السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

قطر تزرع الفتنة في "القرن الأفريقي" وتُشعل شرارة الحرب بين 3 دول

تميم بن حمد آل ثاني
تميم بن حمد آل ثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يبدو أن شرور قطر لن تنتهي حتى مع مقاطعتها الدبلوماسية والتجارية، بل باتت مخططات الدوحة تتعدى منطقة الشرق الأوسط، لا سيما أن القرن الإفريقي على وشك أن يشهد حربا مدمرة بسبب السياسات القطرية.

وبحسب إذاعة فرنسا الدولية "أر أف إي"، فإن التوترات تتصاعد في منطقة القرن الإفريقي، ولاسيما بين جيبوتي وإريتريا، فخلال الأربعاء الماضي، قامت قطر بسحب قواتها لحفظ السلام من منطقة "رأس دوميرة"، وهي منطقة تتنازع عليها كل من جيبوتي وإريتريا وتدعي كل منهما إن لها الحق في السيادة عليها، غير أن انسحاب قطر جاء بتواطؤ مع النظام الإريتري.

يعود التواجد القطري في المنطقة إلى عام 2011، حينما لعبت قطر دور الوسيط بين جيبوتي وإريتريا لإنهاء نزاع مسلح بينهما على المناطق الحدودية، والذي كان بموجبه، تنشر قطر 450 جندي على المناطق الفاصلة بين الدولتين لمنع تكرار الاشتباكات

ووفقا للإذاعة، فإن قيام قطر بسحب قواتها من المنطقة الحدودية بين البلدين، قد ترك المجال فارغا للقوات الإريترية للانتشار والسيطرة عليها.

وبينت الإذاعة أن قطر قامت بالتواطؤ مع إريتريا ضد جيبوتي، في خطة تقوم على الانسحاب من المنطقة والسماح للقوات الإريترية بالسيطرة على المنطقة دون أن تستعد جيبوتي للتعامل مع هذا الانسحاب.

غير أن هذا التصرف القطري الإريتري لم يلقى إعجاب جيبوتي، فاتهمت هذه الأخيرة القوات الإريترية بالاستفادة من الانسحاب القطري للانتشار في المنطقة، متهمة إريتريا بالانتهازية وقطر بالتواطؤ.

"عقاب لجيبوتي"

ويرى العديد من المحللين أن هذه الخطوة، تستهدف معاقبة جيبوتي بسبب انضمامها للدول العربية في فرض عقوبات على قطر، وقيامها بتخفيض التمثيل الدبلوماسي في الدوحة في ظل الاتهامات التي تواجهها قطر بدعم الإرهاب والتدخل في شئون الدول العربية وتهديد استقرار الدول.

كما تهدف هذه الخطوة القطرية أيضا ضمان بقاء إريتريا إلى جانبها، في ظل المعركة الدبلوماسية الصعبة التي تخوضها الدوحة للبحث عن حلفاء حتى بالأموال من أجل الوقوف إلى جانبها ضد العقوبات العربية.

"مجلس الأمن يفصل في القضية.. غدا"

ووصف دبلوماسيون في الأمم المتحدة ما قامت به قطر بالفعل المنافِي للأعراف والتقاليد الدبلوماسية فكيف لدولة أن تقوم بوساطة وبدعم دولي تتخلى عن واجباتها فقط للرد على مواقف سياسية دون أي ترتيب مسبق.

وأمام هذه الانتهازية والتواطؤ، أعلنت جيبوتي رسميًا عن اعتراضها لدى الأمم المتحدة، حيث كتب وزير الخارجية الجيبوتي إلى مجلس الأمن، معبرا عن استنكاره على ما وصفه "بالتعدي الصارخ والمباشر"، على سيادة بلاده، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا لعملية السلام والأمن في المنطقة.

كما ألقت جيبوتي في رسالة اعتراضها باللوم على قطر بقيامها بسحب قواتها بشكل أحادي دون أي مشاورات معها، وهو تصرف، بحسب وزير الخارجية الجيبوتي، قد خلق فراغا، وسارعت إريتريا لملئه.

وحذر الوزير من أن هذا التصرف القطري، قد يتسبب في اندلاع حرب بين البلدين في أي لحظة.

ووفقا لإذاعة فرنسا، فإن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا طارئا، اليوم الإثنين، للنظر بشكل رسمي في ملف "رأس دوميرة" بين جيبوتي وإريتريا، وكذلك التصرف القطري الذي لم يأتي بترتيبات مع الأمم المتحدة.

"حرب شاملة في القرن الإفريقي"

هذه الحرب لن تكون إريتريا وجيبوتي هما طرفاها الوحيدين هذه المرة، فمن المحتمل أن تتسع لتشمل منطقة القرن الإفريقي بأكمله.

وبحسب الإذاعة الفرنسية فإن جيبوتي تصر على إجبار إريتريا على التراجع من المنطقة، مشيرة إلى أن التصعيد إلى حرب دموية ليس مستبعدا، فقد وقعت اشتباكات عسكرية من قبل بين البلدين في 2008 على هذه المنطقة والتي تسببت في سقوط عددا من الضحايا والأسرى بين البلدين، قبل أن تتدخل قطر حينها لتلعب دور الوسيط.

غير أن السياق يبدوا مختلفا في الوقت الحالي، ففي العام الماضي، وقعت الحكومة الجيبوتية مع إثيوبيا، اتفاق الدفاع المشترك، والذي يلزم الدولتين بالمشاركة العسكرية في أي حرب تخوضها أحدهما.

وتكمن الأزمة في هذا الاتفاق أن إثيوبيا هي العدو اللدود لإريتريا، ولن تترك فرصة حرب ضدها إلا وستقتنصها، وهذه المرة، إذا لم يجبر مجلس الأمن إريتريا على التراجع، فإن إثيوبيا سوف تتدخل سريعا في حرب إلى جانب جيبوتي ضد إريتريا، وهو ما يهدد من جديد انفجار منطقة القرن الإفريقي في حرب دموية شاملة، سيكتب التاريخ حينها أن قطر كانت هي السبب.