ثانى فراعنة الأسرة الخامسة من مصر القديمة، كان ابن الملكة خنت كاوس الأولى، والتى تقع مقبرتها فى الجيزة، وتوصف بأنها كانت «أماً لملكين»، ووالده أوسر كاف.. إنه الملك «ساحو رع»، الذى تولى العرش بعد أوسركاف، مؤسس الأسرة الخامسة.
توضح المشاهد المرسومة على جدران معبد الشمس، فى أبو صير، أن «ساحو رع» أرسل حملة بحرية إلى مدينة جبيل فى لبنان، إضافة إلى إرساله حملة عسكرية لمحاربة الليبيين، كما يوضح حجر باليرمو، وصور جدران معبده، أنه أرسل حملة عسكرية إلى بونت، أو الصومال، يعود جنوده محملين بخيراتها، كما استخرج عُمال «ساحو رع» حجر الفيروز من مناجم سيناء وقاموا باستغلال محاجر الديرويت فى أبو صير، وعُثر على حجر يحمل نقشاً هيروغليفياً قصيراً يحمل اثنين من أسماء الملك ساحو رع، وربما كان هذا النقش جزءاً من حائط أو عمود، الاسم الأول لساحو رع المنقوش على هذا الحجر هو الاسم الحوري، والذى كان يكتب داخل ما يُعرف بواجهة القصر الملكى المسمى بـ«الصرح»، والذى يعلوه تصوير للصقر حورس، أما الاسم الثاني، فهو اسم التتويج «ساحو رع» والمنقوش داخل الخرطوش الملكي.
كان لـ«ساحو رع» وزير معروف، وهو «بتاح واش»، الذى شغل منصب مدير أعمال ووزير خلال حكم «ساحو رع»، وتُشير بعض المصادر إلى أنه استمر فى منصبه فترة حكم الملك «نفر إير كا رع»، وقام خلال فترة حكم «نفر إير كا رع» بمغامرة مـذهلة إلى الدرجة، التى جعـلت «نفر إير كا رع» يأمر بتدوينها على جدران مقبرة بتاح، إلا أن الوزير أصيب بمرض عُضال، وظهرت عليه أعراض غريبة، واستلزم الأمـر الرجـوع إلى الكتابات القديمة الخاصة بعلاج الأمراض، ولكن دون جدوى، ولم يستطع أحد إنقاذه، ونظرًا لما قدمه «بتاح واش» قام الملك بعمل جنازة تليق بجهوده.
«ساحو رع يعنى المقرب من رع»، وحكم ساحو رع مصر لمدة ١٢ عاما خلال القرن ٢٥ قبل الميلاد، وأقام علاقات تجارية مع بلاد الشام وبصفة خاصة مع لبنان، وأرسل عدة بعثات تجارية بحرية إلى ساحل لبنان بغرض استيراد أخشاب شجر الأرز، كما أرسل أول بعثات إلى بلاد بنط فى جنوب البحر الأحمر لإحضار المر والأحجار الكريمة، وفرح ساحو رع بنجاح تلك البعثة وسجلها على لوحة منقوشة فى معبده الجنائزي، تصوره منحنيا أمام شجرة المر فى حديقة قصره، كما أرسل بعثات إلى مناجم الفيروز والنحاس فى سيناء، كما تشير إشارات إلى أنه حارب ليبيين كانوا قد استولوا على قطعان بقر من غرب مصر.
بنى ساحو رع لنفسه هرما فى أبو صير، بذلك ابتعد عن قبور أسلافه من الأسرة الرابعة الموجودة فى سقارة والجيزة، حيث بنى أسلافه أهرام الجيزة، وربما كان وجود معبد الشمس الذى بناه أوسركاف مؤسس الأسرة الخامسة هناك هو الحافز لذلك.
هرم ساحو رع أصغر بكثير من أهرامات الأسرة الرابعة التى سبقته، ولذلك تزيينه كان أكثر جمالا، فقد كان الطريق بين معبد الوادى ومعبده الجنائزى المجاور للهرم مزينا بجدران منقوشة، وكذلك معبده الجنائزي.
وابتكر مهنسو بناء هرم ساحو رع وما يحيطه من بهو إحاطته بأعمدة فى شكل النخيل، انتشرت بعد ذلك فى البنايات المصرية التالية على مر العصور، وقد تم دفن ساحو رع داخل هرمه فى أبو صير.
