الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فتاوى إرهابية «١»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يفرد الباحث والإعلامى والمجاهد السابق فى أفغانستان خالد المشوح، الذى يحمل شهادة ماجستير من جامعة بجنوب إفريقيا «فى الجهاد» فى كتابه «التيارات الدينية فى السعودية»، فصلًا عن «ثلاثين شبهة تعتمد عليها تيارات العنف الإسلامية»، فيقول المشوح: «هذه أبرز ثلاثين شبهة يمكن أن نقول إنها الأسس للأفكار التكفيرية ابتداء من «الجهاد» و«الجماعة الإسلامية» وانتهاء «بالقاعدة»، ويضيف «إن من أمضى فترة طويلة فى استقصائها وجمعها هم العاملون مع «حملة السكينة»، وهو الفريق الذى بذل جهدًا كبيرًا فى تقصى أفكار هذه التيارات، ولا سيما تنظيم القاعدة الذى بات المرجع لكل التيارات منذ أحداث سبتمبر ٢٠٠١».
ولا شك أن المؤلف سيضيف أفكار تنظيم «داعش» ومناهجه إلى هذه النقاط الثلاثين فى طبعات الكتاب القادمة! والآن ما هذه «الشبهات» التى بسببها تقوم الجماعات الإرهابية فى تنظيمات «الإسلام السياسي»، بممارسة القتل والتفجير والاغتيال والدهس والاختطاف والحرق؟
١- الدول والأنظمة المعاصرة استبدلت الشريعة الإسلامية بتحكيم القوانين الوضعية، وتحكيم القوانين كفر مُخرج من الملة.
٢- الأنظمة المعاصرة فى العالمين العربى والإسلامى أنظمة كافرة لانضمامها إلى المنظمات الدولية الطاغوتية الكافرة كهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرهما، بل إن بعض الدول المنتسبة إلى الإسلام تفتخر بأنها من المؤسسين لهذه المنظمات، وتعترف بأن انضمامها جاء باختيارها وإرادتها.
٣- الدول المعاصرة نفسها فى العالمين العربى والإسلامى نقضت عقيدة الولاء والبراء فوالت الكفار، وبنت علاقات سلمية معهم، وهى تستقبلهم وتكرمهم وتهنئهم فى مناسباتهم، فى حين هى تتبرأ من المجاهدين وتلاحقهم وتودعهم السجون، والله تعالى يقول «وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ».
٤- الدولة المعاصرة عطلت شريعة الجهاد فى سبيل الله، وقد قرر العلماء أن من امتنع عن شيء من الشعائر الإسلامية قوتل عليه.
هذه الجماعات السلفية الجهادية، يذكر المؤلف، تستند إلى فتوى «شيخ الإسلام أحمد بن تيمية»، ٥٠٣ من المجلد ٢٨، ويقول فيها: «أيما طائفة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضات، أو الصيام، أو الحج، أو عن التزام تحريم الدماء، والأموال، والخمر، والزنى، والميسر، أو عن نكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهاد الكفار، أو ضرب الجزية على أهل الكتاب، وغير ذلك من واجبات الدين ومحرماته - التى لا عذر لأحد فى جحودها وتركها- التى يكفر الجاحد لوجوبها، فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها وإن كانت مقرة بها، وهذا مما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء».
٥- الله تعالى أمرنا بالجهاد ووعدنا بالنصر، واشترى منا أنفسنا وأموالنا ووعدنا الجنة، فالجهاد عبادة مقصودة لذاتها، والشهادة عبادة مقصودة لذاتها، وأداء العبادة ليس إثما.
٦- لا يكترث أعضاء هذه التنظيمات بما قد يحدث لهم من قتل أو اعتقال أو غير ذلك، فهم يؤمنون، كما يورد كتاب المشوح، «أن النصر الحقيقى هو الثبات على المبادئ وليس هو الغلبة المادية، بل إبراهيم، عليه السلام، كان منتصرًا وهو يلقى فى النار، وبلال كان منتصرًا وهو تحت التعذيب والنكال، وخبيب كان منتصرًا وهو على المشنقة، والإمام أحمد كان منتصرًا وهو تحت السياط، وشيخ الإسلام ابن تيمية كان منتصرًا وإن مات مسجونا، كما أننا نثق بوعد الله تعالى لنا بالنصر والتمكين، ولذا يجب القتال وعدم الالتفات إلى الأمور المادية لأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة».
٧- لا يكترث «المجاهدون» بقوة الخصوم وإمكاناتهم، ويؤمنون حتى بصحة ما يرون فى منامهم من أحلام النصر! ذلك أن «الرؤى من المبشرات التى تثبت أن المجاهد على الحق وهى ما يبقى للمؤمن، وقد تواطأت الرؤى والمنامات على صحة منهج المجاهدين، وأن الله سيفتح على أيديهم وسيمكنهم من أعدائهم، وسيحقق لهم التمكين الذى وعدهم وسيقيم على أيديهم وبدمائهم الخلافة التى يتطلع إليها المسلمون فى أنحاء الأرض».
ومن اللافت للنظر هنا أن المحاولات الفاشلة وما رافقها من ضحايا من التنظيم نفسه دون تحقيق أى انتصار، لا تستوقفهم على الإطلاق، «فالجهاد عبادة مقصودة لذاتها»، لاعلاقة له بانتصار أو انكسار، أو النتائج الكارثية لأى محاولة أو تجربة.
وغدا نكمل
نقلا عن الجريدة «الكويتية»