السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

قمة مصرية إماراتية في مواجهة الإرهاب.. زيارة محمد بن زايد للقاهرة تؤكد حيوية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتنسيق المشترك في مواجهة خطة تمكين المشروع الإخواني في الشرق الأوسط

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي و سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
 في زيارة وصفت بالاخوية وصل  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الى القاهرة  اليوم  الإثنين  وكان في استقباله  الرئيس عبد الفتاح السيسي. ويرافق محمد بن زايد وفدا رفيع المستوى يضم كلا من
  الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شئون الرئاسة وعلي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشئون التنفيذية ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي.
وتعكس زيارة ولي عهد أبوظبي للقاهرة عمق التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتؤكد حيوية علاقات التعاون الاستراتيجي بينهما، وإيمان الجانبين بأهمية تعزيزها على كل الأصعدة.
ويمثل التنسيق المشترك بين مصر والامارات في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة وفي مقدمتها التحدي الأمني مثال تهتدي به الدول العربية في التعاون المشترك لمواجهة الأزمات الإقليمية التي تتطلب تعزيز الجهود المشتركة في مواجهتها خاصة الازمات المتعلقة بمكافحة الارهاب امنيا وفكريا.
 كما تؤكد زيارة ولي عهد ابوظبي الوعي الخليجي بأهمية التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية ومشاريع التخريب التي تدعمها قطر إعلاميا وماديا وما تخلفه من مخاطر تهدد الأمن القومي العربي في ظل انتشار الإرهاب والفكر المتطرف.
صفع قطر
تأتي زيارة اليوم بعد نحو أسبوعين من قطع 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، بسبب دعم قطر للارهاب كما تأتي في إطار التشاور بشأن الأزمة القطرية، خاصة وأن مصر هى الدولة الأكثر تضررًا من سياسة قطر الخارجية، لإيواء الإخوان على أراضيها، وكذلك دعم المتطرفين بمصر وغيرها من دول الخليج. كما وصول القوات التركية الى الدوحة في إطار مواصلة الدوحة استفزازها لدول المنطقة بتدشين قاعدة عسكرية تركية في عمق الخليج العربي في اإطار سياسة التوحد الأيديولوجي والفكري بين انقرة والدوحة فهي تتواصل مع ايران ومع تركيا الاطراف الاقليمية الداعمة للارهاب والقلاقل في المنطقة العربية لا سيما وأن تركيا لها أطماعها في المنطقة فبعد نجحت الدوحة وعبر أذرعها السياسية والإعلامية في إشعال الحرائق بدعمها للارهاب في مصر وليبيا وتونس فالرئيس التركي يراهن على ركوب الدوحة وانتهاز فرصة الخلافات الخليجية مع قطر لتحقيق اطماعه في المنطقة. 
علاقات صلبة 
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إنه تم عقد جلسة مباحثات ثنائية، تلتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، رحب خلالها الرئيس بالشيخ محمد بن زايد، مشيدًا بتميز العلاقات المصرية الإماراتية وصلابتها وبمستوى التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وطلب الرئيس نقل تحياته للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الشقيقة، مشيدًا بدور الإمارات في تعزيز العمل العربي المشترك، وأكد حرص مصر على مواصلة تطوير العلاقات الثنائية على كل الأصعدة.
من جانبه، نقل الشيخ محمد بن زايد للرئيس تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان كما أكد سعادته بزيارة للقاهرة، معربًا عن تقديره لمصر قيادة وشعبًا، ومؤكدًا استمرار بلاده في مساندة مصر على كافة المستويات.
وأكد «بن زايد» أهمية دور مصر في المنطقة باعتبارها ركيزة للاستقرار والسلام والأمن، مشيدًا بالجهود التي تبذلها مصر في مكافحة الإرهاب.
وأضاف السفير علاء يوسف، أن اللقاء تطرق إلى مختلف جوانب العلاقة المتميزة بين البلدين، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات.
وتم بحث عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتطورات الأزمات التي تشهدها المنطقة، وجهود مكافحة الإرهاب، حيث أكد الجانبان أهمية تضافر جهود كل الدول العربية الشقيقة وكذلك المجتمع الدولى في مكافحة الإرهاب على جميع المستويات، خاصة وقف تمويل الجماعات الإرهابية وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي لها، فضلًا عن وقف إمدادها بالسلاح والمقاتلين.
وشدد الزعيمان، خلال المباحثات، على ضرورة تكثيف الجهود من أجل تعزيز العمل العربي المشترك لما فيه صالح الشعوب العربية، مؤكدين أهمية العمل على التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة ببعض دول المنطقة، بحيث يكون الهدف هو الحفاظ على وحدة أراضي تلك الدول وسلامتها الإقليمية، وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية بما يحقق لها استعادة الأمن والاستقرار.
واتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتشاور خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تشهدها المنطقة، والتى تتزايد فيها التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها.
