الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة نيوز" في منزل أول رئيس للجمهورية

رجل ظلمه التاريخ

 الرئيس محمد نجيب
الرئيس محمد نجيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ننشر لأول مرة خطابات محمد نجيب لقائد البوليس الحربي لتبرئة ذمته المالية
نجيب طلب من عبدالناصر تجريده من رتبته العسكرية للتطوع في صفوف الفدائيين ببورسعيد 
حفيد قائد ثورة يوليو يعمل على «توك توك» ويطالب السيسي بفرصة عمل في الحكومة
لم يتجاهل التاريخ أحدًا على مر العصور مثلما تجاهل اللواء محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد ثورة 23 يوليو 1952، التى أطاحت بالملك فاروق وأنهت الحكم الملكي في البلاد.
ولد محمد نجيب يوسف القشلان في 20 فبراير عام 1901، بالخرطوم، من أب مصري وأم سودانية. وكان الأخ الأكبر لتسعة أبناء، وقد عاش مع والده البكباشي بالجيش المصري يوسف نجيب حتى عام 1917 حين حصل على الثانوية العامة.
التحق بالكلية الحربية في مصر فى إبريل عام 1917، وتخرج فيها فى 23 يناير 1918، ثم سافر إلى السودان في 19 فبراير 1918، والتحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة.
حصل على شهادة البكالوريا عام ١٩٢٣، والتحق بكلية الحقوق، ورقي إلى رتبة ملازم أول عام ١٩٢٤، وكان يجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والعبرية.
في عام ١٩٢٧، كان محمد نجيب أول ضابط في الجيش المصري يحصل على ليسانس الحقوق، ثم دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام ١٩٢٩، ودبلوم آخر فى الدراسات العليا فى القانون الخاص عام ١٩٣١، واشترك فى القتال ضد القوات الألمانية عام ١٩٤٣.
رقي إلى رتبة القائم مقام (عقيد) في يونيو ١٩٤٤، وفي تلك السنة عين حاكما إقليميا لسيناء، وفي عام ١٩٤٧ كان مسئولا عن مدافع الماكينة في العريش، ورقي لرتبة الأميرالاي (عميد) عام ١٩٤٨.
اشترك نجيب في حرب فلسطين عام ١٩٤٨، من خلال معارك القبة ودير البلح، وأصيب في حرب فلسطين ٣ مرات.
رقي إلى رتبة اللواء في ٩ ديسمبر ١٩٥٠، وتم ترشيحه وزيرا للحربية في وزارة نجيب الهلالي، لكن القصر الملكي عارض ذلك بسبب شخصيته المحبوبة لدى ضباط الجيش، كما انتخب رئيسا لنادي الضباط في يوليو ١٩٥٢.

