السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

سير الصالحين.. سعيد بن جبير وعاء العلم في عصره

سعيد بن جبير
سعيد بن جبير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعلم على يد السيدة عائشة وكبار الصحابة وكان يختم القرآن كل ليلتين
سعيد بن جبير بن هشام الأسدى الوالبى مولاهم الكوفى، أبومحمد، وهو من الطبقة الثالثة من التابعين كما عده أصحاب السير، وقال عنه أبونعيم الأصبهانى فى تاريخ أصبهان «دخل أصبهان وأقام بها مدة، ثم ارتحل منها إلى العراق وسكن قرية سنبلان»
كان يقول دائمًا: «التوكل على الله جماع الإيمان، والخشية هى أن تخشى الله حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك، فتلك الخشية، والذكر طاعة الله فمن أطاع الله فقد ذكره ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن». تعلّم «بن جبير» على يد عدد من الصحابة وروى عنهم، فأخذ عن حبر الأمة عبدالله بن عباس وروى عنه وأكثر، وكان أحد تلامذته، وسمع من عبدالله بن مغفل والسيدة عائشة أم المؤمنين وعدى بن حاتم وأبى موسى الأشعرى وأبى هريرة وأبى مسعود البدرى وعن ابن عمر وابن الزبير والضحاك بن قيس وأنس بن مالك وأبى سعيد الخدرى.
عُرف عن «سعيد بن جبير» أنه كان عابدًا قوامًا، وكان له ديك يقوم من الليل بصياحه، فلم يصح ليلة من الليالى حتى أصبح فلم يصل سعيد تلك الليلة فشق عليه فقال: «ما له قطع الله صوته فما سمع له صوت بعد فقالت له أمه: يا بنى لا تدع على شيء بعدها»؛ يقول هلال بن خباب: «خرجت مع سعيد بن جبير فى رجب فأحرم من الكوفة بعمرة ثم رجع من عمرته، ثم أحرم بالحج فى النصف من ذى القعدة وكان يحرم فى كل سنة مرتين مرة للحج ومرة للعمرة». كان للصحابى الجليل شأن وحال مع القرآن فروى أنه كان يختم القرآن فى كل ليلتين، ويقرأه فيما بين المغرب والعشاء فى رمضان، إذ روى عن الصعب بن عثمان قال: قال سعيد بن جبير «ما مضت على ليلتان منذ قتل الحسين إلا أقرأ فيها القرآن إلا مريضًا أو مسافرًا». فقد كان وعاءً من أوعية العلم، وكان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء يعنى سعيد بن جبير. وعن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن فريضة فقال: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب منى وهو يفرض منها ما أفرض؛ فعن خصيف قال: كان أعلمهم بالقرآن مجاهد وأعلمهم بالحج عطاء وأعلمهم بالحلال والحرام طاووس، وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير.
ويقول عنه ميمون بن مهران أيضًا: «لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل إلا يحتاج إلى سعيد». لم يترك «بن جبير» فرصة للدعوة والنصح، فعندما تأتيه تلك الفرصة يغتنمها فيخطب فى الناس وينصحهم، وكان يراسل إخوانه، وفى ذلك يقول عمرو بن ذر: كتب سعيد بن جبير إلى أبى كتابًا أوصاه بتقوى الله وقال: «إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة فذكر الفرائض والصلوات وما يرزقه الله من ذكره»، وقال أيضًا هلال بن خباب: «خرجنا مع سعيد بن جبير فى جنازة فكان يحدثنا فى الطريق ويذكرنا حتى بلغ، فلما جلس لم يزل يحدثنا حتى قمنا فرجعنا وكان كثير الذكر لله».