الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

المفتي: الإرهابيون كفروا المجتمع لفهمهم السقيم.. وإيمانهم بالحاكمية

الدكتور شوقي علام،
الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية: إن المجموعات الإرهابية انطلقت من قاعدة الحاكمية إلى أن الحق عندهم وحدهم ومن عداهم على باطل، والتي فهموها من بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، مؤكدًا أنهم بناء على ذلك كفّروا المجتمع العالمي بأسره، وانطلقوا يعيثون في الأرض فسادًا، وانطلاقًا أيضًا من فهمهم السقيم لحديث " أُمرت أن أقاتل الناس " بحيث لا تعصم الدماء، بل يظل الأمر بالقتال في نظرهم نظر مستمر وقتال مستمر وتدمير مستمر.
وأضاف متي الجمهورية، خلال حديثه في برنامج "مع المفتي" المذاع على قناة الناس، عند التوقف في لفظ "أُمرت" نجد أن فعل هؤلاء يسلبهم الشرعية؛ لأنهم لا يمثلون بطبيعة الحال ولاة أمور ولا يمثلون دولة ولا أي كيان من الكيانات، موضحًا أن تلك المجموعات الإرهابية عاثت في الأرض فسادًا، ومن ثم وجب التصدي لها بكافة السبل الفكرية والأمية.
وأشار مفتي الجمهورية، إلى الفرق بين قولك أمرت أن أقتل وقولك أمرت أن أقاتل، فأقتل هو الأمر بالقتل، أما المقاتلة فهى حاصلة بين طرفين، فالذى يبدأ منهما هو قاتل، والثانى هو المقاتل وهو الذى يدفع عنه الاعتداء، وهذا الفرق ملموس في استعمالات الناس كأمر المحكمة لمنفذ حكم الإعدام بقتل فلان وليس قتال أو مقاتلة فلان، وكذلك الفرق بين القتل والمقاتلة معروف في استعمالات الجيش المصرى بوصف الجندى بأنه مقاتل وليس قاتلا.
وتوقف مفتي الجمهورية، عند لفظ «قَاتِلْهُ» فقال:" فلم يقل النبي اقتله بل «قَاتِلْهُ» أي دافع بالقدر الذى يندفع به الاعتداء"، حيث شدّد على ضرورة الرجوع إلى قواعد اللغة العربية وللسياق لمعرفة ما المقصود بالناس فقال:" نجد أن " الـــ " للعهد يعنى لأناس مخصوصين ومعهودين وهم الذين ناصبوا النبي العداء، وليست لكل الناس وأل هنا لا تفيد العموم أو الاستغراق ولا تفيد الجنس بل تفيد العهد".
وتابع: إن مسيرة الرسول تؤكد أنه لم يبدأ بالقتال في مكة ولا غيرها، بل لم يثبت أنه فعل ذلك في المدينة ولم يفعل ذلك الصحابة في الآفاق التي انطلقوا إليها، فلم يفهم الصحابة ولا التابعون ولا أصحاب المذاهب الفقهية أي فهم آخر للثابت عن رسول، مؤكدًا أن الذى يعتدى على المال والعرض والدم هو من يستحق المقاتلة وما عدا ذلك فهو في حالة سلام، حيث إن الأصل هو التعايش والسلام وأن يترك الناس وما يدينون، ولا إجبار على دخول الإسلام.
واختتم مفتي الجمهورية، حواره بقوله: المجموعات الإرهابية تفتئت على حق الدولة واختصاصها في هذا الأمر ويُعطونه لأنفسهم زورًا وبهتانًا، ولم يكن فعلهم دفاعًا، بل إجراما ينبغي أن يجتث، ويجب على الدول دفع الاعتداء عليها من هؤلاء الإرهابيين، ومحاربتهم ومكافحتهم بكل الوسائل الفكرية والأمنية.