يصدر قريبًا عن سلسلة ذاكرة الكتابة، التي يرأس تحريرها د. أحمد زكريا الشلق، كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك" في ستة أجزاء. للمؤلف تقي الدين المقريزي، تحقيق عبدالعزيز جمال الدين.
ويعد كتاب (السلوك لمعرفة دول الملوك) من أبرز مؤلفات المؤرخ المصري تقى الدين المقريزي، التى كُتبت عن تاريخ مصر الوسيط، حيث يؤرخ لفترة حكم الدولتين الأيوبية والمملوكية لمصر، حيث سجل فيه مصنِّفه تاريخ مصر منذ بداية الدولة الأيوبية ودولة المماليك، وانتهى فيه إلى أواخر سنة 844هـ/1440م، أي قبيل وفاته، وهي فترة مهمة من التاريخ الإسلامي، فقد واكبت ظهور شخصيات وأحداث مهمة.
وذكر المقريزي في كتابه هذا مَنْ ملَك مصر من الملوك الأكراد الأيوبية، والسلاطين المماليك التركية والجركسية، وحصر أخبارهم الشائعة، واستقصى أعلامهم الذائعة، وحوى الكتاب أكثر ما في أيامهم من الحوادث والمجريات، ولم يعتنِ بالتراجم والوفيات كعادة كثير من كتب التاريخ.
قال ابن تغري بردي في معرض حديثه عن المقريزي: "وأجلُّ تحفة اخترعها، وعمدة ابتدعها كتابه المسمى بالسلوك" على أن أهم ما يميز المقريزي عن معاصريه، وعمن تلاه، هو منهجه في عرض الأحداث التاريخية، وقدرته التحليلية الرائعة، فقد وصف لنا الحوادث التي عاصرها بعبارة حية، وأسلوب بديع زاده جمالًا إدراكه للعلاقة السببية بين الظواهر التاريخية، فقد كانت ملاحظاته الذكية على الحياة اليومية في القاهرة زمن سلاطين المماليك، وموقفه المنحاز إلى الناس- صناع الحياة الحقيقيين- سابقة بعدة قرون على ما نسميه اليوم التاريخ الاجتماعي.