 تولى الرئيس محمد نجيب السلطة، رئاسة مجلس قيادة الثورة، بعد استعانة الضباط الأحرار به بوصفه قائدا عسكريا كبيرا يحظى بثقة واحترام قادة الجيش، فضلا عن قطاع عريض من جماهير الشعب المصري، لا سيما أن قادة الضباط الأحرار بمن فيهم الزعيم جمال عبدالناصر كانوا جميعا من أصحاب الرتب الصغيرة لا تتجاوز رتبة البكباشي، وظل نجيب على رأس السلطة منذ اندلاع الثورة فى يوليو ١٩٥٢، مرورا بإعلان الجمهورية فى ١٨ يونيو ١٩٥٣، وحتى انتهاء حكمه فى ٢٥ مارس ١٩٥٤، بعد أن اجتمع مجلس قيادة الثورة، وأصدر قرارا بأن تسلم البلاد لممثلى الأمة، على أن تنتخب الجمعية التأسيسية رئيسا للجمهورية بمجرد انعقادها، وبعدها مباشرة تم تحديد إقامته فى قصر زينب هانم الوكيل بمنطقة المرج، بعد ثبوت علاقته بتنظيم الإخوان المسلمين؛ حيث أطاح به جمال عبدالناصر، وحدد إقامته، مع أسرته لمدة ٣٠ سنة، كما تم منعه من السفر.
وعاش الرئيس محمد نجيب بقية حياته في مقر إقامته حتى توفى في ٢٨ أغسطس ١٩٨٤، في عهد الرئيس محمد حسني مبارك.
 «البوابة» التقت حفيد الرئيس محمد نجيب، وحصلت على نص خطابات له تنشر لأول مرة يبرئ فيها ذمته المالية أمام الرئيس جمال عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة، فضلا عن خطاب لقائد البوليس الحربي وقتها بالمعنى ذاته.
أول الخطابات بخط يد الرئيس محمد نجيب، موجه لكل من الرئيس جمال عبدالناصر، ممهورًا بعبارة سري جدًا، فى نوفمبر سنة ١٩٥٦، وجاء نص الخطاب: «السلام عليكم ورحمة الله.. وبعد.. فقد يظن غيركم أني أحاول الدعاية لنفسي أو غير ذلك، ولكنكم تعرفون أخلاقي ومن ميزاتكم الفريدة القدرة على معرفه الرجال، وصدق ما أكتبه إليكم الآن.. أريد أن نضرب للمواطنين مثلا جديدا على إنكار الذات والتضحية بكل شيء في سبيل البلاد، أريد أن نقف رجلا واحدا ندافع عن الوطن العزيز في هذه الساعة الحرجة، أريد منك أن تسمح لي بأعز أمنية لي وهي المشاركة في أقدس واجب وأشرفه وهو الدفاع عن مصر، فاسمح لى بالتطوع جنديا عاديا في جبهة القتال باسم مستعار وتحت أية رقابة شئت دون أن يعلم أحد بذلك غير المختصين، وأني أعدك بأثمن ما أملك، أعدك بشرفي أن أعود إلى معتقلي إذا بقيت حيًا بعد انتهاء القتال، وبذلك تغسلون كل ما لحق بنفسى من آلام، كما تسعدون العدد الكبير من الضباط والجنود المعينين لحراستي والمحرومين مثلي من شرف الاشتراك في القتال، وتوفرون مبلغًا كبيرا ينفق على هذه الحراسة، ولو خاطركم أي شك فيما أقول فإني مستعد أن أقوم بعمل انتحاري أو أسقط بطائرة أو مظلة محاطا بالديناميت.. وهذا إقرار مني بذلك.. والسلام عليكم ورحمة الله». 

