الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

قطر و"القاعدة".. علاقات الإيواء والدعم المادي والإعلامي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إحراج جديد تواجهه قطر يضاف إلى إحراج حصارها، إذ تبرعت قيادات منسوبة لتنظيم "القاعدة" بالدفاع عن الدوحة قائلين إن ما يحدث ضدها من حصار تصرف مخالف للشريعة. 
القيادي في فرع التنظيم باليمن، خالد باطرفي زاد على ذلك إذ شبه قائمة الإرهاب الصادرة بمعرفة أربع دول هم مصر والمملكة العربية والسعودية والإمارات والبحرين، قبل أسبوع بـ"قائمة الشرف"، معتبرًا الخلاف مع قطر حربًا على الإسلام.
بالتزامن مع ذلك سخرت قطر من المبررات التي ساقتها دول المقاطعة التي أرجعت قرارات قطع علاقاتها مع الدوحة إلى دعم خفي تقدمه قطر لتنظيمات إرهابية من بينها تنظيم القاعدة، نافية أي علاقة تربط بينها وبين تنظيم "القاعدة" الأمر الذي جعلها تتجنب التعليق على دعم قيادات "القاعدة" الذين أكدوا ما داومت قطر على نفيه.
وتعود العلاقات بين قطر و"القاعدة" إلى التاريخ الذي قررت الدوحة فيه استخدام الإرهابيين لزعزعة أمن دول المنطقة وتأمين نفسها، وكان أخرها تمويلها لإرهابيين قدموا من دول عربية وأسيوية إلى سوريا وأطلقت عليهم "معارضة سورية"، إلا إنهم في الواقع جاءوا ليحيوا فرع تنظيم "القاعدة" في سوريا. وتثبت تقارير استخباراتية أمريكية أن فرع "القاعدة" في سوريا بات أقوى فروع التنظيم في العالم بفضل الدعم المادي الذي حصل عليه خلال سنوات الحرب السورية.
بدأت علاقة قطر بالتنظيم قبل عشرين عام أي قبل أحداث 11 سبتمبر، إذ كانت الدوحة تعمل على تسهيل العمليات التي يخطط لها التنظيم. وبرز مؤخرًا الحديث عن دور قطري في أحداث برجي التجارة العالميين من خلال علاقات ربطت منفذ العملية بالدوحة، لاسيما حادث تفجير كنيس جربة في تونس بشاحنة ملغومة، الذى أودى بحياة 19 سائحًا على الأقل، معظمهم من الألماني.
قبل ذلك في 1996، تعقّب مكتب التحقيقات الفيدرالي خالد شيخ محمد، القيادي القاعدي وأحد منفذي عملية 11 سبتمبر بعد ذلك، في العاصمة القطرية الدوحة بحكم تقارير تشير إلى تورطه في عمليات إرهابية، إلا أن السلطات القطرية أبلغت القيادي القاعدي ومنحته جواز سفر خرج به من قطر في غفلة من المتتبعين له.
ومن ناحية أخرى كتب روهان جوناراتنا، مؤلف كتاب Inside Al Qaeda “القاعدة من الداخل” وأستاذ في جامعة سانت أندروز بإسكتلندا، عن مساعي من قبل أفراد من الأسرة الحاكمة بقطر لتوفير ملاذات آمنة لقيادات القاعدة، على رأسهم كان أسامة بن لادن. إذ كتب يقول: "فقد تم تحذير خالد شيخ من قِبل عبدالله بن خالد آل ثاني، أحد أفراد العائلة الحاكمة في قطر، فهو كان يشغل منصب وزير الداخلية في قطر ومعروف عنه أنه يحمل أفكارا أصولية إسلامية وعلى صلة بتنظيم القاعدة."
يمنيًا ووفقًا لتقارير إخبارية، يدور حديث حول دور قطري في إنقاذ "قاعدة اليمن" من الإفلاس، مؤكدة تورط جمعية قطر الخيرية بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية في اليمن بأكثر من نصف مليار دولار خلال العام الماضي تحت يافطة مشاريع وأنشطة خيرية، فيما هي تقوم بأنشطة استخباراتية تركزت في تمويل عناصر تنظيم القاعدة في اليمن بالأموال ومعالجة ونقل الجرحى من عناصر القاعدة إلى قطر لتلقي العلاج، إضافة إلى تسليم كميات كبيرة من المواد الغذائية للقاعدة لبيعها في السوق السوداء وتسخير قيمتها في تمويل الأنشطة الإرهابية بعدد من المحافظات اليمنية، وكذلك دعم وتمويل أنشطة المنظمات السياسية التابعة لجماعة الإخوان، وأوضحت التقارير أنه تم رصد تحويل مبالغ مالية كبيرة من حسابات بنكية باسم جمعية قطر الخيرية إلى حسابات جمعيات ومنظمات يمنية مرتبطة بالقاعدة بينها جمعية الحكمة وجمعية رحمة الخيرية التي يرأسها القيادي الإخواني عبدالله الأهدل.
وإلى جانب الدعم المادي الذي يتولاه رجال أعمال قطريون بشكلهم الفردي مثل سليم حسن خليفة راشد الكواري، الذي يوصف بـ "ممول القاعدة" أو عبر جمعيات خيرية، يأتي الدعم الغير مباشر ويتمثل في الدفع للتنظيم بشكل علني مبالغ مالية بحجة "الفدية" لتحرير الرهائن، أو الدعم الإعلامي الذي توفره فضائية "الجزيرة".
ودأبت "الجزيرة" على نشر بيانات "القاعدة" والانفراد بلقاءات مع قياداتها، بداية من اختيار التنظيم للقناة لتنفيذ أول تحقيق مصور من داخلها عن أحداث 11 سبتمبر، وحتى حوارها مع أبى محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، جناح القاعدة في سوريا، في سبتمبر 2016، فضلا عن استضافتها لبعض رموز هذه التنظيمات، مثل عبد الله المحيسني، مشرّع جبهة النصرة، الذي تمت استضافته في نوفمبر 2016.