «أنا من ساعة ما كنت فى خمسة ابتدائى وأنا بشتغل فى الإجازة علشان أحوش مصاريف السنة الجديدة وأجيب لبس المدارس وكتبى، وبصراحة أبويا مغصبنيش على حاجة، بس أنا هلعب هستفاد إيه باللعب، طالما أقدر اشتغل وأساعد أبويا وإخواتى الصغيرة أساعدهم، وكمان يبقى معايا صنعة جنب الشهادة وأجيب كل اللى نفسى فيه، أنا معايا اتنين كمان من زمايلى بيشتغلوا معايا فى الورشة وبنسلى بعض ومبسوطين وبنتسابق على اللى بيتعلم الأول».

ويتابع سيد: «أمى بتشجعنى هى وأبويا وبيقولولى براحتك، ولما آجى أديهم فلوس يقولولى دى بتاعتك هات اللى نفسك فيه، بس أهم حاجة الشهادة يا سيد والمذاكرة، هى الأول قبل الصنعة، وأبويا بيقعد معايا ويكلمنى ويقولى يا سيد: أنا لولا عارف إن الزمن صعب وعايزك تبقى رجل وتعتمد على نفسك مكنتش طوعتك، مفيش أب يا بنى بيرضى لابنه البهدلة، كل أب عايز يشوف ابنه أحسن واحد فى الدنيا، وطالما رغبتك إنك تعتمد على نفسك فأنا بشجعك ولو تعبت يا سيد أقعد يا بنى».. ويواصل سيد: «أنا برد عليه وأقوله يا أبى والله أنا مبسوط وكل لما أتعلم حاجة بتبسط أكتر.. وبعدين الأسطى ما بيتقلش عليا أنا وزمايلى وبيضحك معانا ويعاملنا حلو ولما يلاقى واحد فينا تعب بيقوله استريح شوية».

ويختتم سيد: «أنا عايز أطلع مهندس سيارات، وأفتح ورشة كبيرة ويبقى عندى عربية جيب كبيرة وناااس كتيرة شغالين عندى، وعمى لما قلت له كده.. قالى دلوقتى مفيش مدارس بتعلم صنعة دلوقتى يا سيد.. وكل اللى هتاخده هيبقى نظرى ولو غاوى يبقى تذاكر وفى الإجازة تروح ورشة تتعلم فيها.. وعلشان كده قلت لأبويا إنى عايز أروح ورشة عند ميكانيكى ورحت.. دلوقتى أنا ممكن أعمل حاجات لوحدى زى إنى آخد هوا الفرامل وأفك البوجيهات وأركبها وأبص للمسمار أعرف يتفك بمفتاح كام وحفظ أسامى كل حاجة فى العربية، واتعلمت سواقة العربية أجيب ورا وقدام وكمان بروح أجيب قطع غيار بموتوسيكل الأسطى.. وإن شاء الله هقبض قبل العيد وأجيب لبس جديد وأتفسح بقى علشان إحنا بناخد إجازة أسبوع في العيد.. لا نملك أمام سيد إلا أن نبتسم ونقول له: «إنت راجل يا سيد.. كل سنة وإنت طيب.. وربنا يبارك فيك ويفرح أهلك بيك وتبقى مهندس سيارات كبير».