رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

الزيني بركات..أشهر "البصاصين" في تاريخ الدراما

«قصة المملوك» التى استعادها «الغيطانى» لمواجهة زوار الفجر

الحلفاوى .. الزينى
الحلفاوى .. الزينى بركات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى منتصف تسعينيات القرن الماضى قرر الكاتب الكبير جمال الغيطانى تحويل روايته الشهيرة التى تحمل اسم «الزينى بركات» إلى عمل درامى مرئى من خلال مسلسل يحمل نفس اسم الرواية، تم تقديمه فى شهر رمضان عام ١٩٩٥، بالتعاون مع السيناريست محمد السيد عيد، كاتب السيناريو والحوار، والمخرج يحيى العلمى.
تناول المسلسل الدراما التاريخية التى وضعها جمال الغيطانى فى روايته عن طريق شخصيتين تاريخيتين تنتميان إلى عصر المماليك وهما الشهاب الأعظم «زكريا بن راضى» و«والى الحسبة الزينى بركات بن موسى»، فى عهد السلطان الغورى الذى أنعم على «بركات» بلقب الزينى، ليتقلد منصب الحسبة الشريفة، وهو منصب خطير يجعل «الزينى» عزيز مصر، أو الحاكم الفعلى للبلاد الذى يتحكم فى شئونها الاقتصادية والاجتماعية وايضًا الأمنية، فهو من يتولى مراقبة الأسواق وأسعار السلع وجمع الضرائب والمصروفات من الشعب، وتتبعه أجهزة الأمن والمخابرات «البصاصين» التى ترصد كل شاردة فى أرض مصر بقيادة «زكريا بن راضى»، لحماية نظام الحكم، حتى ولو وصل الأمر إلى هتك حرمات البيوت والعلاقات الخاصة بما فيها العلاقة الحميمية بين الزوجين. 
تناول الكاتب جمال الغيطانى هذه التيمة التاريخية ونسج منها خيوط روايته التى تحولت إلى عمل درامى تليفزيونى ليستخدمها فى الإسقاط على الواقع المصرى فى تاريخها الحديث وخاصة فى فترة الستينيات من القرن الماضى، حسبما صرح الغيطانى من قبل، الذى رأى أن نهايات فترة الستينيات وزيادة سطوة الشرطة والقمع البوليسى شبيهة بفترة وجود الزينى بركات، التى جاءت فى نهايات دولة المماليك وبداية اضمحلالها مع الصراعات التى كثرت بين المماليك فى الوقت الذى بدأ فيه صعود نجم الدولة العثمانية وسيطرتها على مقاليد الحكم فى مصر عام ١٥١٧، وهو ما اعتبره ايضًا مؤلف الرواية نوعا من أنواع الربط بين نكسة يونيو ١٩٦٧ وبين معركة مرج دابق التى انتهت بانتصار العثمانيين على المماليك، خاصة أن فترة الثنائى «بركات، زكريا» اتسمت بازدياد سطوة العسس أو البصاصين والصراع الدائم بين قادة المماليك، ما أدى إلى هزيمتهم أمام العثمانيين.
استخدم صناع العمل تيمة التشويق والصراع الخفى فى أحداث المسلسل، الذى بدأت أحداثه بمحاولة بركات بن موسى للتحايل على أحد الأمراء ورشوته للحصول على منصب الحسبة الشرعية، بالرغم من مراوغته للسلطان الحاكم وتضرعه إليه لإعفائه من المنصب، حتى لا يتحمل أعباء أكبر منه ويكون مسئولًا عن إطعام كل فقير، وهو ما لا طاقة له بذلك، وهنا يبدأ الصراع الخفي بين الزينى بركات وزكريا بن موسى الذي يعلم تمام العلم بسعى بركات للحصول على المنصب.