بمجرد الإعلان عن رؤية هلال شهر رمضان في منغوليا، حتى ينطلق الأطفال إلى تجهيز أنفسهم استعدادًا للمشاركة فى الاحتفالات والأنشطة الدينية المقامة في المساجد في أنحاء البلاد، وتتنوع الأنشطة الخيرية بين المسلمين عند دخول شهر رمضان المبارك، إذ يبدأ المنغوليون في توزيع المساعدات على الفقراء والمحتاجين، وتشرف على هذه الأنشطة الخيرية كثير من الجمعيات الإسلامية من داخل وخارج منغوليا.
ويفطر المسلمون على الحليب والتمر، ثم يقومون لأداء صلاة المغرب، وبعدها يعودون لبيوتهم لتناول الحلويات الرمضانية والإفطار مع الأهل، وتكثر الإفطار الجماعي والموائد التى يتجمع عليها أبناء الأقلية المسلمة المنغولية.
وينتشر المسلمون في ولايات مختلفة من منغوليا أبرزها ولاية «بايان أولغى»، و«نالاى خان»، و«كينتاى»، بالإضافة إلى العاصمة «أولان باتور»، ويقدر عدد المسلمين فى منغوليا بحوالى ١٣٠ ألف مسلم، وكان فى منغوليا مجموعات مسلمة عديدة، ولكنها هاجرت إلى الصين فى حدود سنة ١٩٦٠، وبدأت هذه الأعداد تعود إلى منغوليا فى الآونة الأخيرة، ولا يعرف عدد المسلمين من هؤلاء المهاجرين العائدين، ويمكن تقدير عدد المسلمين حاليًا بحوالى ١٥٠ ألف نسمة.
وفى السنوات الأخيرة، تنفس المسلمون فى منغوليا بعض نسمات الحرية، فلقد سمحت لهم السلطات ببعض الجوانب من حرية العقيدة، وسمحت بدخول الكتب الدينية، كما سمحت لهم باستخدام لغاتهم القومية فى التعليم، وبدأت بعض الهيئات الإسلامية تصل إلى منغوليا، فوصلت إليها بعثات إسلامية من الدعاة من الهند وباكستان القريبتين، ويقوم اتحاد الجمعيات الإسلامية فى منغوليا بجهود عديدة لتوفير الأجواء الإسلامية فى الشهر الكريم، وإقامة الشعائر الإسلامية في المناطق التي تتواجد فيه فروعه.
