الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

اليوم.. الذكرى 19 لوفاة إمام الدعاة "الشيخ الشعراوي"

الشيخ الشعراوى
الشيخ الشعراوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الذكرى 19 لوفاة أشهر مفسرى معانى القرآن الكريم فى العصر الحديث، والذى توفى فى 17 يونيو 1998م.
انه الشيخ محمد متولى الشعراوى عالم دين ووزير أوقاف مصري سابق، يعد من أشهر مفسرى معاني القرآن الكريم في العصر الحديث، عمل "الشعراوى" على تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة وعامية مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين فى جميع أنحاء العالم العربى، ولقبه البعض بإمام الدعاة.
ولد "الشعراوى" فى 15 أبريل 1911 م، بقرية دقادوس مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وفي عام 1922م إلتحق بمعهد الزقازيق الابتدائى الأزهرى، وأظهر نبوغا منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسا لاتحاد الطلبة، ورئيسا لجمعية الأدباء بالزقازيق، عندما أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، كان الشيخ الشعراوى يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.

اشترط "الشعراوى" على والده أن يشترى له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية، لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلًا له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كى تنهل من العلم، وهذا ما قاله الشيخ الشعراوى في لقائه مع الصحفي طارق حبيب، والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فثورة مقاومة المحتلين الإنجليز سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين، ولم يكن معهد الزقازيق بعيدا عن قلعة الأزهر في القاهرة، فكان يتوجه وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسا لاتحاد الطلبة سنة 1934م.

تخرج "الشعراوى" عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م، وبعد تخرجه عين في المعهد الديني بطنطا، وانتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة في جامعة أم القرى، واضطر الشعراوي أن يدرس مادة العقائد رغم تخصصه أصلًا في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشعراوي استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة لاقت استحسان وتقدير الجميع، وفي عام 1963 حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود، وعلى أثر ذلك منع الرئيس جمال عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية، وعين في القاهرة مديرا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون، وسافر بعد ذلك الشعراوي إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967، وسجد الشعراوى شكرا لأقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر وبرر ذلك "في حرف التاء" في برنامج من الألف إلى الياء بقوله "بأن مصر لم تنتصر وهي في أحضان الشيوعية فلم يفتن المصريون في دينهم" وحين عاد الشعراوي إلى القاهرة وعين مديرا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلا للدعوة والفكر، ثم وكيلًا للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية، وقام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز، وفي نوفمبر 1976م اختار ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، وظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر 1978م، واعتبر أول من أصدر قرارا وزاريا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر هو بنك فيصل حيث أن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية "د. حامد السايح في هذه الفترة"، والذي فوضه ووافقه مجلس الشعب على ذلك، وفي سنة 1987م اختير عضوا بمجمع اللغة العربية "مجمع الخالدين".

حصل "الشعراوى" على عدة جوائز منها " وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى بمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15 أبريل 1976 قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983 وعام 1988، ووسام في يوم الدعاة. وحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية، واختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر، وجعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي عام 1989 والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محليا ودوليا، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة، واختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كشخصية العام الإسلامية في دورتها الأولى عام 1418 هجري الموافق 1998 م.