الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الثانوية العامة" فيها سم قاتل.. كابوس الامتحانات يؤدي لـ5 حالات انتحار العام الماضي وحالتين هذا العام.. وأساتذة اجتماع: الأسر تشحن أولادها وأبناءها عن طريق المُقارنة بأقاربهم

انهيار أحد الطلاب
انهيار أحد الطلاب عقب اداء امتحان الفيزياء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستمر الثانوية العامة كواحدة من أكثر القضايا الشائكة التى تعانى منها الأسر المصرية، وكثيرًا ما تُوصف بأنها «كابوس» يقبع على صدور الأهالى قبل الطلاب، على الرغم من وعود المسئولين الكثيرة عن حلول لأزماتها، إلا أنها تذهب أدراج الرياح.
وتسببت أزمة الثانوية العامة فى يأس العديد من الطلاب حتى أن العشرات منهم حاولوا الانتحار، إما خوفًا من نتيجة مؤلمة يتوقعونها، أو رغبة فى التخلص من عبء الحياة، ٥ طلاب فقدوا حياتهم خلال العام الماضي، وحالتان فى العام الحالي.
محمود شنق نفسه بسبب اللغة الإنجليزية
«محمود. ع . م» ١٩ سنة، طالب بالصف الثالث الثانوى بمدرسة الأورمان الثانوية، انتحر شنقًا داخل دورة مياه منزله، لمروره بأزمة نفسية بسبب صعوبة امتحان اللغة الإنجليزية، وترك محمود خطابًا يفيد بأنه انتحر بسبب صعوبة الامتحان، خاصة أنه كان راسبًا من الصف الثالث الثانوى من العام الماضي، وترك رسالة لوالدته يطالب فيها بالدعاء له وعدم الحزن على موته، لأن والده كان يعامله بطريقة غير جيدة مفضلًا عليه أشقاءه.
هبة ضحية الفيزياء
بعد امتحان مادة الفيزياء، قامت الطالبة هبة.ع.ع، ١٨ عامًا، بمدرسة الثانوية الجديدة بإلقاء نفسها ببحر شبين الكوم من أعلى كوبرى المشاة، وكان شهود عيان أكدوا أن حالة هبة النفسية بعد امتحان مادة الفيزياء كانت سيئة للغاية، وانتابتها حالة بكاء هيستيرى عقب خروجها من الامتحان، وتركها للأسئلة دون حل، وعن السبب فى ذلك أكدوا أن ذلك بسبب صعوبة مادة الفيزياء، فيما دخل والدها فى حالة انهيار تام، منتظرا جثة نجلته، مؤكدا أنها كانت تسعى للحصول على مجموع عالٍ للالتحاق بإحدى كليات القمة.
المناهج والأسر المتهم الأول
قال الدكتور سعد صادق، أستاذ علم الاجتماع، إن أول أسباب لجوء الطالب للانتحار هو ضغط الأسرة، لأنهم وضعوا الطالب تحت ضغط نفسى بأن تصبح مهندسا أو دكتورا أو تصبح عاملا، إما الثانوية العامة وإما الضياع ، بالإضافة إلي أن الأسرة ربطت الفشل والنجاح بالثانوية العامة، بمعنى أنك لو حصلت على مجموع يؤهلك لكلية من كليات القمة، فأنت فى نظرهم إنسان ناجح، أما لو حدث العكس فأنت فى نظرهم فاشل، مما يشعر الطالب أنه أمام معركة حربية وليس امتحانًا قابلًا للنجاح أو الفشل.
وأضاف، أن الأسر تشحن أولادها وأبناءها عن طريق المقارنة بأقاربهم من أبناء، بحيث يضغطون عليهم للحصول على مجموع أكثر منهم ويصبحون أفضل منهم، وكأن الثانوية العامة أصبحت أداة للمنافسة والمناظرة سواء بين الأهالى وبعضها أو بين الطلبة وبعضهم، وفى النهاية الطالب هو الذى يدفع ثمن العادات والتقاليد التى تعتبر السبب لما نحن فيه.
من جانبه، قال الدكتور هشام جمال، أستاذ الإعلام المرئى بإعلام القاهرة والخبير التربوي، إن السبب فيما يحدث هى الوزارة والمناهج، مشيرا إلى أن المراقبين فى الامتحانات عليهم دور كبير فيما يحدث فهم يسببون ضغطًا نفسيًا كبيرًا على الطلاب فى إرهاب الطلاب، ويبقى الطالب محاصرًا من جميع الجهات من الأسرة ومن الوزارة ومن المراقبين.
وأعطى «جمال»، بعض النصائح للأسرة من أجل التعامل مع تلك المرحلة وعدم الضغط على الطالب لكى لا يلجأ للانتحار، منها أنه بمجرد عودة الطالب من الامتحان، فعلى الأسرة نسيان ما مضى من الامتحان سواء كان إخفاقًا أو تميزًا ومساعدته على التركيز، فيما يتبقى له من امتحانات، فضلًا عن بث الطمأنينة له، بمعنى التخفيف عنه وتشجيعه بالكلمات على الاجتهاد فى المواد المقبلة.