الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"إفتي يا مفتي".. من فتاوى تحريم الفيديو إلى إباحته

جهاز الفيديو
جهاز الفيديو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشيخ السماوي يأمر بحرق محلات الشرائط بالقاهرة والجيزة
عمرو عبدالمنعم 
فى عام 1975 تمكنت شركة sony العالمية من إنتاج أول جهاز فيديو منزلى وكان ثمن الجهاز آنذاك 2300 دولار، وسرعان ما أصبح من الممكن الحصول على شرائط الفيديو سواء بالاستعارة أو الشراء أو الإيجار.
وفى بداية الثمانينيات من القرن الماضى ظهر ما يعرف بأفلام المقاولات، مثل أفلام نادية الجندى وأفلام نبيلة عبيد ونور الشريف وعادل إمام وبدأ صراع كبير فى دوائر العرض السينمائى على استقطاب المشاهدين.
وانتشرت الأفلام الأجنبية فى المقابل فى الساحة المصرية منها الهندية والأمريكية، وبدأت تنقل بعض المشاهد التى بها عرى وخلاعة، والتى تعتبر غريبة على المجتمع المصرى، بل وقامت بعض الأندية الخاصة بالفيديو بتقديم ما عرف بأفلام الساعات الممتعة أو البورنو والتى كان يشاهدها العمال وصغار الطلاب فى المقاهى الشعبية.
وظهرت بالتالى نوادى الفيديو فى القاهرة الكبرى والجيزة وبعض المحافظات التى كانت تستأجر هذه الأشرطة أو تبيعها، ومن هنا بدأ ينتشر جهاز الفيديو المنزلى القادم والمستورد من دول الخليج العربى وخاصة السعودية، وشاهد العديد من شباب الجماعات الإسلامية هذه المحلات التى تبيع وتستأجر وتستبدل هذه الأشرطة وهنا بدأ الشباب يسأل عن جواز هذا العمل وهل يعد السكوت عليه جائزا شرعا أم حراما؟ وماذا بعد الحرام؟.
وأفتى أمير «جماعة السماوية» طه السماوى فى أحد دروسه فى منطقة عابدين بأن استعمال الفيديو حرام، وأن السكوت عليه يعد مخالفة شرعية وأن تغيير هذا المنكر واجب بحد السيف واليد، لما يظهر للناس فيه من مناظر محرمة تصل إلى تصوير مشاهد منحرفة أخلاقيا، ولم تتوقف الفتوى عند هذا الحد فقد أصدر فى فتوى جواز إزالة وحرق نوادى الفيديو بالقوة.
ولم تمر أيام قليلة إلا واستيقظ الناس فى القاهرة والجيزة وتحديدا فى شهر مارس من عام ١٩٨٦ على عدد من الحرائق فى منطقة شبرا الخيمة وعين شمس وإمبابة وبعض مناطق الجيزة وقد تم حرق بعض نوادى الفيديو وبدأت الداخلية تبحث عن الجانى. وتم القبض على بعض الأشخاص الذين تورطوا فى حرق هذه النوادى وتقديمهم إلى المحكمة فى قضية شهيرة عرفت فى ذلك الوقت باسم حرائق نوادى الفيديو والتى تزعمها مفتى جماعة السماوية عبدالله السماوى وعبدالرحمن لطفى إمام مسجد النور بملوى وعدد من عناصر جماعته.
وأفتى بعدها الشيخ محمد سيد طنطاوى مفتى الجمهورية وقتها بحرمة حرق نوادى الفيديو لأن الأصل فى الأشياء الإباحة، ولا يجوز حمل الناس على الأشياء التى تستخدم على الوجهين على باب الإفساد فقط، 
وأفتى القرضاوى وقتها بجواز عمل شركات إنتاج سينمائى وتصوير المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية بضوابط شرعية ولنشر الدين وحمل الرسالة وكان أول مسلسل ينتج فى هذا الصدد هو جمال الدين الأفغانى لشركة إنتاج تابعة أو محسوبة حينها على الإخوان وكانت دار الزهراء للإعلام العربى.