الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

التعليم ينهي عصر "شاومينج" بالضربة القاضية ويودع ظاهرة التسريبات فجرًا.. والمراقبون وراء "الغش الإلكتروني" داخل اللجان.. الطلاب: "بنغش بالبرشام والموبايلات بندّخلها في الخباثة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتهى عصر شاومينج الذي ولد منذ أربع سنوات، وتربى ليواجه منظومة التربية والتعليم بأكملها، بل وامتدت ليصل إلى وزارة التعليم العالي في بعض الأحيان، دون معرفة صاحبه الذي دشن تلك الصفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لأغراض خاصة به في محاولة لإسقاط نظام التعليم باعتباره أنه لا يلائم العصر الحالي، خاصًة مرحلة الثانوية العامة التي يرى أنها تضع الطالب تحت ضغط نفسي ومعنوي دون إفادة له، إلا أن الوزارة لم تتمكن من وضع الحد، وإيقاف لتلك الصفحة اللعينة التي مر عليها عدة وزراء على مدار الأربع سنوات الماضية.

في عام 2016 وضعت الوزارة عدة قرارات، أبرزها حال التأكد من صحة تسريب الامتحان قبل بدئه باللجان، يوضع امتحان بديل يتم استبداله بالأساسي وأدائه في موعد آخر، ولكن لم يُقتل شاومينج بذلك القرار فاستمر في نموه وزادت موجة التسريب حتى نهاية آخر امتحان في العام الماضي.
ولكن هذا العام الوضع اختلف كثيرًا بعد تمكن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم من إنهاء عصر لعنة شاومينج غير الأخلاقية بالضربة القاضية ذلك بإطلاقه نظام "البوكليت"، فبعد أن كانت الامتحاتات تسرب فجرًا قبل بدأ التوقيت الرسمي لها باللجان، اختفت تلك الموضة رغم الشائعات التي نشرت من قبل أعضاء تلك الصفحة، بأن هناك تسريبات يتم نشرها قبل كل امتحان خلال هذا العام، في لفتة بثت السعادة والبهجة داخل نفوس أولياء الأمور الذين عانوا كثيرًا من تلك التسريبات باعتبارها موضة قتلت مجهود الطلاب على مدار عام كامل، فضلًا عن أنها لم تعدل بينهم في مرحلة التنسيق لدخول الكليات.
هكذا تمكنت الوزارة من وضع الحد في تسريبات "شاومينج"، وانتصرت عليه بعد أربع سنوات من الملاحقة له، ولكن تكاثر ما يسمى بـ"الغش الإلكتروني" من داخل اللجان على مستوى الجمهورية، ويرجع إلى ضعف اتقان المراقبين في عملهم أثناء أداء الطلاب الامتحانات داخل اللجان، حيث يتمكن الطالب بتصوير "البوكليت" ونشره عبر صفحات الغش الإلكتروني أو التطبيقات المختلفة عبر الموبايلات أثناء أدائه الامتحان، في لفتة تبين غياب الرقابة على الطلاب داخل اللجان.
وتحدث عدد من الطلاب والطالبات لـ"البوابة"، من مختلف اللجان بمحافظتي القاهرة والجيزة عن معاملة المراقبين لهم أثناء أداء الامتحان ومدى المتابعة لهم وطرق التعامل في حالات الغش.
قال أحمد.ن أحد طلاب لجان المنيرة بقصر العيني: إنه لم يجد صعوبة في الغش خاصًة أن جميع الطرق متاحة أمامه أثناء أدائه الامتحان، متابعا: "بغش من أصحابي والمراقب بيبقى شايفني ومابيتكلمش"، مضيفًا أن دور المراقبين لم يكن فعال بشكل قوي حيث يتابعون كل من يحاول الغش دون تحذير له.
وأضافت نورا م. طالبة بإحدى لجان الجيزة "أم الأبطال": أن المراقبين لم ينتبهوا إلى عملهم بالشكل المطلوب، وكانوا يتركوا اللجنة تتجاوز في الغش دون تحذير، ونتج عنها إثارة نوع من الفوضى، قائلة: "سابونا نغش زي ما احنا عاوزين.. وبكل الطرق".

وتابع سيد. ت أحد طلاب لجان عمر بن عبدالعزيز الثانوية بنين: المراقبون غالبًا وجودهم ظاهري فقط، لم نجد مراقبا يعمل بضمير في عمله، والصوت المرتفع بين الطلاب يُسبب قلة التركيز في الإجابات على أسئلة الامتحان، قائلًا: "أنا بشوف قصاد عنيا وأنا بحّل طلاب بيطلعوا موبايلات وبتغش.. والمراقبون بيرغوا مع بعض وسايبن اللجنة"، متعجبًا: "في الآخر بنقول هو الامتحان بيتسرب على الواتس وصحفات الغش إزاي".
وأشارت سعاد.ن إحدى طالبات لجان الزهراء الثانوية بنات، إلى أن أغلب المراقبين يتحدثون مع بعضهم داخل اللجان دون الالتفات إلى الطلاب أثناء أداء الامتحان، أي أصبح من الممكن أن يتم تسريب الامتحان من داخل اللجان بكل سهولة، قائلة: "كان قدامي أسرب الامتحان وماحدش كان هيكلمني بس مارتدش".
واستطرد محمود ح. أحد طلاب لجان غمرة الثانوية بنين: التعليم تمكن من التصدي لصفحة "شاومينج" لكن لم يستطع إنهاء ظاهرة الغش الإلكتروني من داخل اللجان، ذلك يرجع لغياب الرقابة على الطلاب أثناء أداء الامتحان، قائلًا: "البوكليت نظام قوي بس لسة برضو في ناس بتغش جو اللجنة، وتصور الامتحان وتبعتوا على الواتس والفيسبوك والمراقبين نايمين في العسل".
وأكد إسلام ي. طالب بأحد لجان إسماعيل القباني بالقاهرة: أن غياب الرقابة في أغلبية اللجان وراء تسريب الامتحانات بشكل ملحوظ، مضيفًا أن الوزارة تعمل كل ما لديها من مجهود لإيقاف موجة التسريب الإلكتروني داخل اللجان، ولكن الأخطاء تأتي من المراقبين، قائلًا: "الامتحان كان متسرب وكان مع صحابي على الموبايل فى اللجنة، وجاوبوا على الامتحان كله بالبرشام.. وفيه ناس كتير بتكتب الإجابات على دراعها وماحدش واخد باله منهم".