يعاني المئات من مدرسي محافظة كفر الشيخ "المنتدبين" لمراقبة الامتحانات في الثانوية العامة بمحافظة الإسكندرية، والمحافظات الأخرى، أو المدرسين الذين يضطرون للسفر يوميًا بين المراكز المختلفة، أشد المعاناة، منذ بداية الامتحانات في 4 يونيو الجاري، حيث يضطرون للسفر لمسافات تصل ما بين 30 و150 كيلومترًا يوميًا، بسبب عدم وجود "مبيت" لهم في المحافظات المنتدبين لها سواء بالإسكندرية، أو الغربية، أو البحيرة.
ورغم تصريح وزير التربية والتعليم، بتوفير "مبيت" لجميع المراقبين والملاحظين "المنتدبين"، والنتيجة هي إصابة 5 مدرسين من أبناء المحافظة، فضلًا عن الإرهاق الشديد للعشرات منهم، وأصبحت الرحلة أشبه برحلة الموت على الطريق الدولي الساحلي الرابط ما بين بلطيم، والإسكندرية، والحوادث الدامية التي يتعرض لها المدرسين أو يشاهدونها يوميًا على الطريق.
ويتعرض مدرسو المحافظة "المنقولون" لمراكز أخرى نائية، مثل مطوبس، والبرلس، والحامول، وبلطيم، لمخاطر الحوادث اليومية، والتي كان آخرها مصرع 4 مدرسين، وإصابة 5 آخرين بإصابات خطيرة، منذ أسبوع على طريق بلطيم الحامول، أثناء توجههم لمدرسة العياش بالحامول.
وقال أحمد الشربيني، نقيب معلمي كفر الشيخ، إنه نتيجة للسفر، وعدم وجود مبيت للمدرسين من أبناء المحافظة، فجعت النقابة بوفاة 4 مدرسين في حادث تصادم بين 4 سيارات على الحامول بلطيم، وكان المدرسون في اتجاههم من منازلهم ببلطيم لمقر عملهم بمدرسة العياش الشرقي، وأصيب 5 أخرين منهم.
وأضاف "نقيب المعلمين" أنه تعرض 5 مدرسين آخرين أثناء عودتهم من عملهم في مراقبة الامتحانات بالإسكندرية للإصابة، وهم طارق عبدالحليم السكري، 45 سنة، مقيم بقرية الحمراوي مركز كفر الشيخ، مصاب باشتباه كسر باليد اليسرى، وعادل محمد خفاجي، مقيم بقرية أبو طبل 43 سنة، مصاب باشتباه كسر في اليد اليسرى، وأبو بكر محمد حسن أبو طبل، 42 سنة، اشتباه كسر باليد اليسرى، وحامد عبد الرءوف حامد بشبيش 47 سنة باشتباه كسر بالساعد الأيسر، ومحمد توفيق محمد من بيلا 27 سنة باشتباه كسر بالكتف الأيسر.
وتابع ياسر العسقول، مدرس من أبناء مركز البرلس، أن قيادات مديرية التربية والتعليم لم تكلف نفسها لبحث مطالب أسر المتوفين والمصابين، وكذلك النقابة العامة للمعلمين، التي اكتفت بعبارات المشاطرة والحزن فقط، وتركت أسر المدرسين المصابين يتكبدون آلاف الجنيهات في علاجهم، نظرًا لخطورة إصاباتهم.
وأضاف مصطفى القصيف، مدير مركز "وطن" لحقوق الإنسان بكفر الشيخ، أن هناك مئات المدرسين يضطرون للسفر يوميًا بين المحافظة والمحافظات المجاورة، وكذلك بين المراكز داخل المحافظة، بسبب رفض طلبات النقل الخاصة بهم وتوزيعهم لأقرب مكان جغرافي لهم، الأمر الذي يعرضهم لخطر الحوادث والوفيات والإصابات المتكررة.
وقال الدكتور أحمد الجنزوري، مدير مرفق اسعاف كفر الشيخ: إن 940 مواطنًا لقوا مصرعهم في حوادث سير على أرض المحافظة، بينما أصيب المئات خلال 2016، مضيفًا أن هيئة الإسعاف رفعت تصنيف الطريق الدولي الساحلي ورافده من "خطر إلى خطر مميت" بسبب كثرة الحوادث الدامية عليه.
