قال د.محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إن الهدف الأسمى من العقيدة والعبادة في الإسلام هو بناء الأخلاق، وقد ربط القرآن الكريم العبادات بهدفها الأخلاقي في واقعية واضحة، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة طهارة للمال وتزكية للنفس، والصيام تنمية للتقوى في نفس الإنسان.
وأضاف عفيفي، في خطبته، اليوم، بالجامع الأزهر، أن قيمة العبادة تتمثل في آثارها الواقعية بحياة الناس وليس في كثرتها، فمن قام بتلك العبادات وأصبح بعدها فاسد الخلق سيئ المعاملة فلا خير في عبادته ولو ملأت الارض.
تابع قائلًا: إن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن حال تلك المرأة التي تكثر من صلاتها وصيامها، إلا أنها تؤذي جيرانها بلسانها، أنها في النار، كما بيَّن أن حسن الخلق يؤهل الإنسان لرحمة الله سبحانه وتعالى ودخول الجنان، مشيرًا إلى أن الإسلام ربط بين العبادات وآثارها الأخلاقية.
وقال الأمين العام: إن النبي صلى الله عليه وسلم أوضح أن الخروج من الأزمات النفسية نتيجة الظروف القاسية يكون بالدعاء والعمل والإنتاج، ولا يكون بالعجز والكسل والتواكل؛ لأن الله تعالى يريد من عباده أن يتحركوا بأخلاقهم الكريمة على أرض الواقع وأن يحوّلوها إلى مواقف.
وأكد عفيفي أن الإسلام ركّز على تربية ضمير الإنسان من خلال التعاليم والتوجيهات الإسلامية، كما ركّز على إحياء المعاني الإنسانية في المجتمع والتراحم بين الناس، خاصة في هذه الأيام الكريمة في العشر الأواخر من رمضان، والتي تدعو كل مسلم إلى الاستكثار من الأعمال الصالحة من قراءة للقرآن وقيام ودعاء وإغاثة للملهوفين.