وفي خطاب للمشير عبدالحكيم عامر قال نجيب.. بسم الله الرحمن الرحيم 
إلى السيد اللواء أ.ح عبدالحكيم عامر، قائد عام القوات المسلحة.. السلام عليكم ورحمة الله.. وبعد.. 
فأرسل إليكم مرفقًا لهذا الشيك رقم ٧٠٥٨٤٧ بتاريخ ١٨/١١/١٩٥٦ على البنك الأهلي المصري- فرع مصر الجديدة، بمبلغ زهيد كنت أتمنى أن أستطيع دفع أضعافه لولا أني بسبب إرسال ابني للدراسة الجامعية بألمانيا اضطررت إلى سحب آخر مبلغ بالبنك تقريبًا، أريد أن أقوم بالمساهمة في مجهود البلاد الحربي، ولو كنت أستطيع عمل شيء الآن لبعت شيئا من أثاث منزلي أو من ملابسي لأدفع مبلغا أكبر ولكنني عاجزًا تمامًا عن عمل أى شيء كما تعلمون فأرجو قبول هذه الخمسة جنيهات، فهي رمز فقط، وبمجرد أن تساعدني الظروف سأدفع أقصى مبلغ يمكنني دفعه، بل إني مستعد لدفع حياتي في سبيل وطني، ولعل طلب التطوع الذي حررته في أوائل هذا الشهر يكون وصلكم بأني أريد التطوع ولو باسم مستعار لأخدم بلادي جنديا بسيطا في الجيش وأكرر رجائي هذا.. والسلام عليكم ورحمة الله».
وكتب لقائد البوليس الحربي بتاريخ ٢٣/ ١١/ ١٩٥٦ يقول.. «السيد القائم مقام أحمد أنور.. بعد التحية أرجو أن تطلعوا على حسابي بالبنك منها ٦٤ جنيها رصيد شيكات مسحوبة مني لم يصرف بعد ومن ضمنها ٥٠ جنيها تبرعات لمشروعات قومية، وآسف أنكم خاطبتم على ثروة وهمية لم يدخل ذمتي منها مليم واحد، وقد شرحت للسيد «محمود عزت» تفاصيل كل شيء، وأنا لم أتبرع إلا إرضاء لضميري ولن يكون هذا التبرع هو الأخير فإن مع العسر يسرا.. إن مع العسر يسرا. 
وسل أحمد اللواء علىّ لتعرف من أني أصبحت مدينًا له بما لا يقل عن المائتي جنيه؛ حيث اضطررت أن أقترض منه لأكمل المبلغ المطلوب لدراسة ابني فاروق بألمانيا، لقد أبقيت المبلغ حتى أستطيع أن أضيف عليه ما يرفع قيمته إلى ما يتناسب مع شرائي العريضة، ثم أتبرع به.. والسلام عليكم ورحمة الله».
«البوابة» تجولت فى قرية النحارية الشهيرة بقرية محمد نجيب، مركز كفر الزيات، محافظة الغربية، وذهبت إلى منزل الرئيس محمد نجيب، والتقت حفيده عباس يوسف نجيب ٦٧ سنة بالمعاش، الذى قال:
«ليا الشرف أن أكون أول حفيد لأول رئيس للجمهورية، ونفخر أن العائلة ما زالت تعيش فى منزل من الطوب اللبن حتى الآن».
ويضيف: «كان جدى يكره الواسطة والمحسوبية، فقد كنت ضابطا بالقوات البحرية وقائدا للنقطة البحرية ببلطيم فى محافظة كفر الشيخ، وكنت ملازما وقتها عندما تم نقلى إلى جبل الطور، وذهبت له لاستثنائى من النقل، لكنه رفض إلغاء نقلى، وقال لى: كن رجلا وتحمل المسئولية، إذا لم تتحمل وأنت حفيد رئيس الجمهورية، من الذى يتحمل، فذهبت لأخيه على وكان لواء بالجيش، ورفض هو الآخر طلبى قائلا: نحن أسرة لا نحب الواسطة ولا نتوسط لأحد».
وأكد أن الرئيس محمد نجيب كان يكره الوساطة ومن يتوسط لها ولا يخدم أحدا لا قريب ولا غريب، وكان يقول: «اعتمدوا على أنفسكم وكونوا رجالا يبنون ويحمون الوطن».

ويتابع حفيد الرئيس: «كان جدي يأتي خلال إجازاته القصيرة للقرية حتى عندما كان رئيسا للجمهورية، وفى إحدى زياراته اندلع حريقًا كبيرًا فى قرية قليب إبيار المجاورة لقرية النحارية، حيث التهمت النيران أكثر من نصف بيوت القرية وقتها، فلما سمع الرئيس بالحريق نزل إلى قرية قليب أبيار، وأمر بنصب خيام لهم وتوفير الطعام والمأوى، وعندما أراد الرجوع للنحارية، فى وقت جفاف الترع، أمر الأهالي بوضع عروق من الخشب كمعدية توفيرا لبنزين سيارة رئاسة الجمهورية وقتها.
وأضاف كان جدي معتقلا وأنا ووالدي كنا نذهب إليه في قصر زينب الوكيل، ومعنا الـ«زوادة»؛ حيث كان الرئيس مغرمًا بطعام الفلاحين وكان مرتبطًا بقريته.
ويشير إلى أنه عزم جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وأنور السادات على فطير وجبنة قديمة وعسل وقشطة بالنحارية.
وعن أحوال عائلة الرئيس يقول عباس يوسف نجيب: «ابني لم يعمل، ويعمل على «توك توك» بعد تجاوزه سن ٣٥ عاما، ولذلك أناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يساعدني ويساندني ويوظف ابني الوحيد في وظيفة حكومية، كما نطالب المسئولين بالنظر لقرية الرئيس محمد نجيب لأنها قرية مهملة ودون أي خدمات.