مواجهة الإرهاب 
يحمل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تقديرًا كبيرًا لمصر، وكقائد استثنائي أدرك أهمية الدور المحوري المصري في النهوض العربي وتجاوز الكبوة الحالية التي تعاني منها المنطقة اعلنت دولة الامارات تضامنها المطلق مع مصر في مكافحة الإرهاب ادراكا منها لأهمية الدور المصري في الحفاظ على الأمن القومي العربي والذي اثبت التجارب ان امن الدول يبدأ من خارجها ولا يقتصر على المخاطر الداخلية فالأمن القومي العربي يبدأ من المحيط الاطلنطي غربا وحتى الخليج العربي شرقا حيث تمكن الجماعات الارهابية من استغلال جغرافية المنطقة في التحرك عبر الحدود من مالي الى جنوب شرق الجزائر الى جبل العوينات الى مصر ومنها الى منطقة الخليج أو في الاتجاه الموازي من غرب أفريقيا إلى ليبيا ومنها الى السودان الى جيبوتي والصومال والوصول الى اليمن ما يعني ان الحزام الأمني للمنطقة العربية بات بحاجة إلى تشديد الرقابة على فجواته التي تستغلها شبكات الارهاب في التنقل بسهولة بين وحدات الاقليم العربي وهذا ما عبر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الــ 45 في الثاني من ديسمبر الماضي، بقوله: تقف دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الصفوف دائمًا حينما يتعلق الأمر بحماية الأمن القومي العربي وتعزيز أركانه والتصدي للمخاطر التي تتهدده. فأمن واستقرار مصر الشامل يصب في مصلحة العالم العربي، ويعزز من أمنه واستقراره، كما أن هذا الموقف يؤكد في الوقت ذاته حرص الإمارات على ضمان استقرار الدول العربية بوجه عام.
أزمات المنطقة 
لعبت مصر والامارات دورا سياسيا مهما من اجل تسوية الازمات التي تمر بها المنطقة وكان التنسيق بين القاهرة وأبوظبي واضحا في ابداع كل الحلول التي تعيد الأمن والاستقرار في ليبيا عبر دعم مؤسسات الدولة الشرعية ودعم الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب والتصدي للدور القطري الداعم للجماعات الارهابية في ليبيا لا سيما أن الدوحة استطاعت عبر وكلائها في طرابلس من ضرب المصالحة الوطنية في ليبيا ومحاربة الجهود السلمية التي تبذلها مصر والإمارات من أجل الوصول لحل سريع للإزمة التي تعصف بأركان الدولة الليبية منذ العام 2011 بسبب حالة الانفلات الأمني وتفشي الفوضى وتحول ليبيا إلى ملاذ آمن للعناصر الإرهابية بعد إعلان أول إمارة إسلامية فيها عام 2014 بمدينة درنة شمال شرق ليبيا على مقربة من الحدود المصرية وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجود تنسيق مصري إماراتي للتوصل إلى حل يساعد على عودة الاستقرار في لبييا التي تشهد قتالا عنيفا منذ سقوط الرئيس السابق معمر القذافي عام 2011.
ونجحت الإمارات في عقد لقاءً بين قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج وأسفر عن التوصل إلى اتفاق يقضي بإجراء انتخابات رئاسية ونيابية خلال ستة أشهر والتوحد لمكافحة الإرهاب وهو الامر الذي اعاقت تنفيذه الدوحة عبر ادواتها الارهابية في ليبيا وقد اكد الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي خلال زيارته لقاهرة على حرص بلاده على امن واستقرار المنطقة ودعمها المطلق لمصر في مواجهة الارهاب واهمية تنسيق الجهود العربية في مواجهة الارهاب والدور المشبوه الذي تلعبه بعض الأطراف من اجل تهديد امن واستقرار المنطقة العربية وفي الملف السوري اكدت الامارات ومصر على أهمية الخروج من هذه الأزمة بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية بحلول سياسية تضمن أمن وحماية سوريا الموحدة والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوري ويدعم إرادته وخياراته الوطنية، مؤكدين على ضرورة تعزيز جسور التواصل والتعاون والحوار مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول مشتركة لمختلف القضايا والتحديات الاقليمية والدولية.
العلاقات بين البلدين 
ويرجع تاريخ العلاقات المصرية ـ الإماراتية إلى ما قبل عام 1971 الذي شهد التئام شمل الإمارات السبع في دولة واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات، وتعد مصر من بين أولى الدول التي اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دوليا وإقليميا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للعرب.
وقد تميزت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر بالخصوصية والاحترام المتبادل منذ نشأتها خاصة في ظل العلاقات الأخوية الوطيدة بين حكام البلدين وهو الأمر الذي انعكس ايجابيا على كل مسارت العلاقة بين البلدين أمنيا وسياسيا واقتصاديا